جامعة جنوب الوادي تنظم ندوة حول "التنمر الإلكتروني"    مدبولي يتابع ميدانيًا مراحل التشغيل التجريبي لمحطة الربط الكهربائي المصري السعودي بمدينة بدر.. صور    الإسكان: منح تيسيرات في سداد المستحقات المالية المتأخرة على الوحدات والمحال وقطع الأراضي والفيلات    سويلم يلتقى وزير الزراعة الموريتانى ضمن فعاليات "إسبوع القاهرة الثامن للمياه    جوتيريش يشيد بدور مصر فى إنجاح اتفاق شرم الشيخ لإنهاء الحرب فى غزة    يورونيوز: ترامب يُركز على حرب روسيا بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة    فرانكو دوناتو وأحمد شبراوي ضمن أفضل 10 رماة في العالم    مصرع عنصرين جنائيين شديدى الخطورة عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة بقنا    محافظ أسيوط يعلن عن ضبط محطة وقود جمعت أكثر من 85 طن سولار وبنزين دون وجه حق    بالأسماء.. مصرع وإصابة 19 عاملًا في حادث انقلاب سيارة بصحراوي البحيرة    آمال ماهر نجمة افتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال33    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الشرقية    دار الإفتاء توضح حكم ولادة السيدات على يد طبيب رجل    «الصحة» تنظم يوما علميًا للتعريف بالأدلة الاسترشادية بمستشفى المطرية التعليمي    اليوم.. ثنائي الجهاز الفني لتوروب يظهر في تدريبات الأهلي    سعر الدينار الكويتى اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 بمنتصف التعاملات    تسليم شهادات التحقق من البصمة الكربونية ل6 شركات محلية    رئيس إندونيسيا يؤكد دعمه لاتفاق شرم الشيخ للسلام فى غزة    الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وفرص أمطار ببعض المناطق    ارتفاع عدد الوفيات بين تلاميذ تروسيكل منفلوط ل3 أطفال    وزير الزراعة يبحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز الاستثمار الزراعي    سفير فلسطين بالقاهرة: دور مصر محورى فى وقف الحرب ومنع تهجير سكان غزة    مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا يكشف عن لجنة تحكيم دورته الثانية    محافظ الفيوم يلتقي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لبحث احتياجات المواطنين وتحسين الخدمات    فأر يربك مباراة ويلز وبلجيكا بتصفيات كأس العالم 2026    مدير منتخب مصر يكشف سبب استبعاد أحمد الشناوي عن المعسكرات    إشادة دولية بالتجربة المصرية في الاعتماد الصحي خلال مؤتمر ISQua الدولي بالبرازيل    وفد رفيع المستوى من مقاطعة جيانجشي الصينية يزور مجمع الأقصر الطبي الدولي    العد التنازلي بدأ.. المتحف المصري الكبير يستعد لإبهار زواره بكنوز الفرعون الذهبي    محمود عبد المغنى يشارك فى بطولة فيلم شمس الزناتى وينتظر عرض صقر وكناريا    "الوطنية للانتخابات" تعلن الخميس القائمة المبدئية لمرشحي مجلس النواب 2025 وتبدأ مرحلة الطعون    وزارة الصحة تغلق مركزا غير مرخص للتجميل بمدينة نصر.. التفاصيل صادمة    جامعة حلوان تشارك في المعرض السنوي للثقافات العسكرية    نائب رئيس جامعة القاهرة يلتقي وفداً من جامعة ولاية بنسلفانيا هاريسبرج الأمريكية    القانون يحدد اختصاصات المجلس القومي للصحة النفسية.. اعرفها    وزير الصحة يبحث مع وزيرة الصحة الألمانية تعزيز التعاون المشترك    الكنيسة الأسقفية تؤيد اتفاق شرم الشيخ وتثمن جهود القيادة المصرية من أجل السلام    رئيس جامعة جنوب الوادي يتابع المشروعات التطويرية بالمدن الجامعية    اليوم.. أول اجتماع للجنة تطوير الإعلام برئاسة خالد عبد العزيز    أسعار اللحوم اليوم اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة الأقصر    اليوم.. الحكم على 4 متهمين ب"خلية الحدائق"    المكسب هو الحل.. ماذا يحتاج المنتخب السعودي والعراقي من أجل حسم التأهل إلى كأس العالم؟    "قمة شرم الشيخ للسلام" تتصدر اهتمامات الصحف الكويتية    وزارة التجارة الصينية تدعو أمريكا إلى إظهار الصدق في المحادثات التجارية    سعر سبيكة الذهب اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025.. بكام سبيكة ال5 جرام بعد القفزة الأخيرة؟    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    صحيفة ألمانية: سياسة برلين تجاه حرب غزة أفقدت ألمانيا نفوذها الدولي    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    رئيس المجلس الأوروبي: تخصيص 1.6 مليار يورو لدعم السلطة الفلسطينية خلال العامين المقبلين    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    حبس 3 أشخاص بعد قيامهم بعمل حركات استعراضية بسيارات في الطريق العام ببسيون    خالد الغندور: مصر زعيمة الأمة العربية ولها دور فعال فى إنهاء الحرب بغزة    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    توتر داخلي وعدم رضا.. حظ برج الدلو اليوم 14 أكتوبر    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتبة الكبيرة فوزية مهران وحديث عن الوعي والخطيئة والنهضة والشريعة والحرمان
نقطع يد من يسرق رغيفا.. فماذا نفعل مع من يسرق وطنا بأكمله؟
نشر في أخبار الأدب يوم 19 - 11 - 2012

سعيت الي سيدة البحر الكاتبة والأديبة فوزية مهران، التي تعشق أمواجه وأسراره، وهي الفياضة مثله، بل يقترن بالعديد من أعمالها القصصية.
ذهبت لأحاورها عن المحطات التي انتظمت مشوارها الأدبي والصحفي، وهو مشوار طويل، ثري.
هي شاهدة من شهود هذا العصر ومتفاعلة بطريقتها الإبداعية مع كل مرحلة عاشتها ولها رؤيتها المشعة في أعمالها القصصية وكتاباتها الصحفية.
مع أنها بلغت من العمر ثمانين عاما إلا أنها مشحونة بالروح الثورية في الرأي والرؤية، ومسكونة بالأمل في الغد رغم الألم العام في اللحظة الراهنة، وبالرغم من صعوبة حركتها لمرحلتها العمرية لانها في الثمانين من عمرها، إلا انها مازالت تعطي ثراءً للحياة الثقافية والادبية وتحرص علي ان تكون في المشهد وتتابع الندوات والنشاطات الثقافية.
لمعت كمبدعة في ضياء ثورة يوليو 1952 التي شاركت فيها حلما وواقعا ، ووصفت ثورة 25يناير2011 بانها حققت كل ما عاشت من أجله، وفي المسافة المتحركة بين التاريخين عاشت فوزية مهران تحولات كثيرة.
دخلت مكتبها في بيتها قضيت معها ساعات.. لمحت مسودات مجموعات قصصية جديدة، تتهيأ للخروج إلي النور، وتنتظر العتبة الأولي لها.. عنوانها، وهناك أوراق تتجاوز عشقها الطبيعي للبحر حيث تعكف علي وضع اللمسات الأخيرة بإعداد أطروحة عن البحر في القرآن الكريم.
تنادي دائما بالحرية والعدالة الاجتماعية وتنحاز للفقراء والمهمشين، منذ أول عمل لها حتي أحدث مجموعاتها القصصية التي مازالت تحت النشر تستلهم بطولات ثورة يناير بعنوان »ساعات وعين« ..
من أجل ذلك.. وأكثر من ذلك.. كان هذا الحوار معها عن ذاتها، وعن الثورات، وقضايا الساعة، والمستقبل من وحي رحلتها مع الأيام والإبداعات والتحولات، استخلاصا لتجربتها، واستشرافا لرؤيتها المستقبلية، انطلاقا من اللحظة الراهنة.
كانت ثورتي
في بداية دراستك الجامعية تحمست لثورة يوليو وشاركت فيها قلما وأملا أليس كذلك؟؟
- عندما قامت ثورة يوليو قلت هذه ثورتي، كنت انا وجيلي نطمح لتغير الملكية والقضاء علي الفساد في مصر، كان يجب ان تقوم ثورة في مثل هذا الوقت بالذات، شعرت أنا وجيلي اننا سنغير وجه الحياة في مصر.. كنا جيل الشباب وقتها، وفي اوائل الدراسة الجامعية بكل طموحاتنا وآمالنا لتحقيق الذات، ودورنا في نشر الثقافة والتنوير، وتحقيق العدالة الاجتماعية. فكان كل هدفنا هو التغيير الذي يليق بمصر ومكانتها.
مصر بأهلها
أليس من المفارقة أنك بالرغم من هذا ذكرت ان ثورة يوليو بدأت بيضاء لكنها انتهت باستبداد؟
- كان اول عمل لي هو »بيت الطالبات« وكان له صدي كبير، وكنت أرجو به عدة أهداف وكان به مغزي سياسي عن ثورة يوليو 52 التي بدأت بيضاء وسرعان ماظهر لها سلبيات وانتهت باستبداد وعنف، وكنت أصور في بيت الطالبات الثورة التي يجب ان تكون بالمشاركة والحب، وليس الحكم بالشدة والقسوة أو القهر، وهي الخطة الكبري التي يجب ان تكون بالمشاركة والتفاهم والحب، فمصر بأهلها الذين يجب ان يشاركوا في نظامها وحكمها.
هدفنا واحد
دافعت عن دور الفتاة ومشاركتها في مجتمعها من خلال تجربة حقيقية؟
- أنا عشت تجربة الفتاة التي تبدأ خطواتها الجامعية وتغترب عن أسرتها، وتشعر أنها عضو في المجتمع ويجب ان تلعب فيه دورا، وكنت أدافع عن حريتها في التفكير وفي العمل والمشاركة الاجتماعية والسياسية، ولابد أن تكون مستقلة وغير تابعة لأحد، شعرت بوضع الفتاة المصرية الجديدة عندما التحقت ببيت الطالبات بالقاهرة واختلطت مع بنات من مختلف الاقاليم، وكان يجمعنا رسالة واحدة هي تشكيل المجتمع، والتعليم اعطانا حرية، وهذا العمل تمت عليه دراسات جامعية .
ثورتي الحقيقية
الحرية تمثل لك نجمة الميناء في كل كتاباتك ابداعا وصحافة وثقافة .. فما الذي تمثله لك ثورة يناير؟
- أشعر ان كل ما عشت من اجله تحقق في ثورة يناير، واعتبر ثورة أحفادي هي ثورتي الحقيقية، عشت بين ثورتين ثورة يوليو 52 التي كانت ترتكز علي القوة وهي قوة الجيش، وثورة 25 يناير
التي غلبت علي أمرها، وقد ارتكزت علي الحرية التي انشدها، كان الشاب يرتكز علي الحرية كآلة تعيد بناء المجتمع وتعيد قوته إليه مرة أخري، وكان الهدف منها خلق مجتمع جديد، وهو ما أمضيت رحلتي كلها في الكتابة عنه سواء في القصص او في المقالات، لم أكتب سطراً او حرفا إلا وأشير للحرية واتوق اليها تلك الحرية هي نجمة الميناء التي اتجه اليها دائما .
شباب الثورة المثقف
خلق ميدان التحرير مشهدا ثقافيا وابداعيا متكاملا يوثق له؟
- أنا أعتبر شباب الثورة المثقف عبارة عن نهر جديد تدفق في التحرير وتدفق معهم نهر جديد من الابداع الثقافي الحقيقي علي جميع المناحي سواء في إلقاء شعر، أم تمثيل مسرحي، أم تلحين موسيقي وغناء حديث وقديم، الشباب كان يردد أغاني من التراث الشعبي فهم يحملون في ضمائرهم هذا التراث وكانوا يختارون وينتقون ما يرددون ونفس عملية الانتقاء هي إبداع، والفن التشكيلي عبر عن نفسه بالميدان بالرسم الجداري الرائع المعبر، وانا اعتبر هذا الابداع ثروة يجب الحفاظ عليها وتقييمها لانها ستكون جزءا اساسيا من التوثيق لهذه الثورة.
خطف الثورة
لكن ألا ترين أنه من المحزن أنه قد تم محو تلك الجداريات التي هي جزء من الثورة كما تقولين؟
- حزنت جداً علي محو تلك الجداريات الجميلة التي تم محوها عن عمد من أياد تريد خطف الثورة، لكن ستظل آثار الابداع موجودة وستظل باقية، وستكون لوحات حية نابضة بالقوة والتقدم، وأتمني ان تسجل تلك الابداعات من اغان وموسيقي والحان واشعار أو حتي السخرية والنكات التي صاحبت بعض المواقف وعبر عنها الشباب في خفة ظل ومرح.
100 قصة جديدة
في هذا السياق علمت أن لك مجموعة قصصية تحت الطبع عن ثورة يناير. هل من ومضة عنها؟
- فعلا كتبت مجموعة قصص قصيرة بعنوان »ساعات وعين«عن ثورة 25يناير، وعن بطولاتها، وهي تحت النشر الآن مكونة من مائة قصة قصيرة وبها لحظات مليئة بالبطولة تؤكد ان هذه كانت ثورة بكل المقاييس وثورة روحية انطلقت لكنها ستظل ممتدة وجياشة وفياضة كامنة احياناً لكنها ستنطلق لتحقق اهدافها النبيلة.
ملأني نورا
من الدراسات التي تعتزين بها هي دراساتك في القرآن الكريم؟
- الدراسات القرآنية مشروع خاص وجميل يملأني نورا،عملت فيه حوالي عشر سنوات، كنت في ظروف اجتماعية صعبة وانقذت نفسي بالتبحر في القرآن الكريم، فكان لي الملاذ من الضغوط والمعاناة ومن الابواب التي تغلق في وجهي، وعندما خلصت من تلك الدراسات أعطيت تجربتي للناس، وكثفتها في سوال: كيف يمكن لنا بالايمان الحقيقي أن نتغلب علي الشدائد والمكائد من خلال »مواقف قرآنية معاصرة« وكيف أن القرآن الكريم يصلح لكل زمان ومكان بما فيه من تنوير حقيقي، وبما فيه من لحظات انتصار حقيقي لمن يقترب منه ويتعمق فيه أكثر، وكيف نحل بنور الفهم له مشاكل اليوم والعصر، ومن خلال تدبره تتحسن المقاومة و يرتقي الأداء، وكيف يتم الصمود موضحا في »آية وبشري« و »رب اجعل لي آية«.
أشعر بالحصار
استشعر مابين السطور مرارة دفينة ومعاناة ذات جذور.. أليس كذلك الكاتبة فوزية مهران ؟
- عانيت كثيراً ومازلت أعاني واحيانا اسأل نفسي ماذا يريدون من سيدة في الثمانين من عمرها؟! انا اكتب لان الكتابة رسالة، بمشاعري احول الكلمات لتكون ناطقة منذ عملي اشعر بالحصار علي كل المستويات، لانهم كانوا يريدون تسخير موهبتي لصالح السلطات منذ عصر عبدالناصر، وثقافتي ثقافة القوة الناعمة كلما زاد الضغط علي كنت أجود في الاداء، فكانوا يضغطون علي في المرتب وفي الجوائز وفي التقييم وفي النشر وتلقيت تهديدات مباشرة، وضح لي سبب هذا الحصار قالوا لي «اللي مبيسمعش كلامنا سيكون في زجاجة مغلقة» نجعله عبرة للاخرين كان ممكن يكون رئيس تحرير أو رئيس مجلس ادارة او كان ممكن يحصل علي جوائز ومناصب، كان جزائي الحرمان من كل شيء لان الاساس هو خدمة السلطة، وكأن مهمة الكاتب ان يكون عينا وأذنا لهم ويبرر أفعالهم.
عانيت لاني ادافع عن العنصر الإنساني الجميل، لماذا ينام الناس في مصر بدون طعام ويوجد بها أطفال مشردون، وتنتشر بها القمامة وتنتشر بها الامراض المستوطنة بشكل وبائي، وينخر الفقر في عظام المجتمع بهذا الشكل؟ أي بشر هؤلاء؟ يستحيل ان أخدم في غير خدمة الناس فكنت كيانا يستعصي علي الاستحواذ.
تجربة مريرة
كيف ترين الثورة بعد صعود الإخوان لسدة الحكم؟
- هي تجربة مريرة جدا كنت اظن ان الاخوان منظمون اكثر من هذا، لكن اكتشفنا ان لديهم شهوة للسلطة، ولا يملكون الفهم الحقيقي ولديهم استعلاء ايضا في غير محله، ويفرضون فهمهم المحدود الضيق، وما يناقشونه دوما يمثل رجوعا الي الوراء، مع أنه لا يمكن إرجاع المجتمع للوراء، فالتاريخ كالنهر لا يرجع وانما يمتد للأمام، لابد من مقاومة الاخطاء بكل الطرق، فالسياسة هي تنظيم المجتمع وتذويب الفروق الاجتماعية المتوحشة وتحقيق العدالة الاجتماعية للجميع .
إذن.. هل ضاعت الثورة أمام العراقيل التي تلاحقها؟
- لا يمكن ان تنفض هذه الثورة ابداً.. وانما هي موجات تصعد تارة وتهبط تارة اخري، والأمل سيتحقق في الواقع وفي المستقبل، وانا أؤمن ان المستقبل للشباب، وشباب الثورة هو رصيد مصر الحقيقي ومستحيل ان يقف أمامهم أي شيء وأي عائق لزوال، والشباب سينتصر بفعل النور والخير لأهل مصر جميعا، فكيف يقف امام هذه الثورة اي ظلام أو أية عوائق أمام شباب يريد الحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الانسان المصري.
البوصلة تحدد الأمور
هناك تباطؤ ملحوظ رغم ان الدولة تحتاج لإنقاذ سريع ؟
- صحيح اربعة اشهر من حكم الاخوان ليست كافية، لكن هناك بوصلة تحدد الامور، ولمصلحة من تسير الأمور، وتفرض اسئلة هامة جداً وهي، هل انا جئت لأزيد الفقراء فقرا؟ أم أزيد الأثرياء ثراء؟ً أم أزيد الديون ديونا، ولمصلحة من.. هذا الوقت الذي يضيع هباء منثورا، لابد من فرقة انقاذ لانقاذ الكثيرين من الموت والمرض، يجب ان يكون الهدف انصاف الفقراء وانقاذ حياتهم. ومصر لديها قامات عظيمة وشخصيات عامة لها تاريخها وتأثيرها ولها مبادئها الواضحة، وهؤلاء سيكونون فريق الانقاذ باذن الله، ولابد أن نصمم علي ان مبادئ الثورة تتحقق ليس بالاناشيد ولا بالاغاني أو بالالفاظ وانما نحققها بالواقع تبقي الحقيقة ونتمسك بأهداب حقيقية لينتصر الحق علي الباطل فيزهقه، فالباطل لا جذور له ، كما أكد الله في قرآنه الكريم.
المثقفون والسلطة
هل توافقين علي أنه تم تسييس المثقفين، وإذا كان الأمر كذلك فهل افسدوا الأمر؟
- المثقفون والساسة افسدوا الأمر ، لأن المثقفين تسيسوا، نحن جيل ايضا لم يعرف الفرق بين السياسة والثقافة من أجل الحياة، والسياسة مباشرة والهدف منها هو تنظيم أحوال البشر في حياتهم، لكنهم لا يعرفون جوهر المعني، ولا يدركون سوي التفسير اللفظي في كل شيء، ولا يتعمقون في الجوهر العميق للأمور، لكن بعض المثقفين عندهم نوايا استبدادية وانفراد بالحكم وتقليص كل الأشياء لأنفسهم فمنهم من ينتمون للسلطة لينالوا المال والمناصب والوضع الاجتماعي.
لكن لماذا يتم الضغط دائما من السلطة علي المثقفين بالذات؟
- المثقفون هم رواد التنوير، وزهرة المجتمع، وطليعة المجتمع والكتيبة الأولي التي تقود الباقي كله، لهذا يتم اللعب عليهم دائما في أي عهد وفي أي عصر، لأن المثقف الواحد كأنه كتيبة بأكملها، يملكون الفكر الذي يغير المجتمع، ويتجهون به إلي التنوير وللنور، لكن دائما يتم اللعب عليهم حتي يكونوا أجهزة للسلطة.
إذن .. يجب أن ترفع السلطة يدها عن المثقفين وعن حرية الابداع؟
- الشعب المصري شعب متحضر جدا، منذ قديم الازل يعرف جيدا من معه ومن ضده، فهؤلاء ليسوا وبالا فقط علي المثقفين، بل علي المجتمع كله وبالا ايضا علي الشخصية المصرية، فالذي يريد أن يعتبر عليه أن يرجع للتاريخ، ليجد ان الاستعمار منذ قديم الأزل لم يستطع أن يلغي الشخصية المصرية لانها اقوي من كل الاستعمار، فالمصري يأخذ المحاسن ويلفظ العيوب وتظل الشخصية المصرية بجلالها وتجلياتها.
النهضة والخطيئة والوعي
بخبراتك السياسية والثقافية وتجاربك الصحفية والمجتمعية في الحياة.. أسألك: أين مشروع النهضة في هذا المناخ السائد؟
- النهضة مشروع غير واضح وغير معروف الملامح، فمعني النهضة اولا هو التعليم الذي يجب أن يأتي في المرتبة الاولي الذي يغير السلوك ويزرع الفضائل، زمان كان الطفل الواحد في أي قرية الذي يذهب للمدرسة قادرا علي التغيير في باقي اطفال القرية ويتعلم منه الاخرون، كيف تكون النظافة عند ذهابه للمدرسة مرتبا، التعليم الحقيقي اعطانا كل شيء اعطانا حرية الفكر والتعليم، زمان كانت الدولة تري التعليم اساسها وشرعيتها وتحمي التعليم لانتاج جيل واع مثقف ومتعلم لكن الان لا يوجد ادني اهتمام بالأمر وهو تدمير للعقل وللشخصية المصرية.
هل يصح إجراء انتخابات قادمة ونحن لا نمتلك دستورا حتي الآن؟!
- لا يمكن ان ندخل انتخابات جديدة إلا اذا كان عندنا دستور جيد، والدستور القادم لا يعبر عن المصريين أبدا، فانا جزء من المجتمع، والانسان المصري..امرأة ورجل، كل الامور من البداية كانت خطيئة كبري ، مقصودة ومدبرة، كان المفروض أن يكون الدستور أولا.
حدث استفتاء علي الدستور من قبل وكانت النتيجة .. نعم ؟!
- وجدنا تزييفا للوعي، وقت استفتاء الدستور، شعر الناس ان الاخوان يخشون الله، لكنهم فوجئوا بأنهم استغلوا فقرهم عن طريق الرشاوي الانتخابية. فأحسوا انهم خدعوا، وتأكد لديهم الآن أن »الثورة مكملة ومش هتسكت« والاخطاء التي حدثت لن تتكررة وسيعود الوعي للشعب، رغم ان الاخوان سيزيدون من نشاطهم ورشاويهم، وهنا يأتي دور المثقفين،، لابد ان يتوحدوا، يجب ألا يضعوا امام أعينهم الوصول للحكم ، تلك الاشياء لا يوجد بها جلال او حكمة، لابد ان نكون مع الناس وندرس اي شيء قبل خوضه ونستبعد شهوة المناصب والسلطة.
يتشدقون فقط
مارأيك في اللجنة التي تضع الدستور الآن؟
- تشكيل اللجنة كان خطأ من البداية.. أولا من هم الذين يضعون الدستور؟ اين المثقفون؟ هل من الخطأ ان يكون المثقف قاضيا أو قانونيا، فهناك استبعاد مقصود للمثقفين، وللمرأة، لابد ان تتكون اللجنة من فقهاء وقانونيين وعلماء وفقهاء دساتير، العالم كله يضع دستوره عن طريق كبار المثقفين وكبار القانونيين وكبار المفكرين ومن شخصيات عامة مستقلة قادرة، ولديها الحس الوطني والانساني، وما أكثر هذه الشخصيات في مصر، هؤلاء الذين يجب ان يضعوا الدستور، ولدينا اساتذة وقامات تدرس الدستور اين هم؟! بل يوجد من ليس لهم علاقة بالقوانين او الدساتير، وهم لا يعرفون كيف توضع الدساتير او تشرع القوانين، كيف بعد ثورة مثل ثورة يناير يتشدقون فقط بالمجد والعظمة للثورة، واولي خطوات التنظيم يفتقدونها وهو استخفاف بالمبادئ الاساسية وقوانين الحياة اي شيء معاكس لقوانين الحياة وسنة الحياة لا ينجح أو يفلح.
ويشدوننا للوراء
وما نتيجة وضع دستور بهذا الشكل؟
- سيعطلنا، ويزيد من متاعبنا، وللاسف توجد قاعدة كبيرة لا تملك الانسانية، بمعني اننا لن ننصف الفقراء والاطفال المرضي، كيف لهؤلاء أن يصبروا، كلما ننجز شيئاً نجد الآخر يشدنا للوراء، اصبحنا اصحاب جدل فقط لاغير، لمصلحة من هذه العراقيل، والناس علي حافة الموت، والوضع منذ اندلاع الثورة حتي الان يزيد من البؤس والفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.