مرة أخري أتساءل: أين مليارات الرئيس محمد مرسي التي أعلن عنها طوال حملته الانتخابية ومطالبته وقتها بضرورة الاستفادة من إمكانات مصر الذاتية الهائلة في مختلف المجالات وتعظيم الاستفادة منها؟ أقول هذا وأنا أتذكر ما صرح به د. مرسي للزميل وائل الإبراشي في حواره معه يوم3 مايو الماضي اثناء حملته الانتخابية عندما أكد له في البرنامج انه في حالة فوزه برئاسة الدولة سيكون باستطاعته توفير200 مليار دولار لمصر خلال أربع سنوات أكرر200 مليار دولار خلال أربع سنوات وأكد له أننا عندنا واقصد هنا جماعة الإخوان المسلمين13 شركة تحديدا وسيعلن عن اسمائها بعد ذلك وهذه الشركات لديها خطط استثمارية وأموال لمصر لا تقل عن200 مليار دولار وهي جاهزة لتضخها خلال4 سنوات, وقال هذا كلام محدد وأنا مسئول عنه وأنا هنا أسأل الرئيس مرسي لماذا نلجأ إذن لصندوق النقد الدولي لاقتراض4,8 مليار دولار مادامت كل هذه الأموال ستأتي إلينا؟ وأين هذه الشركات التي أعلن عنها في برنامجه الانتخابي؟ وكيف سيوافق علي الاقتراض من الصندوق مع انه لم يشر بكلمة واحدة من قبل في برنامجه الانتخابي إلي علاج أزمات مصر الاقتصادية في حالة فوزه بالاقتراض الخارجي؟ وكيف سيتم الاقتراض الخارجي مع أن جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة كانا قد عارضا الحصول علي قرض صندوق النقد الدولي أبان وزارة الدكتور الجنزوري عندما تم نقاش مقترح صندوق النقد الدولي داخل البرلمان واستمر لمدة اسابيع واستغرق جلسات عديدة داخل مجلس الشعب المنحل وكان موقفهم الواضح هو معارضة قرض الصندوق لعدم فرض هيمنة الغرب علي مصر الثورة, وبالفعل رفض مجلس الشعب وقتها طلب القرض بينما جاء الموقف مختلفا بعد تولي الرئيس لمنصبه وبدأت الحكومة تتفاوض بالفعل علي الحصول عليه. أقول هذا ايضا بعد ردود الفعل المتباينة للجوء مصر للاقتراض الخارجي خلال هذه الفترة وزيادة حجم الدين علي مصر أكثر مما هي مدينة به الآن والتخوف من أن تكون سياسة الاقتراض هذه هي الوسيلة السهلة امام الحكومة الحالية لتسكين المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع بشكل مؤقت وبعد أن اعتبر الشيخ السيد عسكر القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب المنحل علي سبيل المثال قروض البنك الدولي ربا لا يجوز الحصول عليها وقد أعلن ذلك أثناء مناقشة المجلس للقرض قبل حل البرلمان وقال انه يرفض بشدة الحصول علي أي قروض من البنك الدولي, لأنها تعد احدي الطرق الربوية وايضا نشر للدكتور محمد علي علي موقع إخوان أون لاين الناطق الرسمي للجماعة وقبل أن تتقدم مصر بطلب للحصول علي قرض من البنك الدولي مقال أكد فيه ان الحصول علي قروض هو ربا ومخالف للشريعة ولا يجوز الحصول عليه حتي وإن كانت الدولة في حاجة اليه!! فما الذي حدث وجعل د. مرسي والحكومة الجديدة تغير موقفها؟ والغريب ان د. هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء خرج علينا منذ عدة أيام وأكد عدم تضرر أي مصري من تطبيق البرنامج الخاص بصندوق النقد الدولي للحصول علي قرض بقيمة4,8 مليار دولار وكأن هذا القرض الذي يساوي30 مليار جنيه مصري سيذهب إلي دولة أخري وليس إلي مصر! وأنه لن يكون دينا علينا لابد ان تسدده الأجيال القادمة بعد ذلك من قوتها الذي كان يجب ان يتم صرفه عليها, كما ان هذا القرض سيكون بالتأكيد وسيلة لاستمرار الضغط علينا حتي تتم الموافقة لنا علي الحصول عليه!!.. الغريب ان د. محمد جودة المتحدث الرسمي باسم اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة أكد هو الآخر أن الاتجاه العام في الحزب هو رفض الحصول علي القرض حتي لا تتحمل البلاد المزيد من الديون لكنه أراد في نفس الوقت ان يمسك العصا من المنتصف عندما صرح بأن قرار الحزب مرتبط بتحديد موقف الحكومة من القرض وكيفية الاستفادة منه, حيث وضع الحزب عدة شروط للموافقة عليه منها ان تستفيد الحكومة من البدائل الداخلية والتمويل الذاتي قبل قبول القرض!! وهذا ما ترفضه الحكومة! وأكد انه في حال قبول القرض لابد ان يوجه إلي مشروعات حقيقية لديها قدرة علي توفير عائد يكفي لسداده, بحيث لا يتحول إلي عبء علي الخزانة العامة, وفي حال الاستفادة من القرض في مشروعات حقيقية لابد ان تفصح الحكومة بشكل كامل وشفاف عن كل العوامل المرتبطة به وكيفية الاستفادة منه يا سبحان الله. وأنا من جانبي وبعيدا عن المواربة واللف والدوران والرفض والقبول في وقت واحد مثلما فعل رئيس اللجنة الإقتصادية بحزب الحرية والعدالة وحتي لا تدخل مصر في دوامة القروض الأجنبية أسأل الرئيس مرة أخري: أين ال200 مليار دولار التي سبق ان أعلن عنها من قبل؟ وما هي الشركات الثلاث عشرة التي أشار إليها في برنامجه الانتخابي بعد ترشحه للرئاسة لأن دخول200 مليار دولار لمصر خلال4 سنوات كاستثمارات سيجعل مصر من أغني دول العالم وستغنينا عن الاقتراض من الصندوق بالربا كما يقولون مادامت هذه الاستثمارات قادمة؟ ام ان البرنامج الانتخابي شئ وما يحدث بعد الفوز بالمنصب شئ اخر؟ إنني أؤكد للرئيس مرسي ان ملياراته التي وعد بها ستكون افضل الف مرة من قروض صندوق النقد الدولي الربوية بس المهم تيجي ونعرف مصيرها والشركات التي ستأتي بها!!