من فضلكم أيها المتبارزون في معركة التأسيسية.. انظروا حولكم لتعرفوا ضآلة ما تتصارعون حوله! السبت: بينما نحن في مصر نتصارع كي يغلب بعضنا بعضا، أو ينتصر بعضنا علي بعضنا الآخر، فاالرؤي تؤكد أننا سوف نفيق للأسف علي حقيقة واحدة - بعد ما يقرب من عامين من ثورتنا الملهمة - وهي حقيقة أننا هزمنا مصر بلدنا هزيمة مُرّة، خاصة وأن المنافسة مُحتدمة بين شعوب الدنيا، ليضع كُل شعب قدما راسخا علي خريطة تقدم العالم، وليُحسن قدراته، ويُعزز مهارات مواطنيه، ويستميتُ من أجل حماية موارده.. وهو أمر لاشك يستحق منا الآن أن نحاول أن نلتزم بهُدنة مؤقتة، نحاول خلالها أن نوظف آذاننا التي لاتسمع وعيوننا التي لاتري و لساننا الذي لايتكلم، في اقتحام سور الصين العظيم لنحظي بقراءة متأنية ومقارنة بين عقولنا المخدرة بالوهم والوهن، وبين عقول الصينيين المفعمة بالفكرالإبداعي الناضج، ولنعرف كيف يفكرون في الحاضر، وفيما يفكرون للمستقبل، والأهم كيف تحاول الدول الأخري المنافسة مراقبتهم ورصد تحركاتهم وتأثيراتها عليهم، بعد أن اكتشفوا أن الصينيين القادمين يملكون ثمانية مفاتيح لتغيير عالمنا! قادة البلاد الجدد أما المعلومات التي تستحق منا فعلا أن نعرفها ونقرأها، علنّا نفهم أو نغار منها، فيضُمها أحدث تقرير موسع رائع صادفته علي شاشات موقع ال CNN وتدور تفاصيله تحت عنوان مثير هو ثماني طرق تُغير بها الصين عالمك".. يرصد التقرير.. كيف يرغب الصينيون بعد مرور 35 عاما من انفتاح الصين علي العالم، وبعد ان تحولت من أصغر اقتصاد إلي الاقتصاد الأكبر في العالم.. ولتصبح الصين مركزا يضم ملايين الأثرياء! وهو ماجعل الصين تتساءل منذ الآن حول ما ينبغي علي القادة المستقبليين بها، والذين سيتولون قيادتها بالتناوب حتي عام 2022 ، أن يركزوا عليه لتغيير أنشطة الأعمال في العالم، مما استدعي عقد اجتماع موسع للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر المقبل، بشأن من سيتولي دفة السلطة لعشر سنوات مقبلة في الصين، وهو مااستفز العالم واجبره علي رصد ما يحدث في الدهاليز السرية داخل قاعة الشعب الكبري في العاصمة الصينية بكين. الطامحون لأعلي نسبة نمو ولعل أول ما رصده المحللون العالميون عن الطرق الثماني التي ستغير بها الصين العالم من حولنا يحمل عنوان"الثراء وتحقيق المجد".. فعلي الرغم من أن إنجازات الصين المبهرة حتي اليوم قد تركت بصمتها علي اقتصاد العالم بأجمعه، وعلي الرغم من أن العمالة الصينية الرخيصة قد ساعدت علي خفض الأسعار لدي الدول الغربية في جميع المنتجات، وبعد أن أصبحت الصين أكبر مستثمر في افريقيا، كما أصبحت الصين أكبر مستحوذ أجنبي للديون الحكومية الأمريكية في خطوة ينظر اليها علي أنها عصي التهديد لأمريكا - بجلالة قدرها- إلا أن هؤلاء الصينيون لا يتوقفون عن بذل المزيد من الجهد الفكري المبدع لوضع تصور مستقبلي عما إذا كان بإمكان قادة البلاد الجدد مستقبلا الحفاظ علي النمو الاقتصادي بنفس معدله مقارنة بالمعدلات المسجلة في الماضي! أما الرصد الثاني لفعل التقدم الصيني الهائل فكان معنونا بعبارة "لكل بداية نهاية" حيث إنه نتيجة للنمو السريع للصين،وهو أن الصين وبسب زيادة النشاط الصناعي، أصبحت مسئولة عن الانبعاثات الغازية الضارة المرشحة للزيادة بواقع 60 ٪ مقارنة بالمستويات الراهنة، وهو ما ينبغي علي القادة المستقبليين هناك التفكير فيه بجدية من اجل إيجاد حد لمشكلة التغيرات المناخية. إنهم يعلمون أطفالهم الصينية! أما عن باقي المتغيرات التي ستغير عالمنا، في حالة المزيد من التفوق الصيني فهو الاتجاه لزيادة انتشار ظاهرة تعليم أطفال العالم اللغة الصينية، بعد أن أصبحت الصين محل إعجاب الغرب ، مما دعا مدارس كثيرة مدارس في شتي أنحاء أوروبا والولاياتالمتحدة أن تفتتح فصولا دراسية لتعليم اللغة الصينية للأطفال! هذا وتسعي الحكومة الصينية من جانبها جاهدة لاستغلال لغتها الصينية ونشر تعليمها في أنحاء العالم علي اعتبار أن تعليم اللغة الصينية هو أحد مقومات القوة الناعمة التي من شأنها نشر الثقافة الصينية وفرضها علي العالم، ومنافسة اللغة الإنجليزية. ومن ناحية أخري يظهر علي السطح سبب آخر حول ماإذا كانت الصين بإمكانها تغيير عالمنا ، فالسؤال الآن يدور حول " الحفاظ علي السلام"، وهل نهضة الصين الاقتصادية القوية هذه لن تفضي إلي أن تصبح الصين دولة مستأسدة تثير النزاعات في العالم؟. وحتي إنسان القمر .. صيني! أيضا قد تغير الصين العالم من حولنا لأسباب أخري، منها علي سبيل المثال أن "الانسان القادم علي سطح القمر سيكون صينيا"، فرغم التكاليف الباهظة التي تتحملها الصين في هذا الشأن، وعلي حساب نقص قدرات 150 مليون من مواطنيها، من الذين مازالوا يعيشون بدولار واحد أو أقل في اليوم، فالعالم سيشهد بنجاح برنامج الصين الفضائي بامتياز، ومع إعلان الصين انها سترسل أول مسبار صيني سيهبط في الفضاء عام 2013. كما سيتم إرسال الانسان الي سطح القمر،فإن أتمت البعثة الفضائية مهامها بنجاح، فستعلن شاشات التلفزيون في انحاء العالم تحدي الصين للقوة المهيمنة علي الفضاء، اي الولاياتالمتحدة. القادمون.. قد يشترون الكوكب! أما المتغير الحديث الآخر اوالمدهش الذي من المفترض أن نرصد أثره علي عالمنا فهو أضرار ستتعرض لها البيئة العالمية ، سواء من ناحية الحيوانات ، أو المحاصيل الغذايئة ، مثل ظاهرة " انقراض الحيوانات" فبسبب الفئات الكبيرة التي صارت اكثر ثراء في الصين تزايد نشاط الصيد الجائر للحيوانات بهدف تلبية أغراض الزينة والإتجار للفئات الحديثة الثراء،مما يهدد بانقراض أنواع من الحيوانات مثل الفيلة بهدف الحصول علي العاج، وغيرها من الحيوانات بسبب زيادة استهلاك اللحوم الكبير من جانب الأغنياء، والشراهة التي ظهرت لديهم بعد الانتقال من حالة الفقر، وهو ما أدي أيضا إلي تزايد استهلاك الحبوب في العالم، حيث لابد وأن نتوقع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء ، كما أن علي المزارعين الصينيين شراء المزيد من الاراضي الخارجية. السائح والدارس الصيني في كل مكان في النهاية يبقي شعار"السفر خير من قراءة 10 آلاف كتاب"، ذلك ان العالم كله عليه أن يعتاد علي مصادفة الملايين من السائحين أو الدارسين الصينيين الذين أصبح بوسعهم الآن الحصول علي جواز سفر خلال ايام معدودة بعد ان كان الحصول علي جواز سفر يستغرق 6 أشهر، وكان أغلب المتقدمين لذلك من المسئولين في الصين، حيث سافر ما يقرب من 70 مليون صيني إلي الخارج عام 2011، أما عن الدارسين فهناك أكثر من 300 ألف طالب قد سافر إلي خارج الصين للدراسة. أما السبب الأخير الذي يدعو العالم لمراقبة الإنجاز الصيني بانبهار فهو قضية "شراء الكوكب" ، بمعني سيطرة الصينيين علي الكوكب في كل مجالات السياحة واحتكار السلع الراقية عالميا، وعلي اسعار السلع اللازمة لصناعات البنية التحتية ورفعها مثل النحاس، وعلي الفن التشكيلي، وغيره من مظاهر شراء الكوكب لحساب الصينيين علي حساب الولاياتالمتحدة وأوروبا! " فمن فضلكم أيها المتبارزون في معركة التأسيسية انظروا حولكم لتعرفوا ضآلة ما تتصارعون حوله! ". يا" حدُقة..كُلي دُقة" الثلاثاء: " وماكانش العشم يامصر .. ولايامصريين "، بعد الاطلاع علي كُل ما سبق، وعندما نكون في انتظار أن نطالع الحكم في "موقعة بقاء التأسيسة"أملا في أن نصل لطريق ما يكشف عنا كُربة الوطن، ويأخذنا إلي أدني مستوي مقبول من الحلول التي ينبغي التوافق عليها من أجل مصلحة مسيرة التغيير نحو مصر الجديدة التي حلمنا بها كشعب بعد ثورتنا ، والتي لم نكن نتصور أن نتوه في دهاليز الرفقاء فيها عن عمد ،حتي أصبحنا نتخبط كالعميان في نفق مظلم لانهاية له بسبب، من لايدركون أن مصر علي حافة هاوية إنسانية واقتصادية واجتماعية، يزداد اتساعها يوما بعد يوم،وساعة بعد ساعة! وفي هذه اللحظة التي انتظرناها جميعا سواء من الرافض أو الموافق أو من يتحاول التوافق، فوجئنا علي الشاشات بشخص يرقص بهستيريا بالغة، ويقفز دون وعي وسط قاعة المحكمة، فرحا بمشهد اعتقد فيه أن حكم الإدارية قد جاء لصالحه، إذا به يقفز أمام كل الكاميرات، ليدق يده في كف يده الأخري، وكأنه يدق في كفه بيد " الهون"، بما يعنيه من تصرف وقول طفولي ربما لاتعرفه الأجيال الحديثة"وهو ياحدُقة كلي دُقة، أي موتوا بغيظكم" والحقيقة أن الإنسان لايكاد يصدق ما تراه عيناه، نحو ما لا ينبغي أن تكون عليه مثل هذه التصرفات غير المسئولة، في التعبير عن الفرح والشماتة بالوطن، ومما لاشك فيه أن الخجل لابد وأن يشمل كل المصريين، وهم يتابعون هزلا يكاد يستدعي البكاء، علي مشهد هزيمة الوطن والاستهتار بأزمته في لحظة كانت تستحق منا أن ندرك مانحن مقدمون عليه من الانحدار نحو الشتات المخزي، لا أن تكون التفاهة والتطاول والأساليب غير المهذبة هي وسيلة التعبير " المقززة" أمام كُل الدنيا التي كانت تحسب أن مصر أرض أعظم الحضارات و" يا ألف حسرة علينا" ! أنا .. وأنت الخميس: أنا وأنت ، وصوت يكاد لايخفت في عقلي .. وإسطوانة مشروخة لا تكف عن الدوران في فراغ نفسي .. أنت أنت ولكنك لم تعد أنت أنت ، نعم أنت كيان موجود بقوة في عالمي.. وفي أوراق رسمية تؤكد أحقيتي في وجودك جانبي.. وفي حياتي.. ..ولكن أبدا لم تعد أنت أنت.. تتساءل إسطونتي المكسورة المملة، هل أنا من تباعدت.. هل أخذتني انشغالاتي، وصغاري، ومسئولياتي عنك؟ هل أنا التي لم تعد أنا؟ وتعود لتلح عليَّ في سؤال عنك أنت، هل لم تعد أنت تراني كما أنا.. أم أن سعيك المشروع من أجلنا قد سلب منك روحك المتوقدة- أقصد التي كانت كذلك- حتي لم تعد أنت أنت! أنت إلي جانبي حقا ولكن الموجود منك.. اسمك..شكلك .. جسدك.. صوتك.. أوراق ثبوتيتك، أما أنا فموجودة إلي جانبك كيان مهزوم في حبه، مغلوبا علي مشاعره، مفصول ما بين روحه وجسده! ولكن الآن .. أنا أريد منك أنت أن تتوقف.. وأريد مني أنا أن أتوقف عن الاستمرار دون وعي عن ركوب رحلة قطار الحياة القهري الذي ركبناه. أريد أن أقطع تذكرة سفر محددة بشروطنا، بعد أن سافرنا إلي كل محطات الغربة ، إلا إلي محطة سعادتنا نحن! أنا أريدك أنت.. كما اخترتك أنت.. وسأراجع محطات قطاري معك أنت.. سأستبعد محطات الجفاء، والإرهاق، والغباء..وسأستعد لإعادة رصد محطات السعادة والوفاق.. ومحطات استعادة روحي وروحك.. وابتسامتي وابتسامتك.. ومشاعري ومشاعرك.. سأبذل كل مافي جهدي كي أستبقيك في محطة عمري أنا.. أريدك أنت.. وسأعتذر عما قصرت فيه نحوك أنت.. وما أهملته من مشاعرك أنت، وما لم أربت عليه فيك لحظة متاعبك أنت.. فهل مازلت قادرا علي استعادتي أنا.. وعلي منح صك حبك لي أنا.. وعلي أن تعيد لحياتي وما وهبته لي أمام الله من عهدك وحبك ومشاعرك وغزلك وجمال قولك ..وابتسامة ثغرك..هل تمنحني من جديد حضنك؟ أرجوك أن تفعل.. وأن تعود لمحطة أحضاني راضيا.. وأعدك أن تكون وأن تظل مرضيا.. علي ضفاف السطور.. منذ رحلت أمي عن الحياة.. وأنا أبحث عن صدر يضمني .. يحبني.. يمنحني القدرة علي البقاء.. وعلي احتمال صعوبة الأيام.. وعلي اقتسام لحظات السعادة.. وعلي تعود الصبر.. وعلي الركوع خاشعة شكرا لله.. تُري هل وجدت حضن أمي ثانية؟ نعم وجدتها.. " مصر هي أمي "!