علي امتداد ساعتين.. وعلي بعد كيلومترين اثنين أو ثلاثة وقفنا نشاهد الأدخنة وبعض النيران تخرج من فوهة البركان. قادنا إميل عزت الصديق العزيز إلي هناك بعد أن وصلنا إلي ريكياڤيك عاصمة أيسلندا بيومين اثنين، كان معنا مرسي سعد الدين وسلامة جودة الشاعر وأمير فهيم وآخرون ممن اعتبروا السياحة عملا لهم لا رجعة فيه، كنا نحضر مؤتمرا سياحيا في استوكهولم عندما جاءنا إميل عزت وهو يقول: الملك يدعوكم إلي اختيار أي مكان في شمال الدنيا لزيارته وعلي نفقته، واقترحت يومها أن يكون المكان هو أيسلندا الجزيرة شبه المعزولة في شمال المحيط الأطلنطي بين قارتي أوروبا وأمريكا. ببساطة لأنه من الصعب أن يفكر شخص ماذا لو ذهب وحده إلي هناك، وكانت السعادة عظيمة عندما وصلنا إلي هناك.جزيرة شبه معزولة يسكنها أبناؤها خليط من الإنجليز والنرويجيين (النرويجيون) هاجروا إلي هنا منذ عدة قرون وأصبحوا هم أبناءها. ورغم الاسم: أيسلندا أي أرض الثلج إلا أن الثلج لا يغطيها أبدا كما يفعل في جرينلاند »الأرض الخضراء« والتي تتبع الدانمارك ولا يمكن الحياة علي أرضها إلا في نصف في المائة من مساحتها وإلي الجنوب الشرقي من حدودها. المهم أننا وقفنا علي بعد كيلومترين اثنين من فوهة البركان المشتعل دائما بلا غضب ولا ينتابه هذا الغضب إلا بين الحين والآخر لكن السكان مأمورون بالابتعاد عنه لأكثر من 15كيلومترا. وإذا ما غضب البركان وثار وفار فلابد من الابتعاد لأكثر من خمسين كيلومترا علي الأقل. وهو عندما يغضب فإنه يثور ويغدر ويعلن عن ذلك بأعمدة دخانه وناره التي ترتفع إلي أعلي وتخرج الحمم البركانية (اللافا) لتقتل كل من يقف في طريقها وهي تفترش الأرض. أرض أيسلندا طبعا فلا يقدر علي المشي عليها أحد لأنها وعندما تبرد وتتجمد تكون أشبه بالسكاكين المحمية علي أرض البلد. قالوا إن أرض أيسلنده كانت في قاع المحيط ثم ارتفعت إلي السطح ومن أجل هذا فهي أرض من نار، تمتلئ بالعيون التي تحمل في جوفها مخزونا هائلا من مواد حارقة قاتلة، وهي تمتد إلي مساحات كبيرة جدا ولابد أن تكون حذرا جدا وأنت تمشي إلي جوارها، فلابد أن يقودك شخص ما وأنت تمشي وأن يكون هذا الشخص عارفا بطبيعة الأرض واتجاهات الريح لأن العين الواحدة من هذه العيون الصغيرة إذا ما غضبت فإنها ترتفع إلي عنان السماء دفعة واحدة ثم تعود بقوة الرياح إلي الأرض وإذا لمست أي إنسان في طريق عودتها فإنها تقتله في الحال من شدة غليانها وقسوة المواد التي تحملها وللحديث بقية!..