أصبحت ظاهرة المطبات الصناعية العشوائية التي انتشرت بطول الطريق الزراعي أسوانالقاهرة تمثل كابوسا مزعجا لدي الأسوانيين, بعد أن وصل عددها داخل حدود المحافظة إلي نحو200 مطب قد يضر وربما يفيد. والغريب أن بين كل مطب ومطب يبرز آخر علي هذا الطريق لقيام الأهالي من سكان القري المنتشرة علي طوله الممتد لنحو160 كيلو مترا حتي حدود محافظة الأقصر باستغلال الانفلات الأمني وظروف البلاد التي مرت بها أثناء الثورة وبعدها, بالإضافة لحب التقليد الأعمي. وهناك بعض التجمعات القروية علي طول الطريق بحاجة فعلا لمثل هذه المطبات, نتيجة للسرعات الجنونية لمن يطلقون علي أنفسهم عفاريت الأسفلت وهم سائقو الميكروباصات التي تعمل بين أسوان والمحافظات المجاورة مما يرفع من معدلات الحوادث الدامية, وقد لوحظ منذ أن تعددت هذه المطبات الانخفاض الشديد للحوادث التي لا تكاد تذكر, والمرتادون لهذا الطريق يطالبون بتقنين الأوضاع ومراجعة جميع هذه المطبات فنيا وهندسيا نظرا لخطورتها الشديدة علي السيارات. وأوضح إبراهيم الصفرابي من مركز أسوان حقيقة المطبات قائلا: لا يكتوي بالنار إلا من يجرب لسعها, لقد تعرضنا طوال السنوات الماضية لفقدان ابنائنا والأطفال وكبار السن نتيجة للسرعة الجنونية للسائقين العاملين بين أسوان والمدن والمراكز الأخري, فقدرنا أن جميع القري والنجوع يقسمها هذا الطريق السريع وهناك مدارس ووحدات صحية ومصالح علي الجانبين مما يضطر الاغلبية العظمي لتخطيه, وللأسف لم يكن يمر يوم واحد من قبل الثورة وإلا يشهد الطريق حوادث بشعة تودي بحياة الأبرياء, أما الآن فالوضع يختلف تماما بعد أن اجبرت المطبات العشوائية السائقين علي الالتزام بالسرعة خوفا علي حياتهم بعد أن كانوا لا يعملون أي حساب لحياة الآخرين. وقال عبدالله خميس بالتربية والتعليم ثابت ان الطريق الزراعي يشهد حوادث شبه يومية, ونظرا لوقوع العديد من المدارس علي الطريق مباشرة فإن الأطفال يضطرون لتخطيه للوصول إلي مدارسهم, في الوقت الذي لا يراعي السائقون ذلك, وكم من الحوادث وقعت والأرواح راحت بسبب ذلك, ويضيف خميس أن الأهالي قاموا بتصميم المطبات بأنفسهم ومنها ما هو بالأسفلت ومنها ما هو بالرمل والزلط, وهو وضع خاطئ وكان يجب أن تكون هناك مشاركة فنية سواء من هيئة الطرق أو من ادارة المرور. أضاف ناصر الملك سائق: الطريق الزراعي لم يعد سريعا بل أصبح مناسبا للنقل البطيء, فالمطبات تمثل رحلة عذاب لأي قائد مركبة سواء كانت خاصة أو سرفيسا أو أتوبيسات, ولأنها عشوائية قد تؤدي إلي الضرر بالسيارات خاصة الحديثة في ظل كون المطبات غير فنية وعالية بشكل مخيف ورهيب ويشير إلي أنه لا مانع في وجود المطبات المطابقة للمواصفات الفنية والهندسية والمنشأة في مناطق تستدعي وجودها, مثل تجمعات المدرس والمساكن والوحدات الصحية, أما وجودها بهذا الشكل العشوائي فمن الممكن أن يسبب كارثة علي الطريق للسيارات. وكشف ابراهيم الضبع سائق عن نية جميع السائقين الذين يعملون في نقل الركاب بين المحافظات للإضراب وقد سبق أن فعلوها بسبب انتشار هذه الظاهرة التي جعلت كل مواطن يبني مطبا أمام مسكنه, ووقتها تدخلت ادارة المرور بأسوان ووعدت بمراجعتها هندسيا وفنيا ولم يحدث شيء, وقال الضبع أن السائق والركاب هم الأكثر تضررا, حيث وصل زمن الرحلة ما بين أسوان وإدفو لنحو3 ساعات, وللأسف وقع بعض الحوادث أيضا بسبب هذه المطبات غير المضاءة والتي لا توجد عليها أي علامات ارشادية وعلي حد ما قال: نجدها أمامنا فجأة علي الطريق وفي المنحنيات مما يجعل معظم السائقين يتوقفون مرة واحدة وقد يصطدم بالخلفية الأخري. من جانبه أكد المهندس محمد عبدالله, مدير عام الطرق بأسوان أن الطرق السريعة محظورة اقامة أي مطبات عليها إلا في الضرورة القصوي وطبقا لمواصفات فنية وهندسية كتلك التي تقام قبل كمائن المرور للتهدئة, ولكن للأسف فإن أخطاء وسلوكيات السائقين تعالج ذاتيا من خلال أخطاء أخري, فمثلا من أجل سلوكيات خاطئة للسائقين لتهورهم ولجوئهم للسرعة الجنونية, وبدلا من أن يواجه ذلك بالقانون وبمراقبة الطرق بالرادار وانتشار رجال المرور, نقيم مطبات علي طريق سريع, ليس في أسوان وإدفو يتبع أساسا لهيئة الطرق وليس للمديرية ولم يعد يوصف بالطريق السريع لأنه يخترق كتلا سكنية, ومن المفروض أن يكون الحد الآمن بينهما أي ما بين المساكن والطريق25 مترا علي الأقل, ووعد بالعمل علي تدارك ذلك بالتنسيق مع الهيئة والمنطقة العاشرة بحيث سيكون هناك مقترح باختيار مناطق محددة للمطبات من منطلق الحرص علي ألا يضر أي من السكان أبناء المحافظة أو السائقين.
