صفوف السيارات التى أضاءت بعلامة الانتظار فوق كوبرى 6 أكتوبر توحى للقادم بوجود مشكلة، «تبدو حادث طريق.. لا عربية عطلانة.. ممكن تبقى خناقة».. احتمالات ساقها أصحاب السيارات المارين قبل أن يكتشفوا الموقف، السيارات المركونة غادرها أصحابها ووقفوا فوق الكوبرى يتابعون أحداث التحرير، فالكوبرى بالنسبة لهم بلكونتهم على ميدان «تتغير مصر من خلاله». أهداف جاءت بالبعض قاصدين وعاقدين النية.. آخرن وُجدوا بمقتضى الصدفة، المواطنون أعلى كوبرى 6 أكتوبر يشاهدون ويراقبون حشود المتظاهرين والمعتصمين الممتدة من ميدان التحرير إلى ميدان عبدالمنعم رياض، الذى يمر أعلاه الكوبرى، حب الاستطلاع له دور كبير فى جذب المارة إلى المكان.. يدفعهم للوقوف بالسيارات والموتوسيكلات والعجل أعلى الكوبرى لمتابعة إقبال الناس والفعاليات المقامة فى الميدان، وتبادل المناقشات حولها. «عشان نشوف الدنيا فيها إيه».. مبرر جمع الكثير من المتفرجين من فوق الكوبرى.. أيمن شرف، مدير مصنع أحذية، فضل تغيير مكانه، فصعد إلى الكوبرى لرؤية الوضع من فوق ما شكله - حسب قوله، مؤكداً أنه كان ماراً بالصدفة فنزل إلى الميدان لاستكشاف الحدث بنفسه، قائلاً «أنا هنا واقف زى أى حد واقف على الكوبرى»، الصدفة أيضاً جاءت بمحمد عبدالفتاح، الذى يرى أن ما يحدث حرام، متهماً الإخوان المسلمين بالتسبب فى وقف أكل العيش، عبدالفتاح جاء ليعرف ماذا يفعلون وفضّل الفرجة من بعيد تجنباً للمشاكل - كما قال. «نزلت ومعرفتش أخش من الزحمة قلت أراقب من فوق عشان معايا موتوسيكل وخايف عليه».. هكذا يقول الميكانيكى عز السيد عبدالكريم، الذى جاء من الجيزة مؤيداً ومشاركاً المتظاهرين من أى مكان، قائلاً «أنا مقتنع باللى فى الميدان وجاى مخصوص عشان أكون معاهم، ومن فوق أحسن من تحت لأنى كده كده بأشاركهم الرأى».. الصدفة وتجمّع الناس والسيارات على كوبرى أكتوبر شجع أحمد سعد، سائق تاكسى، على الوقوف ليرى الدنيا فيها إيه - حسب كلامه. النزهة وتضييع الوقت جاء ب «على الشرقاوى» إلى كوبرى أكتوبر، قائلاً «أنا أصلى مش مقتنع أوى باللى بيعملوه فى الميدان» يرى «الشرقاوى» الميدان به ناس تصنع ثورة فعلاً وناس أخرى تعتبره حاجات أخرى: «شغل مصلحة». مصطفى وزوجته وأولاده عزموا على المشاركة فجاء من شارع الملك فيصل.. صعد الكوبرى ليبعد بأولاده عن الزحمة، ويشارك من شرفة الكوبرى المطلة على الميدان، معجباً ومؤيداً كل ما يحدث إلا الازدحام المرورى على أطراف الميدان: «اللى مضايقنى حركة المرور اللى واقفة دى والزحمة، والباقى كله كويس».. لمّة الناس وروح الثورة والإصرار على أخذ حق الشهداء، أكثر شىء لفت نظر «أم كريم» من أعلى كوبرى أكتوبر، قائلة «كلهم إيد واحدة والناس دى عاوزة تكمل ثورتها».