رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان شهر كريم عاصرته وعشته علي مدار جميع فصول السنة صيفا وشتاء وربيعا وخريفا أكثر من خمسة وسبعين عاما وفي أماكن وأحياء مختلفة عاصرته في حي الجمالية ودرب سعادة وعابدين ثم حي شبرا ثم المهندسين الأساس هو الصيام والمتغيرات والاختلاف في مظاهر وعادات أهل الحي أو المنطقة والثابت فنيا ولايتغير هو أغنية وحوي ياوحوي ويغنيها أحمد عبدالقادر وأغنية رمضان جانا أهلا رمضان ويغنيها المطرب محمد عبدالمطلب وبمناسبة ذكر المطرب محمد عبدالمطلب وتلقائيته المعروفة علي المسرح وارتجاله المواويل التي برع فيها سأروي وأقول عن موقف حدث في منتصف الخمسينات وكان ذلك في حفل أضواء المدينة بسينما ريفولي وكان المسئول والمشرف علي الحفل المذيع المعروف جلال معوض وطلب مني الأستاذ جلال أن نبدأ الحفل بمقطوعة موسيقية ثم يليها في الظهور علي المسرح المطرب عبدالمطلب واستغربت لهذا الموقف لأن في جميع الحفلات والبرامج الأستاذ عبدالمطلب يختم الحفل ويأخذ راحته في الغناء. وسألت الأستاذ جلال لماذا هذا التغيير فقال لي أن غدا أو بعد غد سيكون أول رمضان والساعة الان التاسعة والربع ولابد من الطلوع علي الهواء بعد عشر دقائق والمفتي حتي الان لم يعلن عن بداية شهر رمضان وأنا اخترت عبدالمطلب ليكون أول فقرة في الحفل بحيث لو أعلن المفتي أن غدا بداية شهر الصيام يغني لنا( رمضان جانا) واتفق معي بعد تقديم المقطوعة الموسيقية ودخول عبدالمطلب إذا أعلن المفتي أن الصيام غدا سيعطيني إشاره لأقول للاستاذ عبدالمطلب ويغني رمضان جانا وإنتهت المقطوعة الموسيقية ودخل عبدالمطلب وتضايق لأنه وجد في الصف الأمامي حوالي ستة أو سبعة كراسي فاضية وبدأنا بأغنية( إسأل مرة علي) وفي منتصف الأغنية حصل هرج وتصفيق في الصالة وزغاريد وإذا بنا نجد أن هذه الكراسي الفاضية يجلس عليها الزعيم عبدالناصر ورفاقه وفي نفس اللحظة أشار لي جلال معوض بأن شهر رمضان غدا وفجأة قطع عبدالمطلب الأغنية وأشار علي جمال عبدالناصر وقال رمضان جانا قولوا معانا أهلا رمضان وصفق الجمهور وابتسم الزعيم ورفاقه وكانت ليلة جميلة وبعد الانتهاء صعد الرئيس وصافح جميع الفنانين وبارك لهم بالشهر الكريم. وبهذه المناسبة الكريمة أقول للإذاعة والتي أحبها وعشت في دهاليزها أجمل وأحلي أيام حياتي والتي أغير عليها من كل أجهزة الإعلام الأخري أن تعيد نشاطها وتضع إمكانياتها في عودة الروح للجهاز المسئول عن إنتاج الأغاني وتعطي لهم الحق في تقديم المختارات المتنوعة من أشكال الغناء( فردي أو جماعي أو ثنائي أو ثلاثي) وهذه الأشكال لاينتجها القطاع الخاص والعودة للأغاني باللغة العربية الفصحي أولا للحفاظ علي اللغة وثانيا اللغة الفصحي يعرفها ويفهمها جميع أصحاب اللهجات المختلفة وقيمتها مستمرة وليس معقولا أن تنتج الإذاعة خمسة وعشرين مسلسلا وبرنامجا ولانسمع عن أي إنتاج غنائي هل هناك عداء للموسيقي والغناء وهل هناك أوامر بذلك وأسأل الله في هذا الشهر الكريم أن تعود الإذاعة إلي سابق عهدها وتقدم لنا موسيقي وأغاني نفهمها ونطرب لها وتعيش في وجداننا وأقول للجميع كل سنة وإنتم طيبون ورمضان كريم. أهلا رمضان