أيام قلائل وتدخل مصر معركة انتخابات مجلس النواب وتخرج قدرا من هذه الشرنقة الجاثمة علي قلوبنا منذ ذلك اليوم الذي خرج علينا فيه الاعلان الدستوري الأسود الذي أحال حياتنا إلي طرح وانقسام ودفع أبرياء أرواحهم ثمنا لهذا التخبط والعشوائية السياسية التي حكم علينا أن نعيش فيها وترتع في ملهاة لا أول لها ولا آخر.. لا نعرف طريقا نجتمع عليه ويأخذنا إلي الأمام. أقول ها هي إرهاصات انتخابات مجلس النواب علي الأبواب فكيف ستقدم عليها؟... هل نشرع فيها ونحن بهذا الانقسام الجذري الذي يشق بلادنا؟! هل يمكن للعناد السياسي بين طرفي اللعبة السياسية في مصر النظام الحاكم والمعارضة أن يحقق منظومة عادلة لديمقراطية الصندوق التي ثرنا من أجلها وتعالت معها شعارات الثورة عيش.. حرية.. كرامة انسانية.. عدالة اجتماعية؟! هل ننتظر أن يأتينا أناس من الخارج يعلمونا كيف نتعاطي الديمقراطية.. هل نحن في حاجة إلي وصاية أمريكية أو من أي دولة مثلا لنتعلم كيف نكون شعبا يدرك حقوقه ولا يتنازل عنها ويسعي لاقرارها علي أرض الواقع حتي لو كلفه هذا حياته؟ بالتأكيد لا.. فنحن شعب يذكر التاريخ له أنه أول من أسس دولة بشكلها التقليدي المنظم المتعارف عليه وأول من أسس جيشا مسلحا بالعناصر التقليدية المتعارف عليها الآن وتشهد معابد الفراعين العظام علي كتابات ورسومات كثيرة تصور مدي تحضر الانسان المصري القديم في ممارسته لحياته اليومية حتي بات هذا المصري القديم بكل قيمه الإنسانية وأخلاقياته مصدر إلهام لفلاسفة اليونان القديم. أقول ذلك لأننا في حاجة لأن نستلهم قوتنا من قوة أجدادنا العظام حتي نستطيع استجماع قوانا وإرادتنا لتجاوز هذه الكبوة السياسية التي حولت الحياة المصرية إلي نوع من الكر والفر غير المنطقي بين القوي السياسية تارة وعناصر مندسة أو مأجورة تارة أخري وأفراد الأمن والحزب الحاكم تارة أخري. إن لم نستطع تجاوز ما نحن فيه من تردي سياسي مسئول عنه الجميع لاطرف علي حساب طرف آخر سوف نتحمل وزر ضياع بلد عظيم لم نكن أهلا حتي ننال شرف انتمائنا اليه..! يا سادة ماذا تريدون من مصر.. يا من رأيتم في أنفسكم القدرة علي تبوؤ سدة السلطة أو المعارضة.. يامن رأيتم في أنفسكم طلاقة اللسان وموهبة طرح الرؤي السياسية لمستقبل هذا البلد..يامن اختلفتم من أجلنا وتصارعتم من أجلنا ويامن تسببتم بوطنيتكم وممارستكم لها كل طرف كيف يري ويستقريء الحياة السياسية في مصر..أقول لكم جميعا كما تصارعتم من أجلنا..ليتكم تجتمعوا أيضا من أجلنا..فما الداعي لذلك الموقف الذي إتخذته جبهة الانقاذ لمقاطعة الانتخابات النيابية القادمة؟ أليس من الأجدي أن ينزل الجميع إلينا نحن أصحاب الحق الأصيل في اختيار من يمثلنا ومن يتحدث نيابة عنا؟ أليس حريا بجبهة الإنقاذ أن نطرح رؤيتها السياسية التي تعارض بها سلطة الإخوان المسلمين وتترك لنا أن نتقبلها ونقف وراءها وندعمها حتي يكونوا هم علي سدة الحكم ولكن بارادة شعبية حقيقية. اليس حريا بالاخوان أيضا أن يتخلوا عن ذلك الاستعلاء السياسي الذي هو في غير محله تجاه معارضيهم والذي كان من أسوأ أخطاء النظام السابق والذي أدي الي سقوطه كورقة بالية اجتاحتها ريح عاصفة فتكشف للجميع كم هو نظام هش.. خاو..ليس له مايدعمه في الشارع المصري وليس له أي رصيد إلا الكراهية والاحباط الذي عشناه قرابة الثلاثين عاما. علينا ياسادة أن نتعلم من دروس الماضي وننظر الي المستقبل بعين الأمل والعمل.. لاعين الخيبة واليأس الذي بات أحساسا مستقرا في قلب كل مصري الآن.. خاصة وأن معركة انتخابات مجلس النواب سوف تطرح الصورة الحقيقية لقيمة أي تيار سياسي ومدي قوته في الشارع المصري وذلك في حالة نزاهة الانتخابات وهذا نضمنه نحن أبناء هذا البلد الذي ثار علي التزوير والفساد ولم يسمح بعودته مرة أخري..إ رابط دائم :