تحت عنوان الغرب ينقلب علي الأسد نشرت صحيفة تايمز أوف الصادرة أمس إسرائيل تقريرا أشارت فيه إلي أن الدول الغربية لجأت إلي سيناريو الانقلاب بعدما فشلت جهودها الدبلوماسية في وقف نزيف الدم السوري. وكذلك بعدما استشعرت أن مصير اجتماع جنيف2 لن يكون مختلفا عن سلفه, والسبب الأهم أن الولاياتالمتحدة وقبلها بريطانيا يخشان تكرار سيناريو العراق مرة أخري اذ أن دخولهم تلك الحرب سيعني تكبدهما تكاليف باهظة اضافة إلي أنه لن ينهي الصراع بل قد يشعل صراعا مذهبيا بين السنة والشيعة سيمتد لسنوات طويلة كما حدث بالعراق التي مزقتها النزاعات الطائفية. ومن جانبها سخرت صحيفة الاندبندنت البريطانية علي موقعها الالكتروني أمس من دعوة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تجنيد جنرالات الأسد مؤكدة أنها محاولة بعيدة عن الواقع, خاصة أن الأسد يزيد من احكام قبضته علي البلاد, مشيرة إلي أن الثورة في سوريا اتخذت طابعا خاصا إذ أن الأسد نجح في إحداث انقسام بين الشعب وهو مالم نراه في ثورة تونس أو مصر أو اليمن أو حتي ليبيا, مشيرة إلي أن هذا الانقسام هو ما مكن الأسد من مواصلة الحرب حتي الآن, كما أنه المستفيد الوحيد من تلك الحرب الأهلية. وعن خيار الانقلاب, فإنه الأفضل في الوقت الحالي لأنه سيعتمد علي جنرالات الجيش السوري الدائرة القريبة من الأسد والتي تعمل بريطانيا علي اقناعها بأن زمن الأسد قد ولي وان عليهم أن يلعبوا دورهم في إعادة بناء سوريا الجديدة بعد التخلص من النظام وذلك بعد منحهم الضمانات الكافية خاصة وبعد أن وضح للجميع أن الأسد بات عاجزا عن إنهاء الصراع أو استعادة السيطرة والاصلاح أو حتي إعادة بناء سوريا. وعن هذا أكد محللون أن لندن وواشنطن بارعين في هذه اللعبة اذ أنهم اعتادوا علي تجنيد أهدافا معينة ثم قتلهم بعد انتهاء المهمة وهو مافعلوه مع عملائهم بالعراق وغيرها, وأشاروا إلي أن لعبة السياسة تقوم علي مبدأ الغدر وهو ليس بالأمر الغريب عن تلك الدولتين, ورغم ذلك أكدوا أن جنرالات الجيش السوري ذات الأغلبية العلوية الطائفة التي ينتمي إليها الأسد والدائرة المحيطة به يكنون له ولاءا كبيرا لن يتزعزع يوما ما, كما أن عائلة الأسد نجحت بذكاء في بناء هذا الجيش الذي يوصف بأقوي جيوش المنطقة بحيث يكون مواليا للنظام. وتعيش الدول الغربية علي أمل أن يستيقظ الجيش من غيبوبته ويراجع حساباته ويولي مصلحة البلاد والشعب علي النظام الذي سيسقط يوما من الأيام أن لم يكن في القريب العاجل وأن يلعب دورا محوريا في المرحلة الانتقالية للبلاد وسيتمكن ايضا من حماية مصالح الأقلية العلوية التي تخشي سقوط الأسد خوفا من الانتقام منها. ولقد نجح الأسد في تعميم فكرة الحرب السنية الشيعية في البلاد محولا أنظار الكثيرين عن أنها ثورة حقيقية قام بها الشعب ضد فساد عائلة الأسد واستبدادها. رابط دائم :