ما زال المشهد السياسي في مصر يتصدر تقارير الصحف الغربية, فقد تشرت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية في مقال لها بعنوان هل يصبح مرسي نيكسون مصر؟ أن زعماء الدول الذين يدلون بتصريحات تدين عزل الرئيس المخلوع محمد مرسي لا يفهمون الوضع في مصر ويبدون منفصلين تماما عن الواقع العربي لأن الأنظمة السياسية التي يعيشون فيها لديها دائما القدرة علي تصحيح ذاتها ففي المملكة المتحدة مثلا أجبر وزير الداخلية ديفيد بلانكيت علي الاستقالة عام2005 بسبب سوء استعمال السلطة. وأوضح التقرير أن التدخل في السلطة القضائية يعد انتهاكا للقسم أو للدستور يستوجب عزله ومحاسبته مشيرة إلي أن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون ربما يشترك مع مرسي في الكثير من القواسم خلال فترة حكم عليهما حيث اشتبكا مع القضاء ولكن الفارق أن نيكسون تقدم باستقالته فورا بسبب فضيحة ووتر جيت و سوء سلوك الإدارة الأمريكية في عهده ما دفع الكونجرس بإقالته. وأشارت الصحيفة إلي أن الفارق بين مرسي ونيكسون أن الأول تشبث بالسلطة برغم قصوره عن أداء واجبه تجاه شعبه والذي بدأ في التذمر من حكمه بعد أن مدد جذريا صلاحياته في مرسوم22 نوفمبر الماضي المثير للجدل مع عدم وضوح الحدود بين الهيئات القضائية والتنفيذية ما جعل منظمة فريدوم هاوس الدولية تصف ما فعله مرسي بالتحدي الكبير للسلطة القانونية في مصر وخطوة خطيرة نحو الحكم الاستبدادي, وأضافت الصحيفة أن كلا الرئيسين تم اتهامهما بواسطة السلطة القضائية والمعارضة الشعبية بالتصرف بشكل غير قانوني وغير دستوري ولكن في ظل النظام الأمريكي كان لا يمكن لنيكسون أن يتشبث بالسلطة وكان التهديد بالإقالة من جانب الكونجرس كافيا لإجباره علي الاستقالة. ومن جانبها تساءلت مجلة ذا ويك عن إمكانية مساعدة زيارة ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية في رأب الصدع الحالي في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين من ناحية وجموع الشعب من ناحية أخري ورأت الصحيفة أن زيارة بيرنز في المقام الأول تهدف لتلطيف الأجواء بين الولاياتالمتحدة ومصر والعمل أيضا كحمامة سلام للضغط من أجل تحقيق انتقال ديمقراطي بشكل طبيعي وسلس والدفع نحو إجراء انتخابات في أقرب فرصة والضغط أيضا لإطلاق سراح الرئيس المعزول, وأضافت الصحيفة أن زيارة بيرنز لا تخلو من الدهاء الأمريكي حيث أرسلته واشنطن لتحسس الأجواء في مصر واستكشاف سياسة وتوجهات الحكومة الجديدة. واتفقت كلا من صحيفة وول ستريت جورنال و واشنطن بوست علي أن تزامن زيارة بيرنز لمصر مع زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية للأردن والمنطقة يؤكد سعي إدارة أوباما لتعزيز وسرعة الانتقال السياسي في مصر وخاصة بعد الدعم العربي الكبير لعزل مرسي وأضافت التقارير أن كيري من جانبه سيسعي للحصول علي دعم القادة العرب هذا الأسبوع لإخماد حدة التوترات وحالات الاستقطاب الشديدة في مصر مشيرة إلي أن لهجة خطاب بيرنز توضح تغير السياسة الأمريكية تجاه الوضع في مصر بعد حالة الصمت والتناقض التي اتسمت بها واشنطن الفترة الماضية بينما رأت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن زيارة بيرنز لن تفيد في تهدئة التوترات الحالية في مصر خاصة بعد رفض الإخوان استقباله واتفق معها في الرأي المحلل جورج باكر في مقاله بمجلة نيويوركر والذي أوضح أن أمريكا لم يعد لها تأثير في الأحداث بمصر أو بمنطقة الشرق الأوسط ولم يعد لديها حتي النفوذ الذي يضمن مصالحها فيها.