أن يكون هناك مؤيدون للإخوان ومعارضون لهم فى ميادين السياسة، فهذا أمر طبيعى، لكن إذا حدث ذلك داخل المساجد وأثناء الخطب والصلوات فذلك أحد أبواب الفتن. اليوم هو ثانى جمعة بعد عزل محمد مرسى من منصبه واستمرار اعتصام الإخوان فى بعض الميادين حتى يعود إلى الحكم.
المؤكد أن بعض أئمة وخطباء المساجد ينتمون لجماعة الإخوان، وهذا حقهم، مثلما يحق لغيرهم أن ينتموا لأى حزب أو فصيل أو حركة أو دعوة.
المشكلة كما رأينا بعض مظاهرها خلال ولاية محمد مرسى وجماعته أن بعض الخطباء يقفون يوم الجمعة يدعون علنا للجماعة وأفكارها ويهاجمون كل معارضيها.
قبل مجىء مرسى لم يكن ذلك يثير حفيظة الكثيرين، لكن مع الاستقطاب الشديد، بدأنا ندخل فى مساحات كنا نظنها محظورة. رأينا فى مرات كثيرة مصلين يقفون أثناء الخطبة ويعترضون على ما قاله الخطيب الإخوانى أو السلفى، بل وذات مرة اعترض المصلون على الخطيب أثناء وجود محمد مرسى نفسه. وفى مرات أخرى دخل المصلون مع الخطيب وإخوانه فى معارك لفظية تحولت إلى معارك بالأيدى فى بعض مساجد الريف والدلتا.
من المحتمل أن يتكرر ذلك فى الأيام المقبلة مع إحساس بعض الأئمة أن الإخوان ربما يكونوا قد تعرضوا للظلم، وبالتالى فمن المتوقع أن نرى بعض المصلين المعارضين للإخوان يدخلون فى مناقشات ومجادلات وربما خناقات تقود إلى اشتباكات بالأيدى.
الحل أن يكون هناك قرار واضح وملزم للجميع أن المنابر لله وليست للأحزاب أو الجماعات أو أى فصيل. الخطب والدروس فى المساجد ينبغى أن تكون عامل جمع وتآلف وليس فرقة وتناحر.
وبجانب ذلك ينبغى أن يكون هناك تحرك سريع وعاجل وقانونى لمراجعة كل الإجراءات والقرارات والتعيينات التى حدثت فى وزارة الأوقاف خلال ولاية الوزير الدكتور الإخوانى طلعت عفيفى، هناك تعيينات لآلاف الأئمة والموظفين والمفتشين تمت عبر مسابقات يقول البعض إنها لم تكن سليمة. يقول هؤلاء إن إحدى المسابقات شهدت حالات غش جماعى واستخدام الهاتف فى الغش بمقر كلية الدعوة «تخيلوا، شخص يريد أن يصبح إماما ويغش».
لا أعرف هل هذه الاتهامات صحيحة أم لا، لكن المطلوب تحقيق سريع وعاجل وقانونى.
ليس المطلوب طرد الإخوان أو السلفيين، هم مواطنون وإذا ثبت أن هناك منهم من يملك المؤهلات الكاملة للوظيفة فليستمر، والعكس صحيح.
ومن بين المؤهلات مدى تطرف الأفكار، لأن هذه الوظائف تستطيع غسل أدمغة الملايين وتحويلهم من مواطنين عاديين أبرياء سمحين إلى قنابل بشرية يمكن انفجارها فى أى وقت.
قبل أسابيع كتبت فى هذا المكان منتقدا مستوى المتقدمين الذين يريدون أن يصبحوا أئمة، وبعضهم لا يعرف متى ولد الرسول أو متى مات وأين دفن؟.
وإذا كان حزب النور قد اعترض على عمليات الأخونة التى جرت فى وزارة الأوقاف قبل شهور، فالمفروض أن يكون بقية أطراف المجتمع أكثر قلقا.
نريد توضيحا سريعا وإجراءات عاجلة لحماية ما تبقى من عقل وقلب مصر قبل أن يلتهمه التطرف ووقتها نصرخ ونقول «ليتنا تحركنا مبكرا».