يعود جورج ميتشيل إلي المنطقة وقد اختلف حالها وأصبحت قاب قوسين أو أدني من مواجهة باتت محتومة في نظر الكثيرين.. والمبعوث الأمريكي يدرك قبل غيره أن زيارته الحالية لن تحقق شيئا بالنظر إلي المواقف الإسرائيلية التي أعلنها بوضوح رئيس الوزراء نيتانياهو والتي تحظي بدعم وتأييد الأحزاب اليمينية. ومثلما هو الحال في كل زيارة, فقد تم الإعلان عشية وصول ميتشيل عن إقامة قطار انفاق أسفل شوارع القدس مما يعرض المنشآت الأثرية والقديمة الي اخطار محققة, بالإضافة إلي الحفريات الجارية اصلا في أعماق المسجد الأقصي, والمعني أن إسرائيل تواصل استفزازاتها ليس للفلسطينيين والعرب وإنما للإدارة الأمريكية وللرئيس أوباما الذي تعهد بالتوصل إلي الحل الشامل والعادل.. وتتحدث بعض الأنباء عن أن ميتشيل قد يتلقي إعلان حسن النوايا من جانب نتانياهو للعودة إلي المفاوضات لإحياء عملية السلام, ويبقي السؤال عن كيفية تحقيق ذلك مع الاصرار الإسرائيلي علي عدم تجميد المستوطنات وخاصة في القدس.. وأغلب الظن أن بعض الملفات الأخيرة سوف تفرض نفسها علي مباحثات ميتشيل ومنها قضية صواريخ سكود التي تزعم إسرائيل بأن سوريا قد نقلتها إلي حزب الله, وقد يتغير جدول أعمال المبعوث الأمريكي ليجري مباحثات عاجلة وفورية واستثنائية في دمشق لنزع فتيل انفجار وشيك. ولكن وفي كل الأحوال سوف تركز الجولة علي اظهار الدعم الأمريكي المفتوح لإسرائيل للرد علي الحملات التي تقوم بها جماعات الضغط في الكونجرس ورفضا للاتهامات التي نقلت عن نتانياهو شخصيا بأن أوباما هو أكبر كارثة علي إسرائيل. muradezzelarab@hotmailcom