محمد عبدالمطلب أو أبونور كما كان يحب أن يناديه أصدقاؤه أحد الفرسان الثلاثة في الغناء الشعبي وفي فترة النهضة الموسيقية والغنائية بداية من الأربعينات وحتي أوائل التسعينات اسمه بالكامل( محمد عبدالمطلب عبدالعزيز الأحمر) من مواليد أغسطس سنة1907 بشبراخيت محافظة البحيرة كنت أشعر وأنا أعزف معه بالانسجام وخصوصا في المواويل الحراقة ومنها موال( غدار يازمن لالك خل ولا صاحب صحبت صاحب لقيت صاحبي مصاحب وصاحب اتنين يازمن لاله خل ولا صاحب وأشكيك لمين يازمن وإنت لالك خل ولا صاحب) وكان عبدالمطلب من أخف المطربين دما علي المسرح وخصوصا في الحفلات والأفراح وقد سببت له بعض المواقف المحرجة والظريفة ومن المواقف الظريفة في أحد الأفراح بحي السيدة زينب عند أحد كبار المعلمين بالمدبح كان عبدالمطلب يغني أغنيته المعروفة( إيه اللي فاضل واللي بقيلي) وأخذ طلب يردد مقطع إيه اللي فاضل واللي بقيلي أكثر من مرة وإذا بالمعلم صاحب الفرح يحضر ويقف أمام المسرح ويقول( جري إيه ياطلب واخد ستين جنيه وباقي لك ستين سأدفعهم لك بعدما تخلص الغناء) وطبعا كانت قفشة ظريفة من المعلم. وهذه لمحة عابرة عن أبونور لأني لو حاولت الكتابة عنه فأنا محتاج لصفحات كثيرة وسأعود إليه بين الحين والآخر. وهذا النموذج الجميل للمغني والمطرب الشعبي يتكرر وبصورة أخري مع كروان الغناء المصري مع مطرب المطربين محمد قنديل واسمه قنديل محمد حسن من مواليد شبرا سنة1929 من عائلة تحب الموسيقي والغناء والده كان عازف قانون وكانت تقام في منزلهم جلسات فنية واستفاد من هذا الجو الفني والتحق بمعهد ابراهيم شفيق وأصبح ماهرا في العزف علي آلة العود وكان يحب الطيور( العصافير) وكان يقتني بغبغانا قليل الأدب وكان قنديل يقضي مع البغبغان وقتا طويلا. وصوت محمد قنديل من الأصوات التي يتمني كل مطرب أن يمتلك نفس المساحة والحلاوة وأغانيه تعيش بيننا ونرددها ونطرب لها وخصوصا أغنية( سماح ياأهل السماح لوم الهوا جارح أصل السماح طبع الملاح يابخت من سامح) ومن أشهر أغانيه( بين شطين وميه) وكان قنديل لايميل للاندماج في المجتمع وكان يعيش مع لعب الأطفال والعصافير والبغبغان وكان رياضيا ويميل للمصارعة. وكان مطلوبا ومحبوبا في كل البلاد العربية والنموذج الثالث هو كارم محمود واسمه كارم محمود أبوريا ولد في مدينة دمنهور في شهر مارس سنة1922 وتعلم في مدرسة السعيدية الابتدائية ومدرس الموسيقي في المدرسة اكتشف موهبته ثم التحق مع بعض الفرق في الاسكندرية وكانوا يطلقون عليه الطفل المعجزة وحضر للقاهرة والتحق بمعهد فؤاد الأول وتخرج منه وكان ترتيبه الأول علي دفعته وتعرفت عليه في الأربعينات حيث كنا معا من سكان شارع شيكولاني بشبرا وعملت معه سنة1954 فهو مطرب ملتزم دقيق في عمله ومواعيده يكتب أعماله بنفسه يمتلك مساحة صوتية تسمح له بالعمل في المسرح والأوبريتات الاذاعية مثل( قطر الندي/ صقر قريش/ الجوز الخيل والعربية/ علي بابا والأربعين حرامي) أغانيه الشعبية الراقية أمانه عليك ياليل طول سمرة ياسمرة/ علي شط بحر الهوا/ عيني بترف/ هذه النماذج الثلاثة مررت عليها مرور الكرام مع أن كلا منهم يحتاج لكتاب لتقييم أعماله وتجاربه ولأقول للجيل الجديد أن أرقي الغناء هو الغناء الشعبي وليس التهريج الشعبي الذي نسمعه ونشاهده هذه الأيام وسأعود إن شاء الله لتقييم هذه التجربة حتي نحاول الرجوع لأصولنا الشعبية في الموسيقي والغناء...... والله ولي التوفيق