«زحمة.. عطلة.. وقف للحال.. ضياع للوقت.. شجار لا ينتهى مع الزبائن» خلاصة أيام كاملة، ومشاهد أصبحت معتادة على خلفية اعتصام شارع النصر، أمام النصب التذكارى، السائقون على خط شارع النصر يشكون مما لحق بهم من أضرار جراء الاعتصام فى نهر الطريق، يرون أن معارضة الإخوان وتأييد الإعلان الدستورى المكمل بهذه الطريقة، إخلال بقاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، فهم الفئة الوحيدة المتضررة من قطع الطريق والاعتصام. يعيش سائقو الميكروباص بموقف عبدالمنعم رياض حالة طوارئ دائمة، لتفادى أى مخاطر أو أضرار تلحق بهم من اعتصام المنصة، محمد علاء- سائق، كان أحد المتضررين: «ده كلام مالوش لازمة»، فقد اضطر ورفاقه للسير عكس الاتجاه، مما يعرضهم لحوادث طرق، السائق الشاب يحصر الضرر الواقع عليه فى الازدحام الشديد واستهلاك كمية سولار زيادة، إضافة لوقف الحال، موضحاً «خايفين طبعاً يكسّروا عربياتنا، وأنا مش عارف أساساً همّا صح ولا غلط؟». الشارع بالنسبة ل«على» أصبح منطقة محظورة، فالسيارات لا تتحرك، والشارع مقفول بفعل الاعتصام تارة والتظاهر تارة أخرى، «دلوقتى الشارع بقى زى الزفت وإحنا هنكلم مين.. هو فيه حد فى البلد مسئول عن حاجة؟»، «على» ينعى حظه «فرحنا إن الزحمة فى التحرير خلصت، نلاقى زحمة تانى، لو فيه مسئول كنا كلّمناه.. شكلنا مش هناكل عيش السنة دى»، يتساءل السائق وسط زملائه عن مطالب وأسباب اعتصام المنصة «همّا أكيد واقفين عشان مش عاوزين مرسى»، الركاب أيضاً معترضون على الأوضاع فى شارع النصر، لأنها تعطل مصالحهم. «دى ناس عاوزين يوقّفوا الدنيا بأى طريقة» رأى عبدالمنعم أبوشادى، سائق على خط رمسيس - مدينة نصر، تساءل أبوشادى: «لو كان شفيق هو الرئيس كانوا هيعتصموا كده».. يهاجم السائق ثقافة التظاهر فى الشارع ويطرح خطته لحل أزمة المعتصمين تحت مسمى «الحل المحترم»: بأن «يوجهوا إنذاراً لهم بإخلاء المكان، بعدها يستخدموا القوة فى فض الاعتصام زى ما عملوا فى العباسية.. العقل بيقول كده».