سوء حالة الطرق السريعة التي تربط المحافظات المصرية وبعضها البعض أصبح مشكلة تؤرق المصريين بسبب الإهمال الشديد وتقاعس الهيئة العامة للطرق والكباري. الجهة المسئولة عنها- في القيام بأعمال الصيانة اللازمة لتطويرها والمحافظة علي أرواح المواطنين وممتلكاتهم الذين يتعرضون لحوادث متكررة بسبب سوء الطرق والمطبات والحفر المنتشرة بها, ناهيك عن المطبات العشوائية التي أقامها الأهالي دون تدخل من المسئولين للحد منها وكثرة المنحنيات وعدم وجود أعمدة إنارة وافتقاد الطرق للعلامات الإرشادية, فضلا عن التشققات الكبيرة الموجودة في الطبقات الاسفلتية وأسياخ الحديد التي تطل برأسها من الخرسانات القريبة من البوابات والتي ينجم عن كل هذا تلف في السيارات وسقوط ضحايا ومصابين بالجملة علي مسافات تتخطي24 ألف كيلو متر هي حجم الطرق السريعة في مصر التي تختص بها الهيئة العامة للطرق والكباري. في البداية يقول الطبيب البيطري حاتم ستين إن طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي يحتوي علي تحويلات ومنحنيات عديدة, مما يجعل السير عليه محفوفا بالمخاطر, فضلا عن أن الطريق ذاته غير ممهد لمرور السيارات عليه, مما يؤدي لوقوع بعض الحوادث التي تزهق فيها الأرواح ويتكبد الاقتصاد المصري خسائر فادحة بسبب تحطم السيارات, لافتا إلي أن أي شخص يسير للمرة الأولي علي الطريق من المحتمل تعرضه للمخاطر بنسبة كبيرة والإصابة بمكروه نظرا لوجود مطبات عشوائية قد تؤدي إلي حدوث بعض التلفيات للسيارة وعدم التحكم في عجلة القيادة. شروخ واضحة وأشار إلي أن القادم من الإسكندرية بعد خروجه من بوابات الرسوم مباشرة بمسافة50 مترا تقريبا يشاهد شروخا واضحة في الطريق وظهور الأسياخ الحديدية من الطبقة الخرسانية المسلحة بشكل واضح مما يعرض إطارات السيارات للتلف والقطع و يسبب حالة من الذعر لقائدي السيارات لعدم وجود ورش للصيانة علي الطريق. معلنا أن مداخل بوابات القاهرة ومخارج بوابات الإسكندرية تئن من الإهمال الشديد ويكون المواطن ضحية إهمال المسئولين, مؤكدا أن الطريق قبل دخول الإسكندرية بنحو30 كيلو مترا حاراته ضيقة وشديد الخطورة فضلا عن الحفر التي تعد العنوان الرئيسي لهذا الطريق الحيوي. أما المستشار صبحي فودة فقال إن طريق القاهرةالإسكندرية الزراعي يعد من أسوا الطرق علي مستوي الجمهورية لوجود بعض أعمال الحفر المستمرة, بالإضافة إلي الحالة السيئة للطبقة الإسفلتية التي تسير عليها السيارات, موضحا أن الطريق يمر بالعديد من المدن المهمة التي قد يسبب السير فيها الكثير من الحوادث, فضلا عن عبور الأهالي الطريق بشكل عشوائي وبصحبتهم ماشيتهم وأغنامهم وينجم عن هذا سقوط ضحايا نتيجة الحوادث المتزايدة في ظل غياب عنصري الأمن والأمان وانعدام الإنارة التي تجعل الطريق ليلا في ظلام دامس. وقال إن الطريق ضيق للغاية وتسير عليه سيارات النقل العملاقة التي قد ينقلب بعضها بسبب السرعة الجنونية ويؤدي سقوطها إلي توقف حركة السير لعدة ساعات وتتوقف معها مصالح المواطنين, مؤكدا أن وجود بعض محطات البنزين علي الطريق يصيبه بالشلل لتكدس السيارات وخاصة النقل للحصول علي السولار. التعاون مع القوات المسلحة وطالب محمود راضي أعمال حرة من الهيئة العامة للطرق والكباري بأن تتعاون مع القوات المسلحة لإنشاء طرق جديدة أسوة بطريقي العين السخنة القاهرة والصحراوي الغربي الممتد حتي حدودنا مع السودان خاصة أن القوات المسلحة لديها من الإمكانات البشرية والفنية وتمتلك الخبرات والأجهزة الحديثة والمعدات ما يؤهلها لإقامة طرق جديدة بمواصفات عالمية تساعد في تحسين شبكة الطرق بكل محافظات الجمهورية ويساعد إنشائها في دفع عجلة الاستثمار التجاري والصناعي والسياحي إلي الأمام. فيما أكد عبده صابر سائق أن طريق بني سويف المنيا يشكو من الإهمال الشديد وافتقاده إلي أعمال الصيانة ليصبح السير عليها بمثابة معاناة شديدة لقائدي السيارات المختلفة والركاب علي حد سواء, مشيرا إلي أن إدارة الطرق تتجاهل القيام بإعمال الصيانة كما يجب بدافع تقليص المصروفات وتكتفي بترقيعها في بعض الأحيان كطريقة من طرق الصيانة, فضلا عن افتقاد الطريق إلي وجود اي علامات استرشادية للتسهيل علي مستخدمي الطريق الرحلة. وأكد عبد الحارث الدميري سائق أن معظم طرق الوجه القبلي بحاجة إلي الصيانة العاجلة من أجل الحفاظ علي الأرواح والأموال التي تخسرها البلاد يوميا لأسباب عديدة منها سوء حالة الطرق من عيوب في طبقات الإسفلت والسلوكيات الخاطئة للسائقين وبخاصة سيارات الميكروباص, مشيرا إلي أن الطريق من محافظة المنيا وحتي أسيوط غير مكتمل ويحتوي علي العديد من الحفر والمطبات في أنحاء متفرقة منه يصعب السير عليه ويعرض المواطن للحوادث المؤسفة. ويقول عوضين إدريس تاجر إن الطريق الدائري الذي صرفت عليه ملايين الجنيهات من أموال الشعب يعاني من الإهمال والفوضي وانتشار الباعة الجائلين عليه, فضلا عن سوء حالته ووجود عيوب فنية كثيرة وعلي الرغم من ذلك قامت الدولة باستلامه في عهد النظام السابق الفاسد من أجل مصالح خاصة بين القيادات والشركة المنفذة للمشروع. وأعلن أن الطريق به أكثر من خمسة آلاف فاصل حديدي يزعج أي قائد سيارة ويسبب له حالة من الذعر خوفا علي سيارته, كما ظهرت به عيوب فنية منها هبوط الطبقة الإسفلتية وتلفها وتآكلها بشكل واضح للجميع, بالإضافة إلي الافتقاد للشدة والحزم مع الأهالي الذين انتهكوا حرمة الطريق وقاموا ببناء منازل بجواره مباشرة. الاعتمادات غير كافية من جانبه قال المهندس صبحي ربيع رئيس الإدارة المركزية لتنفيذ وصيانة الطرق بالهيئة العامة للطرق والكباري إن الاعتمادات المالية غير كافية لإجراء صيانة علي الطرق السريعة المنتشرة علي مستوي الجمهورية, مشيرا إلي أنه بعد الإنفلات الأمني الذي حدث بعد ثورة25 يناير من عام2011 قلت نسبة تحصيل الرسوم علي الطرق وانخفضت إلي الثلث فبعد أن كانت الهيئة تقوم بتحصيل أكثر من المليار جنيه سنويا قبل الثورة ليقل المبلغ بعد الثورة ليصل إلي300 مليون جنيه فقط وتحسن الحال بعض الشيء منذ فترة وجيزة وارتفع المبلغ إلي600 مليون جنيه, إلا أن هذا المبلغ لا يكفي لإحداث صيانة علي الطرق والتي تحتاج إلي2 مليار جنيه علي الأقل, وعلي الرغم من هذا فإن الهيئة تسعي للوصول إلي مرحلة الاكتفاء الذاتي وعدم تحميل الدولة أكثر من طاقتها ويكفيها تمويل المشروعات الجديدة.