للراحل فؤاد المهندس مشهد عبقري في مسرحية سك علي بناتك يقول فيه للفنان أحمد راتب عندما أراد أن يزوجه احدي ابنتيه: بلاها سوسو خد نادية.. لما وجده مترددا قال له: بلاها نادية.. خد سوسو.. هذا المشهد الفكاهي يعكس واقعا خطيرا في الحياة المصرية بصفة عامة, وفي الرياضة بصفة خاصة, وكانت النتيجة أن أسماء من يديرونها لم تتغير منذ ما يقرب من عشرين عاما.. وجاء وزير الرياضة في عهد الثورة ليبذل كل ما في وسعه لأن يبقي عليهم لسنوات أخري تحقيقا لمصالحه ومصالحهم متحديا ثورة شعب أسقط نظاما فاسدا وأجبر رئيس الدولة علي أن يترك منصبه بعد8 سنوات بمعدل دورتين انتخابيتين بمقتضي دستور جديد جاء علي أنقاض دستور كان يقضي بالتجديد للرئيس لمدد أخري. الوزير الذي لم ينحرف ولو في قرار واحد حتي الآن عن سياسات الحزب الوطني المنحل الذي كان أحد المنتمين إليه يصر علي أن يمسك كل شيء بيده وفي المقدمة الأهلي والزمالك مع اختلاف الأهداف في القلعتين الكبيرتين ولما رأي أن الإبقاء علي حسن حمدي كرئيس للنادي الأهلي مستحيل في ظل قضية الكسب غير المشروع.. قال: بلاها حسن.. نجيب الخطيب.. ولما وجد الرياح عاتية يروج الآن لقول: بلاه الخطيب.. نجيب مرتجي أو الدرندلي.. وكلها أساليب قديمة لم تساعده إمكانياته علي أن يأتي بأفضل منها, ولكنه ظن أنه بما يردده حول الخبراء والاستشاريين الذين وضعوا اللائحة المنتظرة, وبتسريب بنود منها للإعلام قبل إعلانها لجس النبض وامتصاص ردود الأفعال سيصل إلي ما يريد.. ولكن هيهات, فالرياضة لا تحتاج إلي لائحة جديدة بعد شهور من لائحة رضي بها الجميع وأقرت التطهير, ولكن في حاجة إلي قائد له رؤية وفكر, ومتحلل من المصالح والانتماءات, ويلقي احترام وتأييد الأغلبية, وله كلمة مسموعة, وعنده الرغبة في إرساء القيم والمبادئ وإحداث نهضة حقيقة تسفر عن انجازات دولية وأوليمبية! إن ما أحدثه الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب في المبني نفسه وحرصه علي المصارحة والمكاشفة واستطلاع كل الآراء في اللوائح يجعل الإبقاء علي وزير للرياضة بهذه المواصفات جريمة لابد للحكومة أن تتعامل معها قبل وقوع كارثة جديدة! [email protected] رابط دائم :