أثارت النتائج المحدودة التي خرجت بها القمة بين باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول في الأممالمتحدة، شكوكا حول قدرة الرئيس الأمريكي علي إحراز تقدم في مبادرته للسلام في الشرق الأوسط، كما رأي محللون. واعتبر المحللون أنه بالنسبة لأوباما فإن السؤال حول ما إذا كان سيواصل مبادرته للدفع في سبيل السلام في الشرق الأوسط أم لا، أصبح مطروحاً. ورأوا أنه علي الرئيس أن يأخذ بالاعتبار خصوصا خيبات الأمل المحتملة في العالم العربي والإسلامي حيث لايزال الاعتقاد سائداً بأنه مصمم علي الحصول علي اتفاق سريع ودائم للنزاع مع إسرائيل الذي يعود إلي 60 عاماً. ويري البيت الأبيض أن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يشكل خطوة مهمة علي طريق تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم الإسلامي وإبعاد شبح التهديد بالإرهاب. لكن اللقاء في نيويورك والأحداث التي سبقته تعتبر غير مشجعة بحسب رأي الخبراء. واعتبر آرون ديفيد ميلر من مركز الدراسات وودرو ويلسون أن إدارة أوباما لم تعد تملك أوراقاً رابحة لإطلاق مفاوضات فعالة والاستمرار بها. وذكر دانيال كرترز السفير الأمريكي السابق أن إسرائيل ومصر بفشل المهمة الأخيرة التي قام بها المبعوث الأمريكي الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشيل والذي كان يأمل في إحراز تقدم في مسائل أساسية مثل الاستيطان. واعتبر شبلي تلحمي المتخصص في شئون الشرق الأوسط جامعة ماريلاند أنه علي أوباما أن يبذل جهوداً جدية جديدة في موضوع السلام إذا فشلت مبادرته الحالية. في سياق متصل رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن القمة التي جمعت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لم تحقق الآمال التي علقتها الإدارة عليها. من جانبه أكد رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن اللقاءات التي سيعقدها المبعوث الأمريكي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشيل في نيويورك ومن ثم واشنطن ولاحقاً في المنطقة ستكون ثنائية فلسطينية أمريكية، وأمريكية إسرائيلية منفصلة. وقال عريقات في تصريح صحفي أمس ما سيجري هو استكمال للمحادثات الفلسطينية الأمريكية بشكل ثنائي، والمحادثات الإسرائيلية الأمريكية بشكل ثنائي. وأضاف عريقات إثر لقاء القمة الثنائي الفلسطيني الأمريكي والثلاثي الفلسطيني الأمريكي الإسرائيلي في نيويورك، أن موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن قبل وأثناء وبعد الاجتماع تمثل بوجوب وقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي وبما يشمل القدس ومن ثم استئناف المفاوضات النهائية من النقطة التي توقفت عندها في القضايا الرئيسية. وتابع عريقات: الرئيس أوباما طرح علي الرئيس أبومازن أن يستكمل السيناتور ميتشيل جهوده بمعني أنه كانت له 5 جولات، فأن تكون له جولتان سادسة وسابعة بحيث يلتقي معنا في نيويورك ويدعو وفداً فلسطينياً إلي واشنطن ومن ثم يأتي إلي المنطقة لاستكمال جولاته، والاجتماعات ستكون اجتماعات أمريكية فلسطينية ثنائية، وأمريكية إسرائيلية ثنائية بشكل منفصل. علي جانب آخر دعا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر إسرائيل إلي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة، معتبراً أن هذا الأمر سيقلص بشكل كبير أية تهديدات تواجهها إسرائيل، لأن البديل عن حل الدولتين سيكون أمة واحدة يشكل العرب غالبية فيها. وشدد كارتر في كلمة بعنوان المسار إلي السلام في الشرق الأوسط خلال حفل تسلمه جائزة المهاتما غاندي العالمية للاعنف، في جامعة جايمس ماديسون في واشنطن، علي أهمية السلام في هذه المنطقة من العالم معتبراً أنها المنطقة الأكثر حساسية علي وجه الأرض.