حالة الصمت الإسرائيلي تستدعي الانتباه والحذر, ولم تصدر تصريحات حول المباحثات التي يجريها المبعوث الأمريكي ميتشيل, كما أن رئيس الوزراء نيتانياهو قد طلب من أركان حكومته عدم الإدلاء بأي تصريحات حول الاتفاق الثلاثي في طهران بشأن الملف النووي.. هل تنتنظر إسرائيل إجابات من واشنطن لحسم مواقفها, أم أن الأمر يقتصر علي تنفيذ سيناريو قد تم الاتفاق عليه بالفعل؟ المفاوضات غير المباشرة التي يفترض ان تتحول إلي مباشرة تناقش قضايا الوضع النهائي, وهذا يعني القدس وملامح وحدود الدولة الفلسطينية التي يلتزم بها أوباما, والحديث هنا عن حدود نهائية وليست مؤقتة, في حين يتصاعد الضغط علي نيتانياهو للمضي في عمليات الاستيطان في الضفة والقدس. المؤشرات تشير هذه المرة الي نوع من الجدية في التحرك الأمريكي لحل القضية الفلسطينية بصورة نهائية بل والتوصل الي السلام الشامل, بما في ذلك إعادة الجولان إلي سوريا وإنهاء الوضع المتوتر مع لبنان. النيات الحسنة وحدها لا تكفي, وقد سبق أمام العديد من الرؤساء الأمريكيين الذين حاولوا وفشلوا وكانوا قاب قوسين أو أدني من الاتفاق. والتجارب تعلمنا إن الإسرائيليين يجدون دائما مبررات لسلوكهم وتصرفاتهم, وقد ينتظرون الي اللحظات الاخيرة لقلب مائدة المفاوضات والعودة الي نقطة البداية تحت ذرائع كثيرة وملفات يمكن تسخينها في لحظات قليلة.. الانتظار اجباري للرأي العام الذي لا يري علي أرض الواقع اشارات حقيقية للسلام, ولكن الصمت والمباحثات المكثفة تعني أن هناك شيئا ما يجري الإعداد والتجهيز له. وربما يفعلها أوباما ويستحق فعلا جائزة نوبل التي حصل عليها. muradezzelarab@hotmailcom