القطاع الخاص يلعب دوراً هاماً في إدارة الأزمات دبي: حذر مارتينوس شالكويك، وزير السياحة في جنوب إفريقيا، من تحويل المبادرة لإنشاء شبكة عالمية لإدارة الأزمات إلى مشروع حكومي يغرق في المناقشات، دون تحقيق نتائج على أرض الواقع، مؤكدا ضرورة أن يلعب القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني دوراً محورياً في هذا المشروع لتحقيق النتائج المرجوة منه.
وأكد شالكويك على هامش قمة مجالس الأجندة العالمية التي استضافتها الإمارات للعام الثالث على التوالي بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي واختتمت أعمالها في دبي أمس على أن القطاع الخاص يلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، وبالتالي عليه تحمل مسؤولية تجاه الأوضاع السائدة على الساحة العالمية.
وأوضح وزير السياحة الجنوب إفريقي في تصريحاته التي أوردتها صحيفة "البيان" الإماراتية أن المنظمات العالمية من مجموعة الثمانية إلى مجموعة العشرين تمثل مصالح الحكومات في الوقت الحالي، لكنها تتجاهل القطاع الخاص، وبالتالي فإن القرارات التي تتخذها يمكن أن تواجه عقبات عند التطبيق، لأن القطاع الخاص هو من يقوم بالتطبيق الفعلي لهذه القرارات.
وأشار إلى أن هناك فجوة في القرار العالمي، وهذه الفجوة تمثل فرصة للقطاع الخاص كي يملأها مشددًا على أن مشاركة القطاع الخاص لها جوانب ايجابية كثيرة، حيث أن الحكومات تنظر إلى الأزمات على أنها كوارث، في حين أن القطاع الخاص يبحث عن الفرص المتاحة وسط هذه الأزمات ويستطيع تحويل الأزمات والتحديات إلى فرص للنمو بالرغم من التداعيات التي تمثلها الأزمات.
وأعلنت قمة الأجندة عن البدء في إنشاء شبكة عالمية لإدارة الأزمات ودعت إلى إعادة النظر وبناء وتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية العالمية، فضلاً عن التركيز على تطبيق نظم الحوكمة واستراتيجيات إدارة المخاطر. ومن جانبه، قال سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي في كلمته الختامية التي ألقاها بالمؤتمر إن القمة شددت على ضرورة الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة وسلطت الضوء على دور القيادة في تنمية المواهب والمهارات القيادية للأجيال.
وأشار المنصوري إلى وجود اتفاق على أن الأزمة المالية التي عصفت بالعالم مؤخراً أظهرت حقيقة أن الدول واقتصاداتها لا تعمل أبداً بمعزل عن غيرها، وطالب بتوحيد جهود جميع الدول لمعالجة مختلف التحديات في ظل العولمة التي حولت العالم بأسره إلى مدينة صغيرة.
وأوضح أن المناقشات التي تخللت القمة أكدت وجود منحى جديد في الواقع العالمي، حيث حذر المفكرون الذين شاركوا في الجلسات من تجاهل المتغيرات العالمية المعاصرة، وتحول موازين القوى شيئاً فشيئاً من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب.
وأجمع المشاركون على أن تجاهل العالم لتلك المتغيرات والوقائع الجديدة أدى إلى نشوء أحد أسوأ الأزمات المالية على الإطلاق، ولا زلنا نعيش تداعياتها حتى اليوم.
وأكد وزير الاقتصاد الإماراتي أن أهم النتائج التي خرجت بها قمة مجالس الأجندة العالمية التركيز على ضرورة بناء وترميم العلاقة بين الاقتصادات والمجتمعات العالمية، إلى جانب التركيز على تطوير التعليم ومفاهيم الابتكار لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة الذين يمثلون عماد التطور والتقدم.
واستضافت دبي خلال قمة مجالس الأجندة العالمية ما يزيد على 700 مفكر من الأكثر تأثيراً في العالم من الوسط الأكاديمي وقطاع الأعمال والحكومة والمجتمع المدني، بهدف تبادل الأفكار والتعاون من أجل معالجة أبرز القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه العالم ووضع الحلول الفعالة لمواجهتها.
وشارك نخبة من قادة المفكرين والخبراء في تبادل الأفكار والحوار مع الجمهور من خلال مجموعة من الندوات المفتوحة التي أقيمت للمرة الأولى كجزء من أعمال القمة، حول أهم التحديات المرتقبة، وتناولت قضايا أمن الطاقة والمياه والتعليم والابتكار ومدن المستقبل، ونظم الحوكمة، ودور القيادة في إدارة الأزمات والتخطيط لتحقيق التنمية المستدامة.