لست مع من يتعاملون مع الأحداث التي تشهدها المنطقة وكأنها اختبار عملي للرئيس محمد مرسي. فإذا تأخرت مؤسسة الرئاسة بضع ساعات في اتخاذ موقف مما يتعرض له قطاع غزة من اعتداءات إسرائيلية غاشمة تقوم الدنيا ولا تقعد ويتباري البعض في وصف الموقف المصري بأنه انبطاح وانكسار أمام العدو الإسرائيلي وقادته. وإذا قرر الرئيس سحب السفير المصري بشكل مفاجئ بعد المطالبة بالوقف الفوري للعمليات نهض البعض أيضا ليحاول إقناعنا بأن الرئيس تحرك فقط من أجل أهل حماس وغزة ولم يكن له أي موقف من أية فئة مصرية, وعندما شدد الرئيس موقفه تجاه إسرائيل وكلف الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة بالتوجه علي رأس وفد رفيع المستوي إلي غزة لتأكيد التضامن الرسمي والشعبي المصري مع أهل القطاع الذين هم أهلنا سارع البعض بترديد تويتات الكترونية وتصريحات لفضائيات مسمومة بأن ذلك يحدث مع أهله وعشيرته والذين خرج بعضهم من السجون في أحداث ثورة يناير في ظروف غامضة. ولو تطور الموقف بالدعوة ألي تحرك دولي لمساندة الفلسطينيين ضد الهجوم الإسرائلي الغاشم خرج البعض علينا ليقول إن الرئيس محمد مرسي يجر مصر إلي حرب لسنا قدرها وغير مستعدين لها ويدللون علي زعمهم وقولهم بما يسمونه فشلا ذريعا في العملية نسر في سيناء وأن قواها تهاوت في مواجهة الخارجين علي الدين والقانون في جبالها وكهوفها ووديانها. لقد وقفت في تلك المساحة من الرأي كثيرا ضد الرئيس محمد مرسي وحكومة قنديل وبالتأكيد سوف أكون ضد كثير من مواقفهم وقراراتهم لولم تحقق رضا المواطن وأمن وسلامة الوطن ولكني أري أن الموقف المصري من تطورات الأحداث في غزة يكاد يكون غريبا علي مصر التي كنا نخشي أن تكون قد أدمنت الانكسار والضعف والانبطاح والمذلة التي كانت تتعاطاها طوال مدة المخلوع حسني مبارك الذي جعل الإسرائيليين يتعاملون مع الموقف المصري بالريموت كنترول وبكلمة سر تصدر من تل أبيب. وبقدر تأييدي للموقف المصري بقدر ما أتمني أن تكون إدارة الأزمة الحالية علي الحدود محليا ودوليا بالصورة التي تحفظ لمصر مكانتها وتحقق مصلحتها دون مزايدات أو نعرات فردية لا تعرف إلا مصلحة أصحابها!