مهمة لا تزال صعبة.. هذا هو الوصف الذي يطلقه كل المحللين والمراقبين للملف الإسرائيلي- الفلسطيني علي الجهود التي يبذلها السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط خلال جولته الحالية في المنطقة التي يزور خلالها إسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين الجانبين من أجل الشروع في عملية المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة. واستمرار صعوبة المهمة ينبع من إصرار بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علي عدم التعهد بوقف البناء الاستيطاني في مدينة القدسالشرقية ومحيطها واعتبار القدس( كل القدس) عاصمة إسرائيل الأبدية, ومقترحاته بشأن شكل الدولة الفلسطينية المستقبلية, حيث يؤكد أنها لابد أن تقام في البداية علي حدود مؤقتة وأن تكون منزوعة السلاح. وفي مقابل ذلك, تصر السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس علي ضرورة أن يوقف نتانياهو أي بناء في مدينة القدسالشرقية ومحيطها باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية, وأيضا وقف النشاطات الاستيطانية في كل مناطق الضفة الغربيةالمحتلة كشرط لبحث استئناف عملية مفاوضات التسوية السياسية التي ينبغي أن يتم خلالها طرح قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها مدينة القدس والحدود والمستوطنات بالضفة الغربية والمياه والأمن. وأعربت مصادر سياسية إسرائيلية عن تقديرها أن جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط سيعلن اليوم تمكنه من استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية, وذلك بعد أن توصل إلي صيغة حول الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة ترضي الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأضافت أن التطور الجديد حصل خلال الأيام الأخيرة عندما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو علي معظم مطالب الإدارة الأمريكية التي وضعت كشرط لاستئناف المفاوضات وأهمها: التفاوض حول جميع القضايا الجوهرية من اللحظة الأولي للمفاوضات, بما في ذلك الحدود والقدس واللاجئون وتخفيف الحصار عن قطاع غزة بشكل واضح وملموس وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي أعاد احتلالها بعد انتفاضة الأقصي عام2000, وإزالة العقبات الإسرائيلية أمام المشروع الذي تنفذه الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وغيرها.