ربما لا يصدق الكثيرون أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمر بأزمة اقتصادية كبيرة مثل تلك التي تكاد تعصف بأوروبا وبدول الربيع العربي, إلا أن أحدث التقاريرالمتخصصة تؤكد هذا الواقع. الذي تحاول إدارة الرئيس أوباما التعامل معه وإيجاد حلول عاجلة له قبل انقضاء2012 إما بإجراء تخفيضات في الإنفاق, أو بزيادة الضرائب, لتفادي السقوط فيما يسميه خبراء الاقتصاد ب هاوية مالية قد تدفع بالاقتصاد الأمريكي إلي الركود. غير أن الأزمة الأمريكية ليست كأزماتنا وإن حاول البعض الإيحاء بذلك لأن الاقتصاد الأمريكي اقتصاد هائل ونشط, والمجتمع منتج بكثافة علي كافة المستويات الزراعية والصناعية, وناتج ذلك في الحقيقة يحقق فوائض رأسمالية مهولة ولا يتسبب في أزمة بالمفهوم المباشرللكلمة, وحركة التجارة والسياحة من الولاياتالمتحدة وإليها تشكل وحدها اقتصادا جبارا,, وفي تصوري أن الأزمة التي يتحدث عنها الخبراء أزمة ضبط إيقاع ليس أكثر. فأمريكا ليست مقبلة علي مجاعة, ولن تشهر إفلاسها.. لا في يناير المقبل ولا بعد سنوات. كل التخوفات من حدوث ركود ليس أكثر. والقصة كما أتصورها لا تزيد عن محاولة إيجاد نوع من الموائمة بين الدخل القومي والذي تشكل فيه الضرائب نسبة كبيرة وبين التزامات الدولة تجاه مواطنيها.. في التعليم والتوظيف والصحة وغيرها من تلك التي لا يتنازل عنها المواطن الأمريكي بسهولة. ويبدو أن أمريكا هي الأخري لديها مشكلة مع كبار الممولين أو وفقا للتعبير الأمريكي( أغني الأغنياء) لأن أغلب شرائح المجتمع تسدد ضرائبها علي الراتب بنسب قد تصل في أعلي معدلاتها إلي35% من إجمالي المرتب, فيما يسدد الأثرياء جدا نسبا أقل منها بكثير. الملياردير والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني كنموذج لهؤلاء الأثرياء كان قد تعرض لهجمات من الديموقراطيين لرفضه الكشف عن حصيلة ضرائبه قبل2010 وبدا منزعجا من الأسئلة عن أمواله الشخصية في خضم الجدل المحتدم خلال حملة2012, واضطرلاحقا للاعتراف بأنه سدد ضرائب سنوية تقدر بنحو13.6% من استثماراته. الفرق واضح جدا بين ما يسدده الأمريكيون بشكل عام وبين ما يسدده رجال الأعمال الأكثر ثراء.. وهي المعركة التي يميل فيها أوباما إلي تقليل الضرائب علي الطبقات المتوسطة وزيادة الضرائب علي كبار الممولين فيما يميل الجمهوريون لبقاء الحال علي ما هو عليه, ولتفعيل قانون زيادة الضرائب علي كل الأمريكيين لابد من اتفاق الديمقراطيين مع الجمهوريين معا وهو الأمر الذي يصعب تحقيقه في الوقت الراهن..إلا إذا حدثت تسوية بين الطرفين في الوقت الأخير كما يتوقع الخبراء. ووقتها لن تكون هناك هاوية مالية. [email protected] رابط دائم :