الإنترنت هي ذلك العالم اللانهائي واللامحدود من المواقع والمعلومات والأخبار والصورومقاطع الفيديو والرسوم والخرائط والأفلام, هو تلك المتاهة التي لا يعرف مستخدموها أين ومتي وكيف بدأت وما إذا كان لها نهاية أم لا, وما إذا كان ما يطالعونه عليها صدقا أم كذبا, حقيقة أم خيالا!! هو ذلك العالم الافتراضي الذي لا يمكن التثبت من وجوده الفعلي, فقد يكون له واقع علي الأرض في أحوال قليلة, وقد يكون مجرد جزء أوظل للحقيقة في أحيان أخري, وقد يكون كله وهما كبيرا رسمه طرف ما لإيهام الطرف الآخر بأشياء لا وجود لها علي الإطلاق. هو دنيا مجهولة الملامح, معقدة الدروب, مفتوحة بلا حساب, مغرية بلا عقاب, لا دليل لارتيادها, وكأنها مغارة علي بابا يهيأ للداخل إليها أن بإمكانه أن يغترف منها كما يشاء,وأن يخرج منها بلا خسائر..هكذا نتصور جميعا. ملايين البشر يدخلون ويخرجون إليها في كل لحظة, حركة دائبة, ومحركات بحث عملاقة, وأموال طائلة, وسيول متدفقة من المعلومات من أفراد عاديين( أطفال ومراهقين وراشدين وكهول وشيوخ).. رجال وسيدات أعمال, مسئولين وقوادين, شرفاء ونصابين, باحثين عن المتعة أو عن ضحايا, أو ساعين إلي مغامرة عابرة أو لإشباع نزوة طارئة, رجال دين وساقطات, عصابات إجرامية ومخربين, إرهابيين ومؤسسات أمنية, عسكر وحرامية, تنويعة فريدة من البشر من كل الأعمار والاتجاهات والشعوب واللغات, من القطب الشمالي إلي أحراش إفريقيا, ومن أقصي الأرض إلي أقصاها كنوز من المعلومات عن كل شيء, السياسة والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والفن والسينما والمسرح والهندسة والطب, الصناعة والزراعة, الطرق والكباري والأنفاق وميزانيات الدول وما تملكه من أسلحة وطائرات ودبابات ومدافع, أبحاث علمية ونظريات فلسفية وتجارب معملية, كل شيء خطر أم لم يخطر علي بالك, تافه أو شديد الأهمية, مفيد أو ضار, إيجابي أو سلبي, يتعلق بالتنمية أم يهدف إلي التخريب. إنها الشبكة العنكبوتية, بكل ما يعنيه هذا الوصف من دقة التفاصيل وتعقد المسارات, وشفافية التحركات, وتعثرالبعض في شرك خفي رغم ضعف الخيوط ووضوح الرؤية. هي تلك المنظومة الهائلة من الشبكات المتداخلة( للدعارة والتجسس والنصب والاحتيال والزواج والتجارة والعلاج والاستشارات الطبية والقانونية والتسلية وإضاعة الوقت والمقامرة وإبرام العقود والتسوق والبيع والشراء... إلي كل الأنشطة الإنسانية الشرعية وغير الشرعية. ورغم خطورة هذا العالم.. تتقاعس المؤسسة الإعلامية والأمنية في مصرعن دورها في توعية جمهور المسخدمين الهائل من الأخطار الداهمة التي تحدق بهم, فمتي ننتبه؟