رغم أن محافظة كفر الشيخ كانت من أولي المحافظات في زراعة محصول القطن, فإن مساحاته تراجعت بشدة في المحافظة طوال السنوات الماضية وإن كانت مساحة زراعته هذا العام والتي يصعب تقديرها بسبب قيام بعض المزارعين بالعدول أو تغيير رأيهم في الزراعة آخر لحظة بسبب خوفهم من التسويق, وعدم تحديد سعر نهائي له يبدو أفضل كثيرا من الأعوام الماضية, واستبشر أبناء المحافظة خيرا بعد مؤتمر القطن الأخير الذي أقيم في دسوق بحضور قيادات كبيرة ومسئولي الشركات والفلاحين بعودة المحصول الذي كان يطلق عليه في الماضي الذهب الأبيض حيث كان الفلاحون بكفر الشيخ يحددون أفراح أبنائهم علي موعد موسم جني القطن, إلا أن ما حدث في السنوات الأخيرة بالنسبة لتسويق المحصول جعل الاهالي يفكرون ألف مرة قبل زراعته. يقول حمدي عبدالواحد عجور إن ماحدث العام الماضي كان كارثة علي الفلاحين بكفر الشيخ لعدم استطاعتهم تسويق المحصول الذي تم وضعه في المخازن وبدأت الأزمات تتوالي علي المزارعين في وقت مبكر جدا عما كان يحدث خلال الأعوام الماضية, ومنها عام الثورة الذي كانت ظروف الفلاح فيه أفضل كثيرا من العام الماضي بعد أن رفض التجار شراء القطن إلا بثمن بخس واضطر البعض لبيعه رغما عنهم لحاجتهم الملحة إلي المال. ويضيف قائلا: وبرغم كل ذلك فإن بعض الفلاحين يحرصون علي زراعة القطن مهما كانت النتيجة لحبهم الشديد لهذا المحصول. ويشير ابراهيم جاد عضو اتحاد الفلاحين بكفر الشيخ إلي أن سعر القطن تم تحديده ب1200 جنيه ولم يستطع أحد بيعه بألف جنيه فقط, بعد أن استغل التجار الفرصة وقاموا بشرائه من المزارعين البسطاء ب800 جنيه فقط, وهو ما جعل معظمهم يقوم بتخزينه, لافتا إلي أن الفلاح أصبح في حيرة من أمره بعد أن رفضت الجهات الحكومية استلام المحصول في الأعوام الماضية, وبرغم وجود العديد من التجار الانتهازيين فإن هؤلاء أنفسهم أصبحوا يخشون من شراء المحاصيل الزراعية لعدم وجود أمان في السوق, وخوفا من عدم استطاعتهم تصريفها وتحقيق مكاسب مضمونة. ويضيف محمد أحمد منصور فلاح قائلا: إن وزارة الزراعة حددت سعر القطن من قبل ولم تلتزم به وهذا يفقدها المصداقية في القول ويعزف المزارعون عن زراعة القطن بسبب المقالب السنوية التي اعتادوا عليها إلا أن مؤتمر القطن الأخير بدسوق أحيا الأمل في المحصول مرة أخري, لافتا إلي أن القطن ظل في السنوات الأخيرة عالة علي الفلاح بسبب عدم القدرة علي تسويقه برغم المصاريف الباهظة التي يتكبدها المزارعون من تقاو ومبيدات وجني وخلافه, مطالبا الحكومة بالوفاء بوعدها بشراء المحاصيل من المزارعين مثلما كان يحدث في الماضي القريب وهو ما يطمئن الفلاح أيا كان السعر الذي تشتري به الحكومة. ويؤكد أشرف عبدالفتاح تاجر ان تسويق القطن أصبح مشكلة للفلاح والتاجر علي حد سواء, لافتا إلي أن الشركات أصبحت لا تلتزم بأي شيء نظرا لنقص السيولة المالية وعدم التزام الحكومة بتعهداتها. من جانبه, أكد المهندس أحمد رمزي وكيل وزارة الزراعة بكفرالشيخ انه فيما يتعلق بمحصول القطن فإن هذا العام سوف يختلف وسيتم الإعلان عن التعاقد مع شركات التسويق لشرائه بسعر مجز لافتا الي ان توصيات مؤتمر القطن الأخير بدسوق سيتم تفعيلها, خاصة أن وزير الزراعة الجديد مهتم جدا بالمحاصيل الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها كما اكد اهتمامه بمحاصيل بعينها خاصة التي اشتهرت بها مصر علي مدي تاريخها وفي مقدمتها القطن لذا نأمل أن يكون هذا العام فاتحة خير علي مصر وأبناء المحافظة.