اعترض بشدة علماء ومفكرون إسلاميون على مطالبات بعض الشيعة المصريين لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى والأزهر الشريف بالاعتراف بمذهبهم وإقامة حسينيات شيعية لهم على أرض الكنانة، خاصة بعد زيارة الرئيس لطهران، مؤكدين أنه يحوى الكثير من الانحرافات التى لا يقبل بها أى مسلم على وجه الأرض، متخذين من طهران المثل حيث تحرم السنة من ممارسة حقوقهم أو بناء مساجد خاصة لهم على أراضيها. وفى هذا السياق، أكد الدكتور إبراهيم عبد الشافى -عميد كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- أن الإسلام يعمل على الإخاء والتقارب بين الجميع، دون أن يكون ذلك على حساب الانجراف نحو المذاهب المغالية أو المنحرفة، مشيرًا إلى أن زيارة مرسى لإيران لن يكون لها علاقة بتغيير الهوية المصرية. وأضاف أن الأزهر نادى بالتقريب بين المذاهب شريطة أن تكون مذاهب معتدلة غير منحرفة، مشيرًا إلى أن أغلب الشيعة مذاهبهم منحرفة ويكفرون الصحابة وهو ما لا يقبله الأزهر ولا يقبله أى مسلم. وأشار عبد الشافى إلى أن هناك مذاهب معتدلة فى الشيعة مثل الزيدية، مؤكدًا أن هناك خلافات فقهية بين مذاهبنا وهذا المذهب، والأزهر يدرسه ويدرس آراءه، مؤكدًا إمكانية اتخاذ أى رأى يوافقنا من هذا المذهب، لكن الأصل فى الاعتراف بالمذاهب الأربعة الأساسية، أما المذهب الجعفرى فلا ننكره و لا نقره. وأوضح أنه من المرفوض إقامة أى حسينيات شيعية فى مصر، لأنها تدعو إلى تخريب العقول ونشر الخرافات والبدع فى الشارع المصرى. من ناحيته، أكد الشيخ محمد صلاح الشرقاوى -عضو الهيئة العليا للحقوق والإصلاح- أن زيارة مرسى لإيران أو لأى دولة فى العالم إلا إسرائيل زيارات طبيعية، لكن فى الوقت ذاته فإن على هؤلاء الشيعة أن يعلموا أن مصر دولة سنية ومهما جدت علاقات بيننا وبينهم فلن تتحول مصر إلى دولة شيعية، مشيرًا إلى أن مذهبهم مبتدع ولا يصح إتباعه فى مصر بأى شكل من الأشكال. وأكد الشرقاوى أن الشيعة فى مصر يعتبرون دخلاء على الهوية المصرية ولا يجوز أن يطالبوا بحسينيات، مطالبًا الرئيس محمد مرسى بأن يحافظ على المذهب السنى وعلى الهوية المصرية، قائلاً: "لو أن الشيعة توغلوا فى مصر فإنه على مصر والدول العربية والإسلامية السلام". وقال: "لا أعتقد أن الأزهر يوافق بأى حال من الأحوال على المذهب الشيعى أو إقامة حسينيات فى مصر"، مطالبًا مجمع البحوث الإسلامية بإصدار فتوى بعدم جواز نشر المذهب الشيعى فى مصر أو الاعتراف به وذلك لما يحمل من أفكار شركية وكفرية مثل زواج المتعة الذى يعتبر نوعًا من أنواع الزنا وغيرها من المعتقدات التى لا يقرها الإسلام. وبدوره، قال الدكتور ناجح إبراهيم -الداعية والمفكر الإسلامى- إن مصر دولة سنية ولا يمكن لأى شخص أيًا كان أن يغير من عقيدة الشعب ومن هوية مصر، مشيرًا إلى أن مسألة سب الصحابة عند الشيعة من أكبر ركائز العقيدة عندهم ولا يجب أن نسايرهم فى ذلك أو نسمح لهم بالتوغل فى مصر. وأشار إبراهيم إلى أن إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية بيننا وبين إيران شىء وموضوع المذاهب والتغلغل الشيعى فى مصر شىء آخر، رافضًا أى تغلغل لهم فى مصر، قائلاً: "هذا يفيد الشيعة بينما يضر مصر كثيرًا". وأعلن عن رفضه لوجود أي حسينيات شيعية فى مصر حتى مع وجود علاقات مصرية إيرانية، رافضًا فى الوقت ذاته تحويل السنى إلى شيعى فى مصر، مؤكدًا أن ذلك الأمر يحدث انقسامًا فى الشارع المصرى. وأكد أن إيران نفسها حرمت أهل السنة هناك من كل حقوقهم ومنعت وجود مساجد لهم، وقد حاول العديد من العلماء حل هذه المشكلة ولم يفلحوا فى ذلك لذلك ليس من الطبيعى أن تطالب مصر بذلك ومصر هى رائدة السنة فى المنطقة والدين والمذهب خارج أى حسابات للعلاقات السياسية والاقتصادية".