أيسلندا دولة صغيرة تقع بالقرب من' سقف العالم', في المنطقة الفاصلة بين القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية, وهي دولة ثلجية باردة كما يتضح من اسمها, يعتمد اقتصادها علي السياحة والصيد وبعض الصناعات التحويلية المتقدمة ورغم مايبدو أحيانا من أنه لاتوجد علاقة بين الثلج والنيران, فإن النظرة الأولي لخريطتها من بعيد, توحي بأنها مثل هاواي تتكون من جبال بركانية, تمثل جزءا من سلسلة ممتدة عبر شمال الأطلنطي, والآن انفجر أحد البراكين القوية فيها, بعد200 سنة من الخمود. كانت أيسلندا قد تعرضت خلال العام الماضي لهزة قوية مارست تأثيرات حادة علي قطاع كبير من سكان بريطانيا وهولندا, عندما أعلن أحد أكبر بنوكها عن إفلاسه بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية, ولأن الدولة لم تتمكن من إنقاذه, فإنها هي الأخري قد أعلنت إفلاسها, وكانت المشكلة أن هناك إيداعات بمبالغ تقترب من6 مليارات دولار, لمواطنين أوروبيين في البنك, ولم يتم التوصل إلي نتيجة بشأن تعويضاتهم تقريبا, المهم في تلك الفترة أن العالم قد سمع باسم أيسلندا كثيرا. والآن, يسمع العالم اسمها مرة أخري, فقد اتجه الرماد البركاني الذي خرج منها إلي الجنوب الشرقي, ليؤدي إلي أكبر حركة ارتباك في تاريخ الطيران الدولي, علي نحو يشبه ماجري في1 سبتمبر2001, عندما توقفت الطائرات عن العمل في أجواء الشمال, خشية أن تكون واحدة منها ضمن خطة الاختطاف والتفجير التي نفذها القاعدة وقتها, أما السبب هذه المرة, فهو أن مكونات الرماد البركاني قد تؤدي إلي تعطيل محركات الطائرات في الجو, والنتيجة يمكن مشاهدتها في الصور. مايحدث بالطبع ليست له علاقة بأيسلندا, فهي مجرد دولة جميلة هادئة يصادفها سوء حظ مرتين في فترة قصيرة, بفعل الاقتصاد والطبيعة, لكنه له علاقة بما جري في العالم, فقبل200 سنة لم يكن هناك طيران, وبالتالي لم يتعطل شيء في الجو, وربما لم يسمع نصف سكان العالم وقتها بانفجار البركان, أما الآن, فإن الخطوط الجوية البريطانية تصدر نشرتين يوميا حول' حالة البركان', وينتظر المسافرون خموده في المطارات, بينما يعجز أحد العلماء عن الرد علي سؤال حول التوقيت الذي سيخمد فيه البركان, مرددا شيئا معناه' الله أعلم'. [email protected]