لماذا كل هذا الخوف وتلك الضجة التي حدثت وتحدث عند أي تقارب مصري إيراني بدعوي الخوف من المد الشيعي؟! هل نحن في مصر كمسلمين سنة بهذا الضعف الفكري الذي يجعلنا نرتعب من الفكر الشيع ي أو من التعامل والتداخل السياسي والاقتصادي والاجتماعي مع الاشقاء في ايران؟! مصر التي تذوب فيها كل القوميات وتتوحد فيها كل الشعوب في سلوكيات وعادات وتقاليد الشعب المصري أصبحت تخشي من قدوم أخوة مسلمين مثل الايرانيين إلي مصر لأي سبب من الأسباب سواء للسياحة أو التجارة أو الاقتصاد. مصر التي تفتح ذراعيها لجميع الطوائف والأديان من كل شعوب الدنيا وتضفي عليهم سماحة الاسلام وطبيعة المواطن المصري الودود الذي يرحب بالضيوف من كل مكان. لا أدري لأي شيء يستند هؤلاء الذين يروجون لهذا الخوف من إيران وهم يتعاملون مع اليهود الذين وصفهم الله جل وعلا في كتابة الحكيم بأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ونتعامل مع الشيوعيين الذين لا يعترفون بوجود الله الذي خلق الكون نعيش ونتعايش في سلام منذ قرون معهم ولدينا علاقات متكاملة دبلوماسيا واقتصاديا وثقافيا دون مشكلات ودون دعاوي من أحد أن نترك هؤلاء الكفرة الملحدين أليس الأمر غريبا أن يخاف المسلم من المسلم ولا يخاف من غير المسلم؟!! أعتقد ولكن لا أجزم أن هناك جهات أو قوي سياسية هي التي ترغب في بقاء التباعد المصري الايراني وتتخذ المد الشيعي والتخويف منه ذريعة حتي لا يحدث تعاون بين مصر وإيران من شأنه تقوية شوكة المسلمين ويجعلهم قوة لا يستهان بها وخاصة اذا ما اكتمل المثلث بتركيا التي تشهد العلاقات بينها وبين مصر تقاربا شديدا في جميع المجالات ولا يخفي علي المتابعين للشأن السياسي المصري أن هذا التقارب لا يروق للكثير من القوي السياسية الخارجية وعلي رأسهم اسرائيل. وإلي هؤلاء المتخوفين أقول أن مصر بأزهرها الشريف كانت وستبقي قلعة للسنة والوسطية في الاسلام ولا يستطيع أي كائن من كان أو أي مذهب من المذاهب أن ينال من سماحة الدين والتدين في مصر ولهؤلاء أقول أيضا ومعهم المسئولون عن الدولة يجب أن تفتح مصر الثورة ذراعيها لجميع الدول دون تخوف وهمي لا أساس له من الصحة وإنما هو أكذوبة سياسية روج لها النظام السابق لأسباب سياسية كانت تملي عليه وتلك هي الحقيقة ولكننا لن نسمح بأي حال من الأحوال بالاتهام غير المباشر للشعب المصري بالسذاجة والجهل حتي يدخل المصريون في الشيعة بمجرد فتح العلاقات بيننا وبين ايران. وأذكر للجميع أن العلاقات المصرية الايرانية لا يمكن أن تصل إلي الحد الذي كانت عليه في عهد الملك فاروق حين زوج شقيقته الأميرة فوزية إلي محمد رضا بهلولي ولي عهد شاه ايران في ذلك الوقت وأصبح بعد ذلك امبراطور ايران الشاه شاه وأصبحت الأميرة فوزية الامبراطورة ولم نسمع عن أحد من المصريين قد تم تشيعه والعكس. أتمني أن يدرك الجميع أن الغزو الفكري لا يحتاج إلي التعامل المباشر وإنما له العديد من القنوات تعتبر أيسر وأكثر فاعلية من التعامل المباشر وإذا كنا حريصين يجب أن نحصن الفكر ولا نغلق الأبواب. رابط دائم :