يشهد العالم الآن أزمات اقتصادية طاحنة ضربت الدول الكبري قبل الصغري, وبات سكان العالم كله يعانون من الفقر بأشكال ودرجات مختلفة. فالدولة الأقوي في العالم وهي الولاياتالمتحدة تراكمت عليها ديون بأرقام فلكية..وأعداد مواطنيها الذين لا يجدون المأوي تتزايد كل يوم, رغم الرفاهية التي يعيش فيها البعض هناك. القارة الأوروبية العجوز أيضا تعاني وبشدة إلي الدرجة التي تهدد اتحادها, فاقتصادات اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال علي المحك, وألمانيا وفرنسا تحاولان الحفاظ علي منطقة اليورو من الانهيار بالصورة التي قد تعرض الحكومتين لمشكلات مع الشعبين الألماني والفرنسي. ومع ذلك تتردد طوال الوقت أخبارعن مليارديرات العالم الذين وصل عددهم إلي1226 مليارديرا وبلغ إجمالي ثرواتهم4.6 تريليون دولار-وفقا لإحصائية مجلة فوربس العالمية المتخصصة في تتبع أخبارهم في يوليو الماضي- بينهم36 مليارديرا عربيا,بمجموع ثروات يقدر ب121.3 مليار دولار, ومع ذلك فالأزمات متواصلة والمعاناة تتزايد وليس في الآفاق أي بوادر للحل, رغم القصور واليخوت والطائرات الخاصة والحدائق والبساتين والمزارع الخاصة التي ينعم بها قلة قليلة جدا من سكان العالم. فقراء يموتون جوعا هنا, وأثرياء يزدادون توحشا ونهما هناك. فهل تشهد الأيام أوالشهورأوحتي السنوات المقبلة حربا بين الأغنياء والفقراء؟ هل ينقض الفقراء علي الأغنياء ليسلبوهم ثرواتهم, قبل أن يموتوا جوعا؟ مجرد سؤال لا يتعلق بالوضع في مصر وحدها, ولكن بالعالم كله. والثراء الذي أتحدث عنه هنا لا يعني امتلاك شقة في عباس العقاد ولا فيلا في المقطم تحتها سيارة مرسيدس, فهذه صورة نمطية قديمة ومتواضعة للثراء من وجهة نظر شعب غلبان يقف كل يوم علي عربات الفول المدمس لتناول الإفطار من دون مقاعد للجلوس, أما الثراء الحقيقي الذي لم يصل إليه خيالنا فهو امتلاك مليار دولارفأكثر وصولا إلي69 مليارا, وهو الذي ورد في قائمة أغني أغنياء العالم لعام.2012 لماذا لم يدفع هذا الثراء الفاحش مليارديرات العالم إلي الإسهام في حل مشكلات مجتمعاتهم الاقتصادية ولماذا يذهب بعضهم بأرباحه التي ربحها من وطنه ليستثمرها في بلد آخر, ؟..وهل فعلا لا يشعرون بمشاعرالفقراء, ولاينظرون بعين الرحمة لمواطنيهم الذين أكلهم الفقر بدلا من المغالاة في بناء القصورالفاخرة وركوب السيارات الفارهة واقتناء اللوحات والخيول الأصيلة وغيرها من أوجه الإنفاق ببذخ علي المظاهر, لو كان هؤلاء الأثرياء حريصين علي ثرواتهم فليبادروا بمثل هذه الخطوة قبل أن يقع المحظور.