ركزت الصحف الأمريكية أمس علي تحولات موقف إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه ثورة30 يونيو المصرية وتحركات دبلوماسيها في المنطقة سعيا نحو استعادة التوازن الذي كادت واشنطن أن تفقده بتأييد للرئيس المعزول محمد مرسي خلال الفترة الماضية. واعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز للقاهرة أمس الأول تدلل بوضوح علي تغيير الموقف الأمريكي من التطورات السياسية في مصر. وكتبت الصحيفة الأمريكية أن أهم الرسائل التي نقلها بيرنز هو التأكيد علي التزام الولاياتالمتحدة بمساعدة مصر في انجاح الثورة الثانية وتحقيق مطالبها. ولفتت الصحيفة إلي أن بيرنز اعترف بأن عدد من المصريين لديهم شكوك حيال الولاياتالمتحدة ومواقفها. وأوضحت الصحيفة أن لهجة بيرنز وتصريحاته عبرت بشكل واضح عن تحول الموقف الأمريكي في التعامل مع التطورات السياسية في مصر من توجيه تحذير صريح بعدم عزل محمد مرسي إلي الوقوف وراء مؤيدي ثورة30 يونيو والحكومة الجديدة. وأشارت الصحيفة إلي أن رفض الولاياتالمتحدة وصف ما حدث في مصر بأنه إنقلاب اغضب جماعة الإخوان المسلمين وجعلها تغير مواقفها من واشنطن وتتهمها بالتواطؤ مع الجيش والمعارضة. وذكر تقرير سي بي إس نيوز عن زيارة بيرنز أن نائب وزير الخارجية الأمريكي وصل القاهرة في أول زيارة لمسئول أمريكي كبير بعد30 يونيو لينقل رسالة أساسية تتعلق بضرورة إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن. وأضاف التقرير أن بيرنز تعمد عدم ذكر محمد مرسي خلال المؤتمر الصحفي بالقاهرة وعدم التعليق علي احتجاز الرئيس المصري السابق. وقال التقرير إن مساعدي بيرنز رفضوا الإجابة علي سؤال بشأن إذا ما كان بيرنز طالب عبد الفتاح السيسي بالإفراح عن مرسي, مشيرة إلي أن أمريكا تحرك بعيدا عن الإخوان ومرسي. وأوضح التقرير أن أمريكا لديها مصالح استراتيجية مهمة في مصر منها الحفاظ علي الاستقرار الاقليمي وحماية الملاحة في قناة السويس ومكافحة الإرهاب بجانب الحفاظ علي معاهدة السلام مع إسرائيل. وأضاف أن التهديد بقطع المساعدات الأمريكية أو تخفيضها قد يصب ضد مصلحة الولاياتالمتحدة, حيث إن وزارة الدفاع الأمريكية. وربطت صحيفة نيويورك تايمز بين زيارة بيرنز ومظاهرات الإخوان المسلمين ومحاولات قطع الطرق في القاهرة الكبري وخاصة كوبري6 أكتوبر أمس الأول. وأوضحت الصحيفة أن بيرنز كان واضحا بضرورة مشاركة الجميع في المصالحة الوطنية والبحث عن طريق سلمي للخروج من الأزمة الراهنة. وعلي عكس ما ذكر تقرير سي بي أس, فإن نيويورك تايمز أكدت أن بيرنز قال صراحة إن موقف الولاياتالمتحدة معروف وسبق ذكره في إشارة إلي ذعوة الخارجية الأمريكية قبل أيام للإفراج عن مرسي. ومن جانبها, ركزت صحيفة وول ستريت جورنال علي اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم( الأربعاء) مع مسئوليين من جامعة الدول العربية في أول لقاء من نوعه منذ سقوط مرسي في3 يوليو الماضي. وهو الاجتماع الذي يجيء عقب زيارة بيرنز لمصر. وقالت الصحيفة إن رحلة كيري للمنطقة سيكون أحد أهدافها تخفيف حدة الإنقسام في المواقف بين الولاياتالمتحدة وعدد من حلفائها الأقرب في الشرق الأوسط وخاصة السعودية والإمارات والكويت بشأن التطورات السياسية في مصر, مشيرة إلي أن كيري سيجتمع مع مؤيدي التغيير في مصر مما سيجعله تحت ضغوط. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أمريكي مرافق لكيري في جولته قوله إن واشنطن لن تضعط علي الحكومات العربية لتغيير موقفها من الحكومة الانتقالية في مصر ولكنها ستجدد التأكيد علي المباديء الرئيسية التي تتبناها الولاياتالمتحدة تجاه التطورات في مصر ومن أهمها ضرورة الانتقال سريعا لحكومة مدنية. واتفق تقرير كريستيان ساينس مونيتور مع ما كتبته وول ستريت جورنال بشأن المساعدات, حيث أوضح أن ورقة الضغط الأمريكية المتعلقة بالمساعدات أصبحت غير مجدية فعليا في ظل التعهد الخليجي بدعم مصر بنحو12 مليار دولار.