وكأن مصر في حرب, عشرات القتلي ومئات الجرحي سقطوا خلال الساعات الماضية فلم تكد تمر ساعات علي كارثة قطار البدرشين حتي استيقظ المجتمع امس علي كارثة جديدة بانهيار عقار الاسكندرية الذي راح ضحيته عشرات القتلي والجرحي, وقد قلت بالامس ان أرواح المواطنين صارت بلا ثمن, ودون مقابل بسبب دولة الإهمال, وإمبراطورية الفساد التي تأبي ان تسقط رغم الثورة التي قامت, ولم تكن حادثة انهيار عمارة الاسكندرية الأولي بل سبقتها مئات الانهيارات مدللة علي فساد يعشش في الدواوين الحكومية, وخراب في ضمائر ماتت, ففي كل مرة تقع كارثة لا يتجاوز رد فعل الحكومة حدود الأسف, وتخوم ألاسي, نعم ياسادة لم تعد هذه اللغة تصلح, ولم يعد هذا الاداء ينفع, مع شعب ثار ضد الفساد والاستبداد. تقارير الحكومة نفسها تقول إن الاسكندرية بها13 ألف عمارة مخالفة أي أن آلاف المواطنين مهددون بالموت تحت الانقاض, فماذا تنتظر, لا أظن ان تكون لديها خطة واضحة للتعامل مع هذه الكارثة و لا اعتقد ان الحكومة لديها النية لمواجهة هذا الملف وإلا كانت قد تدخلت منذ انهيار العمارة السا بقة, بإجراءات حاسمة تنقذ آلاف الابرياء الذين ينتظرون في طابور الموت. ويقيني فإن الإصلاح يبدأ من المحليات ومداهمة بؤر الفساد تبدأ أيضا من الأجهزة المحلية, ولا يمكن التصدي الي مخالفات البناء إلا بتنفيذ القانون الذي تم تغييبه, وتعطيله, لحساب الفاسدين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان, ولعل من يرصد حجم مخالفات البناء التي وقعت منذ ثورة يناير في ظل غياب تام للرقابة سيكتشف اننا أمام كارثة خطيرة تهدد المجتمع بأثره, آلاف العمارات ومثلها من التعليات التي أقيمت خلال هذه الفترة بدون تراخيص رسميه أو مواصفات بنائية مستغلة غياب الرقابة في تنفيذ مخططاتها وأصبحت قائمة مباني الخطورة الداهمة في ازدياد والكوارث في ارتفاع وهو ما يعني استمرار مسلسل القتل للأبرياء, طالما استمرت دولة الاهمال وحكومة الكوارث!