في خطوة تنذر بالخطر الذي يحيط بالأزمة السورية بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام, أعلنت الأممالمتحدة تخفيض أعداد جنود حفظ السلام بين اسرائيل وسوريا في منطقة الجولان المحتلة, وسط حالة من الذعر تملكت سكان دمشق إثر دعوات دينية للالتحاق بالجيش النظامي وانتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمشاركة حزب الله في الصراع بسوريا وإعلان باريس ولندن نيتهما تسليح المعارضة السورية. فقد أعلنت الأممالمتحدة أمس أن عدد أفراد بعثةالأممالمتحدة لحفظ السلام المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان المحتلة أوندوف انخفض الي ألف و ثمانية شخص فقط. وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة, إدواردو ديل بوي, إن عدد الأفراد التابعين لقوة بعثة حفظ السلام في مرتفعات الجولان السورية أوندوف حتي12 مارس الجاري, بلغ ألفا و8 أشخاص,وذلك بعد اعلان كرواتيا سحب جميع جنودها في البعثة الأممية. وقد تملك الذعر سكان دمشق عندما قال مجلس الافتاء الأعلي المرتبط بالحكومة هذا الأسبوع الماضي إن الانضمام إلي الجيش ومحاربة الانتفاضة مسئولية إيمانية ووطنية ملأت شائعات بشأن تجنيد جماعي أرجاء العاصمة دمشق. وتملك الذعر الرجال في سن التجنيد خشية إلزامهم بخوض معارك أبدية في الشوارع ضد مقاتلي المعارضة قبل إعادتهم إلي أسرهم في صناديق خشبية مثلما حدث لآلاف الجنود علي مدار العامين الماضيين. ونفت الوكالة العربية السورية للأنباء( سانا) الرسمية أي نية لدي السلطات للتجنيد الجماعي.وقالت الوكالة إن الالتحاق بالخدمة العسكرية واجب وطني مقدس وأنه لا صحة إطلاقا للأنباء التي تبثها بعض وسائل الإعلام عن نفير عام في سوريا. وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إن قوام الجيش السوري انخفض للنصف تقريبا ليصل إلي نحو110 آلاف رجل بسبب عمليات الانشقاق والفرار وخسائر المعارك. وأضاف المعهد في تقريره السنوي بشأن جيوش العالم لا يمكن أن يثق النظام في الأساس إلا في ولاء القوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري وفرقتي النخبة الثالثة والرابعة التي يغلب عليها العلويون.. وهو ما قد يصل إجمالا إلي50 ألف جندي.ويوافق اليوم الذكري السنوية الثانية للانتفاضة ويتأهب سكان دمشق لهجوم كبير لمقاتلي المعارضة. وقرر بعض الآباء إبقاء أبنائهم في المنازل بينما شهد مطلع الأسبوع نزوحا جماعيا لعائلات من المدينة رغم أن الهدوء كان يسود الشوارع. وفي الوقت الذي أكدت فيه فرنسا أنه لا يمكن وضع نهاية للمأساة السورية إلا عن طريق الحل السياسي الذي يمر عبر بدء الحوار بين المعارضة وأعضاء النظام ممن لم تلطخ أيديهم بالدماء. وقال فانسان فلورياني المتحدث المساعد باسم الخارجية الفرنسية- في مؤتمر صحفي أمس- إن هذا الحل يتوافق مع العرض الذي تقدم به رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب وهي المبادرة التي تدعمها باريس. أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند أمس إن بلاده ستطرح مسألة رفع حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي علي المعارضة السورية خلال قمة للاتحاد.وقال للصحفيين لدي وصوله إلي القمة نريد أن يرفع الأوروبيون حظر السلاح... نظرا لأنه يتعين علينا الضغط وإظهار استعدادنا لدعم المعارضة فيتعين أن نذهب إلي ذلك المدي. هذا ما سأقوله لزملائي الأوروبيين. رابط دائم :