يبدو أن التحرك في أخر لحظة سمة من سمات الاحزاب المصرية خاصة التي يطلق عليها الليبرالية بالرغم من علم الجميع أن هناك انتخابات برلمانية قادمة قد تكون قبل نهاية العام الحالي أوبداية العام المقبل عقب الانتهاء من وضع الدستور الجديد والاستفتاء عليه, فقد اكتفي مسئولو هذه الاحزاب بالتفرغ الاعلامي من خلال الفضائيات والصحف وتركوا الساحة الشعبية خالية للاحزاب الدينية التي لم تتوقف يوميا عن التواصل مع الجماهير واستغلال المناسبات المختلفة خاصة الدينية وزيادة وجودهم بالشارع, في حين اختفت تماما الاحزاب الليبرالية حتي الاحزاب الجديدة التي تحت التأسيس فان القائمين عليها لايزالوا بعدين عن واقع الشارع المصري مكتفين بالتغريدات علي مواقع التواصل الاجتماعي والتعليق والانتقاد للاوضاع السياسية التي تمر بها البلاد, فهل تنتظر هذه الاحزاب حتي الاعلان الرسمي عن فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة وتتواصل مع الجماهير ثم تفاجئنا بحصول الاحزاب ذات المرجعية الدينية علي نصيب الاسد من مقاعد البرلمان المقبل, وبعدها تعطي المبررات الوهمية عن اسباب فقد هذا الحزب او ذاك, انه يجب عليها ترك المهاترات الفضائية والتفرغ للوجود علي ارض الشارع لكي تضمن لها نصيبا تستحقه داخل مقاعد البرلمان, تتمكن خلاله من المشاركة الحقيقية في رسم سياسة مصر بعد الثورة التمويل أزمتنا قال السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطي, أن ضعف التمويل السبب الرئيسي في ضعف موقفنا في الشارع, كما ان الاحزاب ذات المرجعية الدينية تستخدم الخطاب الديني وليس السياسي لكسب ثقة الشارع, بينما يحدث صدام معنا اذا تحدثنا عن مفاهيم الليبرالية مثلا, مشيرا الي ان الاحزاب السياسية في مصر كانت قبل الثورة كرتونية, لايسمح لها بالعمل السياسي الحقيقي ولاتتواصل مع الشارع, بينما استطاعت الجماعات الاسلامية مثل الاخوان المسلمين والدعوة السلفية التواصل مع المواطنين عن طريق المساجد والدعوة, وبعد الثورة استطاعت القوي الاسلامية تكوين احزاب سياسية قوية لانهم لديهم تنظيم حقيقي قائم منذ سنوات وليست حديثة أسست بعد الثورة واضاف كامل, ان الاحزاب الاسلامية لن تحصل علي نفس نسبة المقاعد التي حصلت عليها في الانتخابات السابقة لانهم لم يستطيعوا أن يقدموا شيئا للمواطنين في الفترة التي قضاها البرلمان المنحل والقوانين التي صدرت عنه كانت غير مرضية للشارع والمواطنين البسطاء. تحالف القوي المدنية واكد معتز محمد محمود رئيس حزب الحرية, الذي أسس بعد الثورة أن القوي المدنية سوف تخوض الانتخابات القادمة بقوة ضد الاحزاب الاسلامية وذلك عن طريق تشكيل تحالف سياسي حزبي يضم25 حزبا كلها بمرجعية مدنية من اجل التصدي لسيطرة التيار الاسلامي علي الحياة السياسية بعد الثورة مشيرا الي أن الاحزاب السياسية الحديثة ليس لها مقرات في معظم المحافظات وكلها تقوم علي النخبة السياسية بعيدة عن البسطاء في الشارع لذلك يجب ان تتوحد القوي السياسية المدنية, وسوف تعقد الاحزاب السياسية المدنية أول اجتماع لها4 سبتمبر المقبل بدعوة من حزب الحرية من اجل تشكيل تحالف انتخابي قوي للتصدي للاسلاميين, مؤكدا ان الأحزاب السياسية الجديدة تعاني من ازمة كبري وهي نقص التمويل المادي, وفي نفس الوقت تنفق الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية الملايين علي الفقراء في شكل دعم عيني من أجل الحصول علي اصواتهم في الانتخابات التشريعية, لذلك ينتخبهم البسطاء, بينما لا نستطيع نحن توفير أي دعم لهم لعدم وجود موارد مالية كما أننا لم نحصل علي دعم من الدولة. تراجع شعبية الأحزاب الدينية قال طارق الملط, عضو المكتب السياسي لحزب الوسط, أن شعبية الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية تراجعت بعد اداء البرلمان السابق, بنسبة تصل إلي20%, لذلك أتوقع عدم حصول حزبي الحرية والعدالة والنور علي نسبة كبيرة في الانتخابات البرلمانية القادمة, بسبب اداء بعض النواب, وما تردد عنهم من فضائح اخلاقية مشهورة. وارجع الملط اسباب فشل الاحزاب المدنية في كسب ثقة الشارع بسبب انشغال الاحزاب بالصراع السياسي, والبعد عن القضايا الجماهيرية التي تهم المواطنين مثل تقديم الخدمات العلاجية, وتوفير فرص العمل, لذلك يجب أن تتوحد الاحزاب المدنية لكسب ثقة الشارع مرة اخري, لذلك قرر حزب الوسط تأسيس تحالف انتخابي وسياسي يجمع احزاب الوسط, الحضارة, مصر, النهضة, وبعض الحركات الشبابية, وحملة الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح وحزبها مصر القوية وهذا التحالف يجمع بين الاحزاب السياسية ذات المرجعية الوسطية في الحياة السياسية من اجل اتخاذ مواقف سياسية موحدة, وسوف يبدأ عمل هذا التحالف في غضون الاسابيع القادمة بعد الانتهاء من الاجتماعات التحضيرية التي تجري حاليا. الوفد يستعد للإخوان اكد حسام الخولي السكرتير العام لحزب الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب, حزب الوفد اتخذ اجراءات جديدة لمواجهة جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة الذي اصبح اقوي حزب سياسي بعد الثورة, بسبب التنظيم القوي لجماعة الاخوان ووجود كوادر سياسية لهم في كل حارة مصرية, مشيرا إلي ان الاجراءات التي اتخذها الحزب تتمثل في اربع خطوات اولاها انشاء لجان فرعية في كل القري المصرية بمختلف المحافظات من اجل رصد المشاكل الحقيقة للمواطنين بعيدا عن التنظير السياسي, بالاضافة إلي وضع حلول اقتصادية وتقديمها للمواطنين للخروج من الازمات الاقتصادية التي تعيشهاالبلاد, للتأكيد علي أننا حزب يملك آليات حقيقية لحل الازمة, كما أننا لاول مرة قررنا تشكيل لجان في المحافظات والدوائر الانتخابية لقياس شعبية اعضاء الحزب وشعبيتهم في الشارع قبل ترشحهم في الانتخابات البرلمانية حتي لا نرشح اشخاصا ليست لهم شعبية حقيقية تؤدي إلي خسارة الحزب في الانتخابات التشريعية.واضاف الخولي ان الاحزاب في مصر بما فيها حزب الوفد كانت قبل الثورة للكلام وبس بدون افعال حقيقية, وكان هدفنا المعارضة فقط بالتصريحات الاعلامية لذلك فشلت تلك الاحزاب في كسب ثقة الشارع السياسي, بينما اختلف الوضع بعد الثورة, فاصبحت لنا برامج قابلة للتنفيذ لدينا مشروع حقيقي وهدفنا الوصول للحكم, لتنفيذ برامجنا الاقتصادية. الإخوان ترد قال الدكتور المحمدي عبدالمقصود, عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة, الاحزاب المدنية فشلت في الشارع لانها تفتقد الثقة بين المواطنين, كما ان قياداتهم السياسية تفرغت للظهور في الاعلام سواء الفضائيات أو الصحف وبعدت عن مشاكل المواطنين الحقيقية, واكتفت بعقد اجتماعات في الفنادق الفاخرة للنخبة السياسية, وغاب عنهم المواطن البسيط, مشيرا إلي ان الذين يتحدثون عن حصولنا علي تمويل مجهول المصدر,من خلاله نستطيع تقديم الخدمات للبسطاء من اجل حصولنا علي أصواتهم, هي ادعاءات مغلوطة تماما, لان جماعة الاخوان المسلمين عملت في السياسة منذ العشرينيات من القرن الماضي, ولم يكن لدينا في الستينيات أي اموال يمكننا ان ننفقها, ولكننا كنا نعمل لاننا نؤمن بالفكرة, ويجب ان تؤمن تلك الاحزاب بأفكارها اولا, ثم يجب ان يترك قياداتهم الفضائيات وينزلوا إلي الشارع لمعرفة المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الفقراء حتي يستطيعوا الحصول علي اصواتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة, وحزب الحرية والعدالة يرحب بالمنافسة الحزبية القوية البعيدة عن الصراعات الكلامية الشكلية فقط البعيدة عن هموم المواطنين.