التقي الرئيس حسني مبارك صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط في إطار جولة بالمنطقة يتابع خلالها مسار المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. تناولت المباحثات بين الرئيس مبارك والمبعوث الأمريكي الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط ودفعها للأمام لتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلي جانب جهود رفع الحصار عن قطاع غزة، وتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كما اطلع ميتشيل الرئيس مبارك علي نتائج مباحثاته التي أجراها مع المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال جولته الحالية في المنطقة.. حضر المقابلة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والسفيرة مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدةبالقاهرة، وديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ودون بلوم الوزير المفوض بالسفارة الأمريكيةبالقاهرة للشئون السياسية والاقتصادية، وباتيون نوبوف مستشار المبعوث الأمريكي ميتشيل. وبحث الرئيس مبارك مع ميتشيل مستقبل المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتي ترعاها الولاياتالمتحدة حاليا. ميتشيل يزور القاهرة في محطته الثالثة في الجولة المكوكية التي يقوم بها في المنطقة والتي شملت لقاءات ومناقشات مع المسئولين في كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول سبل تحويل المفاوضات بصيغتها الحالية من غير مباشرة إلي مفاوضات مباشرة تشمل كل القضايا المعلقة بين الجانبين. وناقش مبارك مع ميتشيل الجهود التي تقوم بها مصر من أجل التوقيع علي اتفاقية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وسبل تخفيف الحصار الاسرائيلي علي قطاع غزة في ضوء القرار الاسرائيلي الأخير بالتخفيف الجزئي للحصار ونتائج هجوم الجيش الاسرائيلي علي قافلة الحرية وكيفية تسهيل وصول المساعدات الانسانية لقطاع غزة من خلال رفع الحصار عن القطاع والجهود التي تقوم بها مصر في هذا الاطار من فتح معبر رفح أمام المساعدات المقدمة للفلسطينيين وأيضا لمرور العالقين.. كما أطلع ميتشيل الرئيس مبارك علي نتائج مباحثاته التي أجراها مع المسئولين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال جولته الحالية بالمنطقة. وقال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عقب المقابلة إن السيناتور ميتشيل قدم للرئيس مبارك تقريراً كاملا عن الجهد الأمريكي المبذول في عملية السلام خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ورفع الحصار عن قطاع غزة واتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول علي احتياجاته الأساسية بالاضافة إلي توقعات ميتشيل للمستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة.. وأضاف أبوالغيط أن مصر لها اتصالاتها بالأطراف المختلفة سواء الجانب الأمريكي أو الأوروبي أو الاسرائيلي وأيضا مع منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد أبوالغيط أن الموقف المصري واضح خاصة في ضرورة رفع الحصار ومطالبة اسرائيل باتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني للحصول علي جميع احتياجاته دون أي عقبات أو عوائق وضرورة فتح المعابر بالكامل مشيراً الي أن معبر رفح مفتوح لحركة المواطنين الفلسطينيين بشكل مستمر. وأضاف الوزير أن هناك اتصالات مع الجانب الأوروبي قال أبوالغيط إن مصر تعرض وجهة نظرها علي الأوروبيين الذين يستمعون الينا بانصات كبير وأشار الي لقائه مع اشتون المفوضة المعنية للأمن والسلام والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كما التقيت بوزير الخارجية الاسباني باعتبار أن بلاده تتولي حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي. وعن الرؤية المصرية لعملية المصالحة الفلسطينية قال أبوالغيط إن الموقف المصري يتمثل دائما في أنه يجب التوقيع علي مشروع وثيقة المصالحة التي وقعتها فتح من جانب الثاني وهي حركة حماس وأضاف أبوالغيط أن مصر لا تفكر أبداً وليست علي استعداد علي الإطلاق بالسماح بأي تعديل في هذه الوثيقة أيا كان شكل هذا التعديل سواء بالتعديل المباشر عن طريق تغيير الصياغة أو حتي أي اضافات عليها في صورة ملاحق. وأضاف أبوالغيط أن هناك معلومات مغلوطة تنشر في هذا الشأن وهذا الأمر لا يعكس حقيقة الأمر أو الرؤية المصرية ودعا أبوالغيط الإخوة في حماس لتوقيع هذه الوثيقة. وقال أما بشأن تحفظات حماس حيال الوثيقة فيمكن بحثها في علاقة مباشرة مع السلطة الفلسطينية مؤكداً من جديد أن هذه الوثيقة لاتزال مطروحة ولن يتم تغييرها. ومن جانبه أكد السيناتور جورج ميتشيل أنه أجري مباحثات مهمة مع الرئيس مبارك لدفع عملية السلام وقال إن مصر حكومة وشعباً تواصل تقديم الدعم المستمر لجهود الرئيس أوباما لتحقيق السلام الشامل وأضاف أن الرئيس مبارك أكد له خلال المقابلة قلق مصر من الوضع في قطاع غزة وأشار ميتشيل الي البيان الذي أصدره البيت الأبيض في هذا الوضع والذي أكد علي أن واشنطن تعمل بشكل عاجل مع كل من مصر والسلطة الفلسطينية واسرائيل وشركائها الدوليين لتطوير ووضع اجراءات جديدة لادخال مزيد من المساعدات الي قطاع غزة وفي نفس الوقت تحول دون الأسلحة الي القطاع وأن الاجراءات الاسرائيلية الحالية لا يمكن أن تستمر وينبغي تغييرها وأنه تم توجيه دعوة الآن لجميع الأطراف للانضمام الينا لتشجيع اتخاذ قرارات مسئولة للحيلولة دون حدوث مواجهات غير ضرورية وكفالة أمن المجتمع. وأكد ميتشيل أن الحكومة الاسرائيلية أعلنت عن انها تعتزم تخفيف القيود المفروضة علي وصول السلع المدنية الي القطاع وكذلك المواد المستخدمة في عمليات البناء وإقامة المشروعات المدنية تحت الاشراف الدولي ومواصلة الاجراءات الامنية الحالية التي تمنع دخول الأسلحة الي القطاع. وأعلن ميتشيل ترحيب واشنطن بهذه الاجراءات التي أعلنت عنها اسرائيل وقال إن واشنطن تتطلع لتنفيذها وأنها تأمل في مواصلة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين بهدف البدء في اسرع وقت للمفاوضات المباشرة التي تؤدي الي حل الدولتين وكفالة تحقيق السلام في الشرق الأوسط.