بعيدا عن الاعتصامات والمظاهرات والصراع السياسي الذي تشهده البلد حاليا, تغرق مدينة امبابة في جملة من المشاكل التي أثقلت كاهل سكانها البالغ عددهم أكثر من650 ألف نسمة. والذي لم يفكر أحد من أقطاب السياسة سواء في الحكومة أو المعارضة خاصة جبهة الانقاذ في التقرب من مشاكل المواطنين, والعمل علي مد يد المساعدة لهم وحل ولو جزء بسيط من هذه المشاكل, بدلا من التفرغ للصراع علي الكراسي والمناصب الأمر الذي جعلنا نقوم بعمل جولة ميدانية لأهم الشوارع والميادين المعروفة بها رصدنا من خلالها أحاديث وأوجاع المواطنين.مدينة العمال كانت من أجمل المناطق المميزة بمدينة امبابة وقد بناها محمد علي لتكون مسكنا لعمال المطابع الاميرية الكائنة علي كورنيش النيل تتميز بشوارعها المتسعة المشجرة, اما الان فهي تغرق في القمامة التي ملأت شوارعها الرئيسية والجانبية. فيقول محمد ماهر أحد سكان مدينة العمال أصبحت الروائح الكريهة التي تفيح علينا من القمامة يوميا شيئا طبيعيا ومعتادا لكن ما باليد حيلة وقد أرسلنا شكاوي عديدة إلي الحي والمحافظة ولا حياة لمن تنادي. وأضاف أن سائقي التوك توك اتخذوا الشوارع وتحت المنازل مواقف وجراجات يغسلون التكاتك بها مما تسبب في تشويه المظهر العام بأرقي شوارع المدينة وذلك إلي جوار معهد السمع والكلام دون أدني اهتمام أو مراعاة لحال المرضي وأسرهم ممن يقصدون المستشفي المركزي أو الحميات أو المعهد. ويضيف ممتاز عيد نجار لا حول لنا ولا قوة فيما يحدث الان بإمبابة كلها بوجه العموم القمامة ملأت الشوارع والناس أصبحت تلقي بها دون النظر إلي تشويه المنظر فقد اعتاد الناس ان يخرجوا إلي الكورنيش ويلقوا بالقمامة عليه. هذا وعلي الرغم من أن المدينة بها العديد من المستشفيات الا أن بها نسبة كبيرة من المرضي بسبب العوادم التي تحاصرها من كل الجهات ومواقف السيارات التي تتوسط شوارعها. ويضيف أحمد بركة استرجي بالمدينة مطلبنا الحقيقي هو أن نري شيئا جميلا حولنا وأن تعود المدينة إلي عصرها السابق حيث كانت بها أشجار تملأ الشوارع والميادين وهواؤها نظيف, اما الان لا نظافة ولا أشجار بل تركت حتي ماتت وسقطت علي الأرض دون الاهتمام أو الرعاية من حي أو محافظة ولا ننكر أن المدينة كانت بها معالم جمالية في اشكال المباني بها والتي كانت لا تتعدي ال4 طوابق, ومع غياب الحي والمحافظة وخاصة بعد ثورة25 يناير تم البناء بالمخالفة علي تلك المباني الجميلة مما شوه المنظر العام لها. موقف المنيرة امتلأ موقف المنيرة بإمبابة بالباعة الجائلين وغيرهم من باعة الملابس والفاكهة لدرجة أوشكت علي غلق الميدان الذي يوجد به الموقف وبعد أن كان اتساع الشارع حوالي30 مترا في الاتجاهين أصبح الان أقل من6 أمتار وهو ما يجعل الحركة تتعطل بسبب مرور أكثر من سيارة مع وجود من يسيرون عكس الاتجاه الأمر الذي يوقف الشارع لساعات علي مدار اليوم. يقول علي حسين سيد سائق لا يوجد ضبط ولا ربط للموقف أو يوجد أمناء شرطة مسئولون عن تنظيمه كما كان سابقا مما أسهم في زيادة حالة الفوضي من باعة جائلين بمختلف أنواعهم مع غياب تام للأمن الذي وإن كان قاسيا علينا من قبل, لكننا اليوم نتمني عودته حتي نشعر بالأمن والأمان وتقل المشاكل والبلطجة التي ملأت الموقف وميدان المنيرة. وأضاف أن مقلب القمامة الموجود بالموقف هو عرض مستمر حيث تأتي عربات الحي أو هيئة النظافة يوميا ولكن للأسف الشديد الناس اعتادت علي إلقاء القمامة بوسط الشارع في هذا المكان وهو ما يتسبب في انتشار أنواع كثيرة من الحشرات الضارة التي تعيش علي القمامة والفاكهة والجبن والحلويات المفروشة علي عربات الباعة الجائلين بسوق وموقف السيارات المقابل له. ويضيف مؤمن عبد الحي محاسب بإحدي الشركات أعيش منذ طفولتي بمنطقة المنيرة بإمبابة وقد اعتدت كل صباح وأنا ذاهب للعمل أو الخروج للصلاة علي وجود أكوام القمامة أمامي وما بها من حشرات تتسبب في حدوث أمراض للأطفال والسكان بالمنطقة الذين يمرون عليها يوميا وهذا نتيجة اهمال مشترك بين الحكومة والمواطنين, يتحمل فيه المواطن الجزء الأكبر لهذا يجب أن يبدأ كل منا بنفسه وأن يكف سكان ومواطنو إمبابة عن إلقاء القمامة في الأكياس السوداء بالمناطق التي يقطنونها وبالميادين ايضا وعلي الجميع ان يتجه إلي صناديق القمامة ولا يكسل عنها حتي وان بعدت50 أو100 متر وهذا لا يعني ان الحي أو الجهة المسئولة ليس لها ذنب في هذا بل عليها دور مهم وهو تخصيص ميزانيات للأحياء تحت بند نظافة الشوارع والميادين وعمل حملات توعية مكثفة للمواطنين بالأحياء الشعبية الممتلئة بغير المتعلمين للتعريف بقيمة الشارع وحرمته مع ضرورة ان يكون لكل منطقة أو شارع عدد كاف من صناديق القمامة وعلي الشركات المنوطة.. ان تنقلها إلي الصحراء أو مكانها الرئيسي. الشجرة و العمارة يعتبر من أهم ميادين امبابة والذي يصل شوارع مهمة ببعضها ومنها شارع بشتيل العمومي الذي يبدأ منه حتي ينتهي بقرية بشتيل البلد وايضا شارع المطار الذي يبدأ من مطار امبابة وينتهي بموقف المنيرة واصبح الان مرتعا لقطعان الاغنام والماعز التي تتغذي علي القمامة كما رصدنا بكاميرا الأهرام المسائي بالإضافة إلي قيام البعض بتربية الخيول إلي جوار الميدان والقاء مخلفاتها في شارع المطار. * وقد بلغت الفوضي بهذا المكان البائس لدرجة ان احدي السيدات في العقد الاربعين من عمرها القت بالقمامة امامنا علي رصيف الميدان رغم وجود صناديق قمامة علي بعد حوالي10 أمتار منها وهذا ان دل يدل علي غياب الوعي المجتمعي والفكري لدي الكثيرين ممن يتسببون في إلقاء القمامة في الشوارع والميادين المهمة بالمناطق التي يعيشون بها. * ويري محمد زكي طالب ثانوي ان القمامة لا تنتهي أبدا بميدان الشجرة أو موقف العمارة طوال العام ويتعجب من ان المكانين يعتبران موقفين للسيارات وليسا جراجات أو سوقا أو ورشا حتي تتجمع امامها كل هذه الزبالة والتي يلقي بها سكان المنطقة. الأمل والمطار تقع مدينة الأمل السكنية في حدود امبابة الشرقية متلاحمة مع سور مطار امبابة الذي تقام علي ارضه الان مشروعات تطوير حي شمال الجيزة والتي كان من المفروض انها انتهت منذ عامين علي الاقل * فيقول محمد علي سنة صاحب كشك بمدينة الامل ان حملات النظافة في الامل بدأت منذ شهور بسيطة ولكنها للاسف غير واضحة نظرا لان هناك اعدادا غفيرة من سكان المنطقة يلقون بالقمامة بالشوارع الرئيسية لها وهذا يعود إلي عدم وجود صناديق للقمامة في شوارع المدينة التي كانت من اهم المناطق التي تجذب الناس للسكن فيها, نظرا لموقعها الجغرافي المميز حيث تقع قرب شارع السودان بإمبابة وموقف الاتوبيسات وإلي قرب المهندسين ايضا ومواصلات وسط المدينة وغيرها من المزايا. * واضاف نتمني ان تعود مدينة الامل إلي ما كانت عليه من قبل وان نري امين الشرطة أو ضابط المرور في الشارع لتنظيم حركة السيارات التي احيانا تغلق مدخل ومخرج المدينة لفترات طويلة تتسبب في حدوث مشاكل وخناقات بين الناس. ويضيف كريم احمد سيد ان الناس في امبابة اصبحت فاقدة لقيمة النظافة والنظام ويعيشون في فوضي مستمرة بسبب غياب الامن وعدم شعورهم بالاستقرار مما تسبب في حدوث حالة تشبه اللامبالاة عند المواطنين الامر الذي جعل المدينة تحاصر من كل الاتجاهات بالقمامة واتمني ان تحل كل المشاكل التي تتجدد بصفة مستمرة وان كانت غير موجودة الان مثل مشاكل الخبز والغاز. * ويري عمرو محمد سائق توك توك ان الحي هو المسئول عن القمامة التي القت تحت كوبري احمد عرابي الذي يمر من فوقه وإلي جواره الداخل والخارج إلي امبابة. وقال كل من هشام عبدالرحمن بكالوريوس تجارة ومصطفي محمود سائق وأنور كمال صاحب مقهي ان القمامة موجودة بمنطقة مطار امبابة واسفل كوبري عرابي منذ اكثر من15 أو20 عاما والناس تلقي بها في الشوارع والعربات التابعة للحي أو الهيئة تنقلها إلي الكوبري دون جدوي من الازمة التي لا تحل ابدا هذا بخلاف القمامة التي تلقي خلف سور مطار امبابة التي تشتعل بها الحرائق يوميا ويتصل الاهالي بالمطافيء بسبب شخص ألقي سيجارة تتسبب في حدوث حريق بأكوام القمامة ينجم عنها دخان ورائحة بلاستيك محروقة تتسبب في التهابات شعبية وحساسية صدرية لدي السكان بمطار امبابة ويتضرر منها اكثر الأطفال ويعتبر هذا من احد أهم العوامل السيئة التي جعلت سكان المنطقة يعانون من امراض القلب وضيق التنفس. ويري محمد عبدالرازق( تاجر) ان وجود القمامة وغياب النظافة والإزدحام المستمر بمداخل ومخارج مدينة الامل ومطار امبابة تسبب في ان الكثيرين اغلقوا محالهم التجارية بسبب العوادم والاتربة والروائح الكريهة والتي شلت حركتهم التجارية وعاقت نقلهم للبضائع مما تسبب في غلقهم المحال وهجرتهم للمنطقة. * ويضيف كريم صاحب محل( كشري) ان غياب الاستقرار للبلد هو السبب في هذه الحالة بعد الثورة والتي كان من المفروض ان تتغير مع مرور الوقت لهذا نرجو عودة الامن وانهاء الاضرابات والاعتصامات التي تسببت في خراب البلد وتدمير الاقتصاد وجعلت صاحب محل كشري مثلي يشتري شيكارة المكرونة ب37 جنيها بعد ان كانت قبل الثورة ب15 جنيها. * ويقول سيد حسن صاحب ورشة خراطة بمدينة الامل ومحمود عبدالرحيم خراط نتمني ان نري اليوم الذي تزال فيه مخلفات المباني( الردش) الذي ملأ حدود مدينة الامل بسبب مشروع احياء مطار امبابة وقالا ان ترك هذه التلال من الردش الناتج عن الهدم والبناء بالمطار سيؤدي إلي حدوث غبار وعفار شديدين يؤثران علي سكان المنطقة عند إزالته ولكن هذا لا ينفي رغبتنا في إزالته وتطهير المكان وتجميله بعد أن امتلأ بكل هذه التلال من الردش.