مأساة حقيقية يعيشها أهالي الصعيد عامة وأسيوطوسوهاج خاصة بسبب المطبات العشوائية التي انتشرت علي الطرق السريعة, وخاصة طريق أسيوطأسوان الزراعي, حيث باتت المطبات الصناعية تفوق عدد سكان القري التي تمر عليها من حيث الكثافة والانتشار, وهو ماترتب عليه ارتفاع عدد الحوادث بشكل مرعب دفع أهالي أسيوط والصعيد عامة لاطلاق صرخاتهم للاستنجاد بالمسئولين للتحرك الفوري لوقف نزيف الدماء علي الاسفلت خاصة أن تلك المطبات تقام بطريقة عشوائية تفاجئ السائقين ومن ثم تنقلب سياراتهم أو ترتطم بالسيارات القادمة في الاتجاه المقابل ومن ثم تحدث الكارثة. ويقول الحاج عامر عبدالله محمد من قرية أولاد ابراهيم إن الأمر فاق كل الحدود, حيث نسمع بصفة شبه يومية بأصوات ارتطام شديدة ومن ثم صراخ وعويل نعرف عقبها أن هناك حادثة جديدة قد وقعت بسبب المطبات العشوائية التي يقيمها الأهالي دون حسيب أو رقيب والتي تتسبب في وفاة وإصابة العديد من الأشخاص ممن لا ذنب لهم سوي انهم سلموا أمرهم لسائق السيارة الذي عادة ما يتفاجئ بتلك المطبات الخفية. ويضيف حامد محمد عطية من أهالي قرية الزرابي أن الأمر بدأ يأخذ مسارا خطيرا حيث تتسابق العائلات علي فرض كلمتها علي الطرق السريعة من خلال عمل مطب عشوائي امام منطقتها حتي يقال إن أولاد عائلة فلان يعطلون سير السيارات علي الطرق السريعة وقاموا بعمل مطب صناعي دون أن يتعرض لهم أحد وهو مايحدث بالفعل, وأوجد الطمع في قلوب الجميع لفرض الكلمة علي الطريق وعمل مطب عشوائي يبين هيبتهم بين عائلات القرية. ويوضح سليم فتحي نصير من أهالي مركز صدفا ان مسئولي أسيوط هم السبب الرئيسي في انتشار تلك الفوضي العارمة التي يشهدها طريق أسيوطأسوان الزراعي الذي يعد الشريان الوحيد لجنوب مصر, حيث يقومون بكسح المطب العشوائي الذي يقيمه الأهالي ويقومون بعمل مطب اسفلتي دون وضع أي علامات تحذيرية قبل الوصول اليه مكتفين بوضع بعض الحجارة في منتصف الطريق قد يصطدم بها السائقون دون أن يروها وتسبب ذلك الوضع في تسابق الأهالي علي عمل مطبات عشوائية حتي تأخذ الصفة الرسمية من الحكومة. ويشير طلعت محمد سيد سائق ان مايحدث علي الطرق السريعة هو مأساة بكل مافي الأمر من كلمة, حيث اننا نعمل علي الخط منذ سنوات ونعلم كل صغيرة وكبيرة علي الطريق حتي إننا نكاد نكون قد حفظنا عدد المطبات التي توجد به ولكن ما يحدث في تلك الأيام هو أقل مايوصف بالاهمال الجسيم, حيث نفاجأ أثناء السير باحد المطبات الذي قام به الأهالي بشكل عشوائي ودون سابق انذار ولا يجد السائق منا حلا أمامه سوي التعامل مع تلك الكارثة إلا بالتوقف فجأة ومن ثم اصطدام القادم من الخلف بنا أو الارتطام بالمطب, ومن ثم صعود السيارة جوا وهبوطها وفقدان السيطرة عليها وفي نهاية المطاف يواجه الجميع شبح الموت. ويشاركه الرأي محمود عطية عبدالحكيم سائق قائلا: طرق الصعيد بها عوائق جمة أهمها عدم وجود انارة ليلا وكذلك تلاحم السيارات ببعضها لكون الطريق حارة واحدة وضيقا للغاية, وكذلك عدم وجود اشارات مرورية وعواكس لمساعدة وارشاد السائقين, وجاءت كارثة المطبات لتكمل سلسلة المعاناة الي يواجهها السائقون علي تلك الطرق الوعرة, لذا نناشد السادة المسئولين التدخل سريعا وانقاذ أرواح الأبرياء ووقف نزيف الاسفلت. اما ياسر رزق شاهين حرفي فقال إن طبيعة عملي تتطلب مني السهر يوميا, لذا قمت بشراء دراجة بخارية لكي تساعدني علي الانتقال من مقر اقامتي بمدينة أسيوطالجديدة الي قلب مدينة أسيوط, حيث عملي, وفي احدي الليالي أثناء عودتي متأخرا في طريق عودتي فوجئت باحد المطبات العشوائية التي اقامها الأهالي بصورة مفاجئة فما كان مني إلا وجدت نفسي طائرا في الهواء لمسافة طويلة وسقطت علي الأرض ولم أشعر بنفسي إلا وأنا خارج من غرفة العمليات وجسدي به شرائح ومسامير وكسور. وفي سوهاج, تعاني جميع الطرق الرئيسية والفرعية من سوء حالتها, حيث لم تطلها يد التطوير منذ عدة سنوات فضلا عن عدم توافر العلامات الارشادية والفسفورية وكثرة التعديات والمطبات العشوائية وضعف الانارة, مما أدي الي وقوع العديد من الحوادث راح ضحيتها المئات من الأبرياء. وقال كمال محمد عبدالستار( موظف) إن الطريق الزراعي السريع الذي يبدأ من مركز طما وينتهي عند مركز البلينا مهمل ويحتاج الي عملية احلال وتجديد عاجلا, حيث يوجد من مركز طما الي مدينة سوهاج أكثر من80 مطبا غير مطابق للمواصفات وبرغم مرور الوفود السياحية عليه, مطالبا بعمل صيانة بصفة دورية حرصا علي سلامة المواطنين من الحوادث المتكررة. وأضاف محمد عبدالمنعم( موظف), أن الهيئة قامت برصف الطريق من أخميم الي الكوثر منذ شهرين إلا انه غير مطابق ويجب تشكيل لجنة للمعاينة وكتابة تقرير مفصل بذلك وبسبب وجود عيوب في عمليات الرصف. وأشار هاني عزوز الي ان شوارع مدينة سوهاج اصبحت في حالة يرثي لها, وذلك بسبب قيام شركة الغاز الطبيعي بحفر الشوارع بطريقة عشوائية بدون رد الشيء الي أصله ويصعب ان يسير عليها أي مواطن دون تعثر. وتابع مظهر العسيري من مركز العسيرات بأن طرق العسيرات من أسوأ الطرق في المحافظة خاصة الطرق المتجهة من العسيرات لجرجا والعسيرات للمنشاة والي سوهاج, حيث انها مليئة بالحفر والمطبات التي لا حصر لها برغم استغاثات المواطنين والسائقين من سوء حالة الطرق الا ان شكواهم لا تجد صدي عند المسئولين, ناهيك عن الطرق الداخلية بأولاد جبارة وجزيرة أولاد حمزة ونجع رضوان فهي غير ممهدة تماما ولا تصلح للسير مما يعوق مرور أي سيارة عليها وهذه الطرق تحتاج الي صيانة دورية. وأشار عماد حمدي من مركز دار السلام الي ان الطريق الصحراوي الشرقي يعتبر طريق الموت لكثرة الحوادث عليه لعدة أسباب منها ضيق وكثرة المنحنيات الخطرة واهمال الصيانة وعدم وجود اضاءة كافية وقلة الاشارات الضوئية والعلامات المرورية بالطريق, وطالب بضرورة ازالة التعديات عليه وتوسعته حرصا علي سلامة المواطنين من حوادث الطرق. ومن جانبه, أوضح المهندس فرج عبدالحميد سكرتير عام مساعد المحافظة أنه تم تخصيص26 مليون جنيه لرصف الطرق الداخلية لمدن سوهاج منها3 ملايين و700 ألف لرصف الطريق السياحي لفندق البلينا ومليونان لرصف الطريق المؤدي لمطار سوهاج وبلغت نسبة التنفيذ للخطة أكثر من50%. فيما قال المهندس حسين محمد عبدالحافظ مدير هندسة الطرق بالمحافظة ان هناك متابعة مستمرة علي جميع الطرق السريعة وفي حالة عدم مطابقتها للمواصفات يتم رصفها من جديد حيث ان معدل عملية الاحلال لها تتم كل10 سنوات, لافتا الي ان المطبات الموجودة علي الطرق السريعة غير مطابقة للمواصفات بسبب العشوائية وكونها غير قانونية.