يعانى سكان المرج وعزبة النخل من حالة إهمال لا مثيل لها فى مستوى النظافة، حيث تحولت الطرقات والشوارع إلى مقالب عمومية للقمامة ورغم شكوى الموطنين، فإن الحى والمحافظة فشلوا فى حل المشكلة، مرجعين الأسباب إلى الانفلات الأمنى وتقصير شركة النظافة المسئولة عن رفع القمامة. فى البداية يقول فتحى محمد عبدالله - صاحب كشك بشارع الشيخ منصور - لقد قام الزبالون بتحويل هذا الشارع إلى مقلب عمومى للقاذورات، حيث تأتى العربات المحملة بالقمامة والردش من منطقة الزرائب وتلقى بها على الأرصفة حتى وصلت إلى نهر الطريق رغم أن هذا الشارع عمومى وتراكم القمامة به قد يؤدى إلى العديد من الحوادث من خلال الضباب الناتج من احتراق القمامة والذى يحجب الرؤية أمام السائقين أو لأنه يضيق الطريق بشكل كبير، فضلاً عن الروائح الكريهة المنبعثة من القمامة. وأضاف عبدالله، أنه يرى عمال النظافة يلقون القمامة يومياً ولقد قام بتقديم العديد من الشكاوى وذهب إلى هيئة النظافة أكثر من مرة ولكنهم لا يقومون بحل المشكلة بشكل نهائى وكل ما يسعهم أن يفعلوه هو رفع القمامة كل 10 أو 15 يوماً، ويتكون تل أعلى من الذى تمت إزالته بعدها بيوم أو يومين، ولذلك فنحن نطالب بحل نهائى يضرب بيد من حديد على كل من يلقى بالقمامة فى الطرقات. أما نور محمد - أحد سكان عزبة النخل - فتقول رغم أننى أسكن أمام إحدى المدارس الابتدائية ومعهد للحاسبات الآلية، فإن القمامة متراكمة أمامنا بشكل كبير والتى تسبب للسكان العديد من الأمراض فقد عانيت أنا وأطفالى أمراضًا جلدية مزمنة لم نشف منها طوال أشهر الصيف الماضى، وقد أخبرنا الطبيب، أنها ناتجة عن التلوث والناموس غير أننا محرومون من الشمس ومجبرون على غلق النوافذ حتي لا تدخل إلينا الأدخنة الناتجة عن احتراق القمامة والتى قد تسببت فى إصابة بعض جيراننا بالحساسية. وأكد محمد عطية - عامل نظافة بشركة مصر سيرفيس المسئولة عن النظافة بالمنطقة - أن عمال النظافة أنفسهم هم السبب الرئيسى فى تراكم القمامة، مشيراً إلى أنه يقوم بجمع القمامة من الشوارع الفرعية ثم يقوم بإلقائها فى الشارع الرئيسى عندما تتأخر سيارات الشركة الخاصة برفع القمامة. وأضاف عطية، أن هناك مشرفين من الحى يأتوا لمراقبة عمال النظافة، إلا أنه إشراف تقليدى، فكل ما يهم المشرف هو وجود عمال النظافة فى الشارع فيلقوا عليهم نظرة عابرة ثم ينصرفوا. وتوضح أسماء أنور - ربة منزل بالمرج - أنها تدفع ثمن جمع القمامة مرتين، حيث يتم تحصيل 3 جنيهات شهرياً على إيصال الكهرباء نظير قيام عمال شركات النظافة لجمع القمامة، كما يتم تحصيل 5 جنيهات لعامل القمامة الذي يتعامل معه الأهالي بعد تراجع شركات النظافة في أداء واجبها. وأضافت أنور، أن عامل القمامة يقوم بجمع القمامة من العقارات والشقق ثم يفرزها ويحصل منها على ما يحتاجه ثم يلقى ما تبقي في الطرقات، وقد تزايدت هذه الظاهرة بعد القضاء علي الخنازير، مطالبة برفع رسوم تحصيل جمع القمامة من فاتورة الكهرباء، نظراً لعدم توافر الخدمة المقابلة. وأشار الدكتور عواد أحمد علي - رئيس حى المرج - إلي أن المشكلة مستمرة وستستمر لأن شركة مصر سيرفيس مقصرة في أداء عملها رغم توقيع العديد من الغرامات عليها والتي وصلت إلي 600 ألف جنيه في بعض الأشهر، بالإضافة إلي قيام الزبالين بإلقاء الردش، وقيام المواطنين بإلقاء مخلفات الحفر قد تزايد هذا في ظل الانفلات الأمنى، ولذلك لابد من عودة الأمن والتعاون بين أجهزة الشرطة والحي للقضاء علي الظاهرة.