فرضت التطورات التي تشهدها دول الربيع العربي نفسها علي أعمال قمة مجالس الأجندة العالمية, التي بدأت فعالياتها أمس في دبي, وتنظمها الامارات بالتعاون مع المنتدي الاقتصادي العالمي. وفي الجلسة الافتتاحية للقمة, والتي شهدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي, قال الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية بالامارات أن القضية الاقليمية الملحة هي استمرار ظهور تداعيات الربيع العربي والحقائق الناتجة عنه. وأضاف في حين أن نظما جديدة للحكم ما زالت في طور التأسيس فإنه من السابق لأوانه إجراء تقييم كامل لتداعيات ونتائج الثورات التي اجتاحت العالم العربي خلال العامين الماضيين.. وبالتوازي مع ذلك, فإن هناك بعض الأنظمة السلمية والمستقرة تعاني من وجود ضغوطات خارجية لتغير منهجها ليوافق حماس الناشطين الذي غالبا ما يرتبط بالحركات الثورية. وأشار إلي أن الإطار العام لمجالس الأجندة العالمية يتضمن قضايا مختلفة ذات صلة بالحوارات القائمة اليوم حول مختلف السياسات, إلا أن الأهم من ذلك, أن القضايا المثارة والمعالجة في مجالس الأجندة العالمية تشكل أداة لصياغة المستقبل علي المستويين الدولي والوطني. وأكد أن القضية العالمية التي تتصدر اهتمامات الدول هي حالة الاقتصاد العالمي, حيث إن علامات الانتعاش الاقتصادي جلية في كافة المناطق, ولكن لم يتم استعادة الثقة الكاملة بالاقتصاد العالمي, فالبرغم من أن كلا من أوروبا والولايات المتحدة مازالت تعاني من الأزمة الاقتصادية, برزت دول الخليج العربي وإفريقيا, وشرق آسيا كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي, إلا أن هذه المناطق لا تخلوا من مخاوف اقتصادية, حيث تعد التحديات الاقتصادية مثل النقص في الموارد الطبيعية والبطالة بين الشباب بنودا ذات أهمية كبري علي جدول الأعمال الاقتصادي الخاص بالاقتصادات الناشئة. من جانبه قال سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الاماراتي إن النخب السياسية والاقتصادية والفكرية في العالم بحاجة ماسة إلي تبادل الأفكار بشكل موضوعي وعلمي للتمكن من الوصول إلي حلول عملية لمواجهة التحديات التي تحول بين الدول و الشعوب من جهة و بين طموحاتها وازدهارها من جهة أخري. وأشار إلي أن الإمارات حققت خلال أربعة عقود نهضة بشرية متميزة امتدادا لنهضتها الاقتصادية والعمرانية بالدولة التي أصبحت نموذجا في بناء الإنسان وتزويده بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا وتمكينه من المشاركة الاقتصادية الفاعلة في بناء مجتمع يسعي دائما نحو التطور والبناء وفق قيمنا الإنسانية الأصيلة وتاريخنا الناصع الذي كان دائما عنصرا للتحفيز والعطاء من أجل غد مشرق واعد. وأوضح أن الإمارات هي الأولي في العالم العربي التي تملك اقتصادا قائما علي المعرفة والابتكار وفقا لتقرير التنافسية العالمي كما أن الاقتصاد الوطني حقق نسبة نمو تجاوزت4%, وهي نسبة قابلة للتكرار هذا العام نظرا لسياسة الحكومة في تنويع مصادر الدخل والاستثمار في المشاريع التنموية خاصة أن مساهمة النفط في الناتج المحلي الاجمالي29% فقط.