أكد السفير علي العشيري مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج ان المصريينبالخارج يسهمون بشكل قوي في دعم الاقتصاد الوطني حيث بلغ حجم تحويلاتهم من الخارج18 مليار دولار.. وقال في حواره مع الأهرام المسائي ان انشاء هيئة لرعاية المصريين بالخارج يسهم بشكل فعال في مواجهةالازمات التي يتعرضون لها.. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظر الخارجية الي دور المصريين بالخارج في دعم صورة مصر خارجيا؟ **السفير العشيري: أولا لابد من التأكيد علي ان رعاية المصريين بالخارج تحتل أولوية اولي لوزارةالخارجية وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج وان هذا حق للمصريين بالخارج لكونهم مواطنين مصريين يتمتعون بنفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات للمصريين المقيمين في مصر. وقال ان المصريين بالخارج يقومون بدور مهم في دعم عملية التنمية الاقتصادية سواء في البلدان التي يعملون بها او في مصر ايضا فاذا كنا نتحدث عن القوة الناعمة فان ذلك الدور الثقافي الذي يقوم به المصريون بالخارج يمثل احد محاور هذه القوة وفي مقدمتها الاساتذة المصريون الذين يعملون في الجامعات الخارجية في دول العالم خاصة منطقة الخليج بالاضافة الي المدرسين المصريين ايضا فهؤلاء جميعا يسهمون في بناء الانسان في هذه الدول الي جانب المجالات الاخري التي يعمل بها المصريون مثل الاطباء والمهندسين والمستثمرين وغيرهم من المهن الاخري. دعم الاقتصاد * كيف يمكن ان يسهم المصريون بالخارج في دعم الاقتصاد الوطني؟ **السفير العشيري: لاشك ان المصريين في الخارج يقومون بدور مهم في دعم الاقتصاد الوطني من تحويلاتهم من النقد الاجنبي الي مصر حيث زادت تلك التحويلات بصورة كبيرة بعد ثورة25 يناير حتي وصلت طبقا للتقارير الدولية الي18 مليار دولار بزيادة تتراوح بين40 و45% بالاضافة الي زيادة مدخراتهم ومشاركة عدد منهم في مشاريع استثمارية في مصر. وفي هذا الاطار أؤكد اهمية التوقيت الحالي وفي ظل ظروف مصر الحالية أهمية دعم المصريين في الخارج للاقتصاد المصري من خلال زيادة تحويلاتهم والاحتفاظ بجزء كبير من مدخراتهم في البنوك المصرية وقضاء اجازاتهم في مصر واقتناع اصدقائهم في الدول التي يعملون بها بالحضور الي مصر. وكذلك قيام المصريين بالخارج بالتبرع ولو بمبلغ بسيط للمشروعات القومية وبعض المشاريع التي تمول بالجهود الذاتية والاهم هو الاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة والقيام بدراسة عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اطار توجه الحكومة الحالية لتقديم جميع التسهيلات للمصريين بالخارج بهدف جذب مدخراتهم واستثماراتهم الي الوطن الام. أزمة ثقة * هناك أزمة ثقة بين المصريين بالخارج وبين السفارات والقنصليات المصرية.. كيف يمكن مواجهة ذلك؟ **السفير العشيري: بالفعل تلك قضية مهمة للغاية ولكن لابد ان نؤكد ان رعاية المصريين بالخارج مسئولية الدولة كلها وليس مسئولية وزارة الخارجية فقط وان الخارجية تمثل همزة الوصل بين المصريين بالخارج وبين الوزارات المختلفة وتقدم لهم الخدمات القنصلية المختلفة التي تحكمها ضوابط ولها رسوم تحددها جهات الدولة مثل اصدار جوازات السفر او شهادات الميلاد او بطاقات الرقم القومي. وأضاف أن الخارجية تنقل ايضا للجهات والهيئات الرسمية في الدولة مطالب المصريين بالخارج وتسعي الي تقديم المزيد من التسهيلات في الاجراءات الاخري ولعل مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات سواء البرلمانية او الرئاسية او الاستفتاء علي الدستور يمثل نقلة نوعية كبيرة في اقرار حقهم بالمساهمة في بناء مستقبل مصر.. مشيرا الي ان هذا التطور يهيئ الاجواء لاستعادة الثقة التي تعرضت لاهتزاز في الفترة الماضية. وقال: أعتقد ان وجود تسهيلات علي أرض الواقع للمصريين بالخارج من قبل الدولة مثل تخصيص أراض لهم في المدن الجديدة أو مشاركة البعض منهم كممثلين في المجلس الاستشاري للمصريين بالخارج كلها تمثل أطرا مهمة يمكن من خلالها الاستماع إلي مطالبهم والاستجابة لها في اطار ما تسمح به القوانين والتشريعات وفي اطار المساواة الكاملة بين المواطنين في الداخل والخارج. * ما هو الدور الذي سيقوم به المجلس الاستشاري؟ * السفير العشيري: المجلس سيتبع رئاسة الجمهورية مباشرة وهو يأتي تنفيذا لتوجيهات الرئيس محمد مرسي ويتم حاليا اختيار أعضائه علي أسس ومعايير تم الاعلان عنها مسبقا من خلال البعثات الدبلوماسية في الخارج حيث تم تلقي عدد كبير من الترشيحات من المواطنين انفسهم وسوف يتم الاختيار بمعرفة مستشار الرئيس للمصريين بالخارج. الرقم القومي * علي الرغم من أن عدد المصريين بالخارج يبلغ7,8 مليون الا ان من لهم حق التصويت في الاستفتاء بلغ586,492 فقط.. بماذا تفسر هذا الانخفاض الكبير؟ * السفير العشيري إن عدد المصريين بالخارج في أوائل عام2012 بلغ7,8 مليون مواطن موزعين بنسبة63% في دول الخليج العربي وليبيا والاردن و19% في أوروبا و15% في الامريكيتين و1,3% في اسيا و3,%في افريقيا. والمؤشرات تشير الي ان النسبة الاكبر في دول الخليج العربي وبالتالي فان80% من المسجلين في الجداول الانتخابية في تلك المنطقة. اما السبب الاساسي في انخفاض نسبة المقيدين في الجداول الانتخابية فهو ان القانون حدد ان المستند الاساسي للقيد في الجداول هو بطاقة الرقم القومي سواء للمصريين في الداخل أو الخارج ولذا فان المقيدين هم من يحملون بطاقة الرقم القومي فقط ولذا فاننا نبذل محاولات جادة لتكثيف بعثات اصدار الرقم القومي مشيرا الي وجود بعثتين لاصدار الرقم القومي للمصريين في قطر خلال الفترة من10 16 يناير الحالي وفي نيويورك خلال الفترة من11-17 يناير الحالي حيث توافر الحد الأدني لارسال بعثة اصدار الرقم القومي لاي دولة وهو500 طلب لاصدار البطاقة. * كيف يمكن التعامل مع المشاكل القانونية التي يتعرض لها المصريون بالخارج خاصة في دول الخليج العربي؟ ** السفير العشيري: هذه نقطة مهمة جدا خاصة ان نسبة كبيرة من مشاكل المصريين بالخارج لها طابع قانوني بمعني ان هناك الكثير من القضايا المعروضة امام القضاء في دول عديدة بشأن استحقاقات المصريين او خلافاتهم مع اصحاب العمل حول نقل الكفالة أو موضوعات اخري تتعلق بظروف العمل بالاضافة الي حقوق المصابين في الحوادث والمتوفين وهي حقوق تحتاج إلي متابعة قانونية حيث لا تتوافر لدينا في البعثات الدبلوماسية في الخارج كوادر كافية ولا تتوافر موارد مالية لدي هذه البعثات لجلب محامين محليين لمتابعة هذه القضايا خاصة اذا كانت هناك مستندات تؤكد أحقية المواطن في حقوقه ومن هنا فاننا طالبنا ومازلنا بانشاء هيئة لرعاية المصريين في الخارج. * ما هي ملامح ووظائف تلك الهيئة؟ ** السفير العشيري: هيئة تابعة لوزارة الخارجية تكون لها موارد متجددة عن طريق اضافة رسم قنصلي علي الخدمات التي تقدمها القنصليات المصرية في الخارج يذهب إلي الهيئة ومن خلاله نستطيع التعاقد مع مكاتب محاماة في الدول المختلفة طبقا لطبيعة كل دولة ومشاكل المصريين بها. وقال ان الهيئة ستمول نفسها دون أي دعم من الدولة حيث تمت صياغة المشروع من قبل مجلس الدولة وحصل علي موافقة لجنة العلاقات الخارجية والقوي العاملة في مجلس الشعب السابق ونأمل في أن يقوم مجلس الشوري الحالي بحكم توليه مسئولية التشريع بالموافقة علي اصدار القانون الجديد الخاص بالهيئة. الهجوم علي الخارجية * الهجوم علي الخارجية لا يتوقف من المصريين بالخارج وأهاليهم بالقاهرة نتيجة التقصير في التعامل مع قضاياهم.. كيف تنظرون الي هذا الهجوم؟ ** السفير العشيري: سوف اتحدث من خلال وقائع وأرقام حقيقية حدثت خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة فقط حيث قامت الخارجية باجلاء اكثر من اربعة الاف مصري من سوريا معظمهم علي نفقة الدول, كما تم اجلاء اكثر من300 مصري من بني وليد في ليبيا خلال الشهر الماضي فقط وقامت قنصلية جدة بترحيل300 من مخالفي شروط العمرة بالاضافة إلي الافراج عن بعض المصريين الموجهة اليهم تهم مختلفة في اليمن35 وسوريا313 وليبيا179 والسعودية129 والامارات25. وقال انه تم ايضا الافراج عن3 مراكب صيد كانت محتجزة في ليبيا و2في تونس و2 في السودان و2 في اليمن و1 في سوريا وكذلك الافراج عن اطقم هذه المراكب وهم12 في اليمن و10 السودان و56تونس و63 ليبيا وتم تحويل مستحقات تأمين98 مصريا من قبرص خلال شهر نوفمبر بمبلغ4,5 مليون يورو. وناشد الاعلام القيام بدوره في التوعية بمخاطر الصيد في المياه الاقليمية دون ترخيص ومايسببه ذلك من مشاكل للصيادين انفسهم والمراكب التي قد يتم احتجازها وتأثيره السلبي علي العلاقات بين مصر وتلك الدول بالاضافة إلي التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية خاصة لاوروبا. وقال اننا نسعي مع دول الجوار لتوقيع اتفاقيات لانشاء شركات صيد في هذه المناطق وايضا نجري اتصالات مع ايطاليا والمانيا ودول اخري لتدريب الشباب المصري المتطلع للسفر ورفع مهاراته حتي تتناسب مع احتياجات سوق العمل الاوروبية وبالتالي مواجهة الهجرة غير الشرعية. الكفيل * الكفيل مشكلة مزمنة للمصريين في دول الخليج العربي.. هل هناك أي مفاوضات بشأن تلك القضية؟ **السفير العشيري: لاتوجد ظاهرة تخص المصريين وحدهم في هذه الدول ولاتوجد معاملة تميزية ضد المصريين من حيث المبدأ وهناك قوانين تطبق علي جميع الجنسيات وليست للمصريين فقط وعندما نجد ان هناك أي معاملة عير عادلة للمصريين نتحرك فورا وما يحدث في دول الخليج من قبل بعض المصريين هو عدم دراية بالقوانين والقواعد الموجودة بتلك الدول. وأشار الي أن هذه الدول توجد بها مكاتب عمل ايضا يستطيع ان يتقدم أي مصري بالشكوي لها ولديها قضاء ايضا كما توجد لدينا سفارات وقنصليات في هذه الدول ومكاتب يمكن الاتصال بها لانهاء الازمة مبكرا قبل تصعيدها. ** لماذا يتجنب المصريون بالخارج التعامل مع السفارات والقنصليات المصرية؟ * السفير العشيري: اولا لاتوجد أي رسوم علي تسجيل المصريين لبياناتهم في القنصليات المصرية بالخارج ولذا فانني اناشد جميع المصريين بالخارج ضرورة تسجيل اسمائهم وان تتغير نظرة المواطن في الخارج الي البعثات الدبلوماسية خاصة في ظل الروح الجديدة التي اطلقتها ثورة25 يناير.