مزيكا

كارم محمود بقلم: الموسيقار: صلاح عرام

كنت في الأربعينيات من القرن الماضي من سكان شارع شيكولاني( شارع مستشفي كتشنر حاليا) بحي شبرا وكان الشاب كارم محمود من سكان نفس الشارع وكنت أشاهده وهو خارج من منزله حاملا عوده ومتجها نحو الشارع العمومي وعرفت فيما بعد أنه كان يذهب إلي معهد فؤاد الأول( معهد الموسيقي العربية) بشارع الملكة نازلي( رمسيس حاليا)
وعرفت أنه التحق بقسم الصوت وحصل علي دبلوم المعهد وكان ترتيبه الأول علي دفعته‏.‏ وكارم محمود من مواليد مدينة دمنهور‏16‏ مارس سنة‏1922‏ أحب وعشق الغناء منذ طفولته حيث كان يرافق شقيقه الأكبر في الانشاد الديني وترتيل القرآن واكتشفه مدرس المدرسة واختاره ليغني في المناسبات والحفلات المدرسية التي تقيمها المدرسة في سن الثانية عشرة هرب إلي مدينة الاسكندرية والتحق بفرقة فوزي منيب وشارك في حفلاتها بوصفه‏(‏ الطفل المعجزة‏)‏ بحثت عنه الأسرة وأبلغت الشرطة التي عثرت عليه وأعادته لأهله وتلقي عقابه لكن والدته قدمته لأستاذ الموسيقي محمد حسن الشجاعي الذي نصحه بصقل موهبته والالتحاق بمعهد فؤاد الأول وقد كان وعرف الجمهور كارم محمود من خلال الإذاعة حيث سجل أول أغنية من ألحانه أغنية‏(‏ محلي الدهبية‏)‏ وأغنية ثانية أيضا من ألحانه‏(‏ بتقولي ليه تنسي ودادي‏)‏ وشارك في خمس وعشرين صورة إذاعية‏(‏ راوية وعوف الأصيل وقطر الندي ويا ليالي ملاح والجوز الخيل والعربية وصقر قريش وعلي بابا والأربعين حرامي وقرية الجن وقصة زرياب وموت كليوباتره والربيع مع فيروز والاخوان رحباني والشاطر حسن وصاحب الأرض وصفحات المجد وقلب فنان وقصة الأجيال وخطوات النصر ويا ليل يا عين‏)‏ وبدأ مشواره السينمائي سنة‏1946‏ في فيلم ملكة الجمال وشادية الوادي وأبو حلموس ونص الليل وعيني بترف ومعلهش يازهر وجزيرة الأحلام وخبر أبيض وفايق ورايق وحضرة المحترم وحلاق بغداد ودستة مناديل ونور عيوني وتار بايت ولسانك حصانك وكان آخر أفلامه سنة‏1955(‏ تار بايت‏)‏ وبدأت علاقتي الفنية في هذه السنة فقد أصبحت واحدا من المشتغلين في عالم الموسيقي والغناء وللأمانة والعلم أن كثيرا من المعلومات والإحصائيات التي ذكرتها لكم أنقلها لكم من الموسوعة التي جمعها الفنان الصحفي محمد قابيل وكانت أول أعمالي معه في حفل موظفي البنك الأهلي وكان متخوفا من العمل مع الفرقة الذهبية باعتبار أنها فرقة من الهواة وطلب مني أن أضم عازف القانون عبد الحميد صبره حتي يطمئن للعمل ونجحت الحفلة وتبعها فرح في بلدة‏(‏ شاده بالمنصورة‏)‏ عند عائلة عبد اللطيف بغدادي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو وعرفته عن قرب وأصبحت العلاقة طيبة ومحترمة وشاركته الفرقة الذهبية في حفلات كثيرة وأهمها أضواء المدينة وليالي التليفزيون وكان كارم محمود عازف عود ماهرا وكان يكتب ألحانه كتابة دقيقة ورصيده من الأغاني المعروفة كثير‏(‏ أمجاد ياعرب أمجاد وعلي شط بحر الهوا وعيني بترف وياليالي ملاح ولحن لنفسه أمانة عليك ياليل طول وهات العمر من الأول وسمرة ياسمرة والنبي يا جميل حوش عني هواك‏.‏
والله ولي التوفيق
رابط دائم :