يا ليت لنا حظ النحل الأوروبي. نعم أحسد نحل أوروبا الذي اجتمعت دول الاتحاد منذ يومين للتصويت علي تقييد استخدام مبيدات الحشرات إلا في المحاصيل الزراعية التي لا يحبها النحل وغيره من الحشرات التي تنقل الطلع وذلك حرصا علي حياتها! أثبتت الدراسات أن لاستخدام هذه المبيدات علاقة بالنفوق الجماعي للنحل, الأمر الذي أثار قلقا بالغا في عموم القارة الأوروبية! لا حول ولا قوة إلا بالله.. الأوروبيون مهمومون بحياة الحشرات النافعة في بلادهم, ونحن غير حريصين علي صحة المواطنين في بلادنا.. ولا يساورنا أي قلق إزاء الصحة العامة لثروتنا البشرية. هم يمنعون استخدام المبيدات القاتلة للنحل, ونحن نستخدم المبيدات المسرطنة والهرمونات الممسببة للكثير من الأمراض للبشر.. غير عابئين بآثارها المميتة. مراكز أبحاثهم تعتقد أن مركبات ال( نيونيكوتينويد) التي تحتويها المبيدات هي المسئولة عن إيذاء النحل, وتجار الموت عندنا لديهم قناعة بأن معدتنا تهضم الزلط ولا يضيرها استهلاك السموم.. فيدفعون بمئات الأطنان منها إلي الأسواق. المسئولون الفرنسيون حولوا سطح مبني مجلس النواب إلي منحل لإنتاج العسل في مشروع لا يهدف للربح بقدرما يهدف لتوعية المواطنين والسياسيين بأهمية النحل في الحفاظ علي التنوع البيئي بإشراف متطوعين من موظفي المجلس وبدأوا بثلاث خلايا للنحل الملكي ليلحق بمشروعات أخري أقيمت فوق أسطح مبان عامة شهيرة في باريس بينها أوبرا جارنييه. أما نحن فلم نوفر أماكن لعلاج المرضي المصابين بالأورام الناتجة عن المبيدات المسرطنة والهرمونات القاتلة.. فأي نوع من البشر نحن؟ الأسد فضل أخيرا إبادة شعبه بغاز السارين, وصدام حسين اختار الانتقام من الأكراد في حلبجة بغاز الخردل, والأجهزة الأمنية في طول الوطن العربي وعرضه لا تتردد في استخدام الغازات المسيلة للدموع المنتهية الصلاحية والتي تتسبب في ظهورأعراض خطيرة علي الجهاز التنفسي للإنسان وعلي عينيه لتفريق المتظاهرين السلميين من الميادين والشوارع. هل نتحول إلي نحل ونطلب اللجوء لأوروبا حرصا علي حياتنا؟ ماذا نفعل لكي تهتم بنا حكوماتنا اهتمام أوروبا بالنحل؟ أسطح المنازل والمصالح الحكومية عندنا مخازن لل كراكيب, وأسطح المنازل والمصالح الحكومية في أوروبا تستثمر في زراعة المحاصيل وتربية النحل. هذا هو الفرق بين الشعوب المتحضرة المحبة للحياة, وبين الشعوب التي تعشق الموت. [email protected] رابط دائم :