إنه يوم عصيب كان يوم الاثنين الماضي في ذكري خلع الرئيس السابق ونجاح الثورة خرجت من منزلي ظهرا الساعة12.30 للذهاب لنقابة الموسيقيين في شارع شريف, طبعا الدنيا زحمة وصلت إلي مقر النقابة الساعة2.00 ظهرا أي ساعة ونصف الساعة في مشوار لا يستغرق أكثر من عشر دقائق وهذا الأمر أصبح طبيعيا وعند وصولي أخبرني بواب العمارة أن النقابة مغلقة لأسباب كثيرة أهمها المواصلات وتعطل المترو وحمدت الله أن السائق لم ينصرف فقلت له نعود ثانيا إلي المنزل ووصلنا بصعوبة إلي أول كوبري اكتوبر وعند وصولنا إلي منتصفه وجدنا شبابا ملثما وشبابا غير ملثم يقطعون الطريق ويمنعون مرور السيارات وأصبح الكوبري مخزنا أو جراجا للسيارات وإنعدمت الحركة فيه ذهابا وإيابا وحاول بعض أصحاب السيارات والسائقين الحوار مع هؤلاء الشباب وأن هذا لا يفيد الثورة إذا كانوا ثوارا حقيقيين ولم تنفع المحاولات ولا الحوار وإقترح أحد المتضررين والسائقين أن تقوم كل السيارات باقتحام الواقفين وليكن ما يكون ولكن ظهر صوت العقل وتم رفض الاقتراح وكان في السيارة المجاورة لسيارتنا رجل يشكو لأن زوجته تعاني من آلام الوضع وتجلس علي كنبة السيارة الخلفية وأنا كنت أعاني لأني محتاج لدخول الحمام وحالات كثيرة تشكو هذا الوضع وهذه الفوضي وأخذوا يلعنون الحكومة والنظام ومنهم من قال أن عصر الفساد تغير إلي عصر الفوضي وقالوا أن عصر الفساد كان فيه أمن وأمان وطبعا هذا كلام الناس عندما تتعطل مصالحهم, وهل هؤلاء الفوضيون يحترمون الثورة أو النظام وهل إذا وقع أحدهم هل نسميه شهيدا وهل الذين يقتحمون الأقسام والسجون ويستخدمون الأسلحة بجميع أنواعها ثوار بالطبع إنهم مجرمون ويستحقون أقصي العقوبات ومهاجمة الفنادق وسرقة محتوياتها هل هذا من مبادئ الثورة إن ما حدث يوم الاثنين الماضي والمعاناة وتعطيل المصالح والتي كنت أحد المتضررين منها وضع بداخلي وبداخل كبار السن أمثالي أن هذه ليست ثورة لأن الثورات تقوم للإصلاح وليس للهدم وتعطيل مصالح الناس لقد عاصرنا حروبا وإنقلابات وثورات منذ الثلاثينيات من القرن الماضي ولم نسمع أو نشاهد أن مصريا أو ثائرا قتل مصريا أو ثائرا معارضا ولم نقف أمام المحاكم ونعترض علي الأحكام ونعطل القضاة من الوصول إلي محاكمهم ونهاجم وزارة الداخلية ونشغل فيها النيران وتخرج علينا الصحف وأجهزة الإعلام تطلب( ضبط النفس) إن الضباط والجنود بشر وليسوا ملائكة ماذا يفعلون في من يهاجمونهم بالخرطوش والمولوتوف والطوب لابد من الرد عليهم بكل ما يملكون. هل تعلم ماذا يريد هؤلاء المخربون وهل تعرف المحرض أو الممول لهؤلاء الصبية وهؤلاء الملثمين فإذا كانت الجهات المسئولة لا تعلم فهذه مصيبة وإن كانت تعلم فالمصيبة أعظم والقصص التخريبية كثيرة والشائعات أكثر وفقدنا راحة البال والإطمئنان والإبتسامة وإختفي صوت الموسيقا التي تخرجنا من حالة الإحباط وتبعث فينا الأمل لغد أفضل وأقول لإخوتي وأخواتي أن مصر والمصريين محتاجون لإلتقاط الأنفاس بعد أكثر من سنتين مظاهرات وإضرابات واعتصامات وحتي يكون التفكير سليما بعيدا عن أي نوع من أنواع العنف وأتمني أن تعود الحياة المطمئنة للجميع وينتهي قطع الطرق ومعالجة التكدس والإزدحام في كل الشوارع والتي يحتلها الباعة الجائلون وأصحاب المقاهي ولا نصدق أحمد عدوية وهو يقول زحمة يا دنيا زحمة وما عدش رحمة والمطلوب الرحمة وارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء. والله ولي التوفيق