"الغموض والمخاطر" سمة الاقتصاد العالمي في قمة "الأجندة" دبي: اتفق الخبراء المشاركون في قمة مجالس الأجندة العالمية على أن الغموض والمخاطر الاقتصادية لا تزال سمة الاقتصاد العالمي، ويمكن أن تظل كذلك خلال العام المقبل، إلا أنهم توقعوا أن تستطيع البشرية من خلال التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات التغلب عليها وتجاوزها. وقال كلاوش شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، خلال افتتاحه أمس الجلسة الرئيسة لأعمال القمة، بحضور الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي، والمهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، وسامي القمزي مدير عام الدائرة الاقتصادية في دبي:" إن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه جملة من المخاطر والتحديات، التي يأتي على رأسها تراجع مظاهر العولمة، مؤكداً أنها تحتاج إلى مزيد من الحوكمة". وقال شواب لصحيفة "الاقتصادية" الالكترونية:" أثبتت البشرية على الدوام قدرتها على تجاوز الأزمات، ونحن لا نزال نشهد أمراضا تعترض بعض الاقتصادات العالمية، ولكن نتوقع مع استمرار الجهود الدولية المشتركة ومنها هذه القمة أن يستطيع العالم إيجاد الحلول الملائمة لكل التحديات". وبين شواب في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال الجلسة أن الأزمة التي انطلقت قبل عامين كأزمة مالية، ومن ثم تحولت إلى أزمة اقتصادية وشرعت في التنقل بين دول العالم، تحتاج إلى تعاون أكبر بين أقطار العالم. وأضاف: لقد تحولت الأزمة أخيراً إلى أزمة اجتماعية، كما بدأنا نشهد في بعض الدول الأوروبية، لقد شهد العالم تغيرات هيكلية ومفصلية خلال السنوات الأخيرة، ولقد تجاهلنا خلال فترة من الزمن إعادة التفكير في شكل الاقتصاد العالمي. وطرح شواب عدداً من الأبعاد التي طالب الخبراء بالتفكير فيها، منها التعاون في مساعدة الدول التي لا تزال مريضة اقتصاديا، من خلال النظر إلى الفرص والرؤية المستقبلية وليس الوقوف عند الأزمة، ولنا في النهج الذي اتخذته دبي خير مثال. وتابع "إن ندرة الموارد في العالم مشكلة على الجميع التنبه لها، خصوصا في ظل إساءة استخدام تلك الموارد، مشيراً إلى أن معدل النمو المتوقع للاقتصاد العالمي في الأعوام المقبلة الذي يقف بين متوسط 3 إلى 4 %، يمكن أن يقضي على تلك الموارد في أقل من 17 عاما". وتناول شواب بعدا آخر للعالم يمكن أن يشكل صورة جديدة وهو انتقال السلطة والقوة من الغرب إلى الشرق، مشيرا إلى أن دبي تشكل نقطة تواصل وتقع في مكان مميز من العالم يمكنها من تولي مهام من هذا النوع. وزير الاقتصاد بدولة الامارات سلطان بن سعيد المنصوري من ناحيته أكد سلطان المنصوري أن هناك عديداً من التحديات الملحّة الماثلة أمام القمة، التي ستتباحثون فيها خلال الأيام المقبلة، ابتداءً من ظاهرة تغير المناخ العالمي، مروراً بدور وحقوق المرأة، وصولاً إلى خطر الإرهاب، وضرورة إنهاء الصراع المسلح، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي على المستوى العالمي. وأضاف: نتطلع اليوم إلى العمل معا لإعادة الثقة في المؤسسات العالمية وأنظمة الحوكمة الدولية وبناء الأطر المؤسسية التي من شأنها تعزيز آفاق التعاون العالمي لمواجهة أبرز التحديات التي يوجهها عالمنا اليوم. وبين المنصوري أن الإمارات تتطلع إلى هذه القمة كمنصة مثالية لتبادل الأفكار وأن نتعلم من بعضنا بعضا، ولتبادل الدروس وتثقيف المشاركين حول التنوع والاندماج والتعايش وقبول وجهات نظر الآخرين، وذلك عبر مشاركة المعرفة لإثراء ودعم قضايا المجتمع الدولي. وأوضح وزير الاقتصاد الإماراتي الرئيس المشارك لقمة مجالس الأجندة العالمية أننا نضع دائماً نصب أعيننا المستقبل، وما سيكون عليه العالم، وليس ما ستنتهي إليه الأمور اليوم، مضيفاً أنه من خلال اقتصادنا المفتوح، نشجع الابتكار وريادة الأعمال - والرخاء للجميع. وحث المنصوري جميع المشاركين على تبادل الأفكار الفريدة والبناءة التي من شأنها أن تسهم في إقامة نظام عالمي جديد يمكنه معالجة جميع القضايا الملحة والحساسة التي تواجهها البشرية". في المقابل أكد سامي القمزي أن استضافة الإمارات للقمة للمرة الثالثة على التوالي تأتي تأكيدا على حرص الإمارات على تفعيل وإثراء النقاش العالمي البناء، مشيراً إلى أن قمة مجالس الأجندة العالمية في دبي هذا العام، تجمع نخبة من أهم المفكرين والخبراء والمتميزين لمناقشة أبرز القضايا والتحديات التي تهم البشرية ومستقبلهم. وأضاف: نحن على ثقة تامة بأن أعمال القمة ستسهم في إرشاد الحكومات في شتى أنحاء العالم نحو تبني استراتيجيات وخطط تنموية واعدة للأجيال القادمة". واختتم القمزي كلمته بتطلعه إلى أن تشكل قمة مجالس الأجندة العالمية منصة مثالية لتبادل الأفكار والنقاشات التي تصب في خدمة القضايا العالمية الرئيسة، التي يأمل أن يكون لها أثر إيجايب ملموس في البشرية جمعاء.