تعد اللغة العربية من أغني لغات العالم بالمفردات والمترادفات, ولا يدل علي مرونة اللغة العربية, واتساعها وشموليتها كثرة مفرادتها التي تعد بمئات الألوف فحسب, ولكن يدل علي ذلك أيضا كثرة الروافد, والطرائق التي تغذي اللغة العربية, وتسمح لها بالتوليد والإضافات. كالقياس, والاشتقاق, والنحت, والتعريب, وغيرها. وهذا يعني أنها لغة مفتوحة للتواصل الدائم علي مدي العصور, وأن باب الاجتهاد فيها لم يشغلق, ولن يغلق. وقد تحدث اللغويون عن خصائص اللغة العربية وتفردها في جوانب كثيرة, وتفوقها علي كثير من اللغات الأخري في هذه الجوانب, وذلك في دراسات مقارنة متعددة, مما لا يتسع لها مقالنا هذا. ولكننا نجد من اللازم أن نتحدث في إيجاز عن مظهرين من مظاهر القدرة الذاتية في اللغة العربية وهما: دقة الفروق بين كثير من كلمات العربية مما يعتقد كثيرون أنها مترادفة, أي متساوية تماما في المعني. الدقة في الاستيعاب, وتعريف المسمي بكل أنواعه التعريف الجامع المانع, الذي لايترك زيادة لمستزيد.