نجح عدد من المبادرات والحملات الشعبية في العيد لمواجهة ظاهرة التحرش.. وتم ضبط156 حالة بالقاهرة والجيزة.. وهو ما دفع عددا من الجمعيات ومنسقي الحملات لتكثيف جهودهم في شوارع العاصمة وداخل محطات المترو. بالصاق عبارات مثل لا للتحرش والمعاكسات و ابتدي بنفسك.. خليك ايجابي.. ما تسكتش علي التحرش الجنسي.. مصر بلد ما ينفع يبقي فيها تحرش.. التحرش يسيء لوجه مصر. يشهد مترو الأنفاق علي سبيل المثال حالات تحرش صارخة.. فرغم تخصيص عربة للسيدات إلا أنك تجدها اسما ليس علي مسمي خاصة في ظل اصرار بعض الشباب علي استقلالها.. الأمر الذي يؤدي إلي حدوث مشاجرات يومية. جاء حادث التحرش الذي تعرضت له الفنانة بسمة.. بعد أن حاول شابان التحرش بها أثناء مشاركتها هي وزوجها السياسي عمرو حمزاوي بوقفة احتجاجية في طلعت حرب.. لتفتح الملف بقوة بعد أن أكد زوجها عضو مجلس الشعب السابق عمرو حمزاوي.. أنه سوف يقاتل من أجل اصدار قانون لمنع ظاهرة التحرش التي أصبحت آفة من آفات المجتمع المصري. علياء علي.. إحدي المشاركات في حملات مواجهة التحرش.. قالت: إن كثيرا من الجمعيات أعلنت عن دعمها للحملة حتي بعد انتهاء العيد بعد نجاحها واستجابة الكثيرين لها.. وهو ما جعل الحملات تقرر تكثيف عملها ونشر دوريات للتوعية بخطورة التحرش وتشكيل فريق من الشباب لمواجهة الظاهرة بشكل عام. وأشارت إلي أن الحملة تنقسم إلي عدة مجموعات وهي تهتم بتوثيق حالات التحرش والأخري التعامل مع الشباب المحرش.. وأخري في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للفتاة أو السيدة المتحرش بها والتوعية بخطورة التحرش ومنها مجموعة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للفتاة أو السيدة وواحدة تهتم بتحرير محاضر وتجميع أكبر عدد ممكن من المحاضر الرسمية للتحرش واستخدامها للضغط علي المسئولين بالحكومة لاصدار قوانين رادعة خاصة بالتحرش والمتحرشين لحماية الفتيات. كما نجحت حملة كما تدين تدان التي نظمها حزب الدستور.. وهي أحدي اللجان الشعبية والتي أسست في محاولة منها للتصدي لظاهرة التحرش وشكلوا سلاسل بشرية تندد بظاهرة التحرش حاملين لافتات احميها بدل ما تتحرش بيها و اللي يتحرش مش مننا و لا.. للتحرش و كل بنات مصر إخواتك و عيد بلا تحرش و احترس.. كما تدين تدان. ولاقت الحملات تأييدا واسعا علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.. فكتب علاء محمد بركات الثورة عمال تحل واحدة واحدة.... وقال سراج الدين علي هل نتوقع أن تخرج مليونية تطالب بقانون رادع وحاسم يتجاوز السجن والغرامة.. لأن هذا المتحرش بها ربما يتحرش باختي واختك والسبب ضعف القانون.. فليس من المنطقي أن تخرج مليونيات تطالب بأشياء تهم فئة أو حزب وجميعها تصب في خانة المصالح الضيقة والشخصية.. أما قضية كتلك فهي تهم المجتمع ككل.. فهل من مليونية تطالب بقانون يطبق فيه شرع الله عملا وقولا لا شعارات. ممثلوا المرأة طالبوا بضرورة تغليظ العقوبة علي المتحرش.. فتقول ابتسام حبيب المحامية وعضو مجلس الشعب سابقا إن مصر تحتل المركز الأول في مجال التحرش الجنسي سواء كان التحرش شفهيا.. وبالتعليقات المثيرة أو استخدام وذلك في وسائل المواصلات العامة أو الأسواق أو مقار العمل.. كما أكدت بعض الدراسات أن80% من نساء مصر تعرضن للتحرش بينما أقر62% من الرجال بممارسة التحرش ضد النساء والقوا باللوم علي النساء لممارستهم التحرش.. وهو ما يخالف الحقيقة, حيث يتعرض جميع أعمار النساء للتحرش وسواء كانوا محجبات أو غير محجبات.. وقالت: إن أهم اسباب ظاهرة التحرش هي أن بعض الفئات تنظر للمرأة علي أنها مجرد أنثي وهو ما يحتاج إلي تكاتف الجهات المجتمعية والإعلامية من أجل تحسين الصورة الذهنية عن المرأة باعتبارها كائنا له دور فعال في المجتمع. وتري ضرورة إجراء دراسة وافية للوصول إلي الأسباب الحقيقية وراء هذه الجرائم من أجل الوصول إلي حلول رادعة بدءا من تحسين الأوضاع الاقتصادية والقضاء علي ظاهرة البطالة بين الشباب إلي جانب حذف أي مواد اباحية أو خارجة للقضاء علي مثل هذه الممارسات, بالإضافة إلي الرقابة الأسرية علي الطفل واستخدامه للانترنت باعتبارها الأكثر تأثيرا في هذا الاطار. وتضيف أنه لابد من رفع عقوبة لمثل هذه الجرائم لتكون بمثابة ردع لكل من تسول له نفسه ممارسة هذه السلوكيات.. موضحة أن استمرار هذه الحالات يرجع إلي عدم ابلاغ الفتيات عن تعرضهن للتحرش.. ولا تتجاوز نسبة الإبلاغ إلي2% وهو ما يجعل الفتيات أنفسن سببا في استمرار الظاهرة. وتؤكد فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالي أن ظاهرة التحرش ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون قانونية نتيجة تدهور العلاقات الاجتماعية التي اصابت قطاعا كبيراي من الشباب المصري بعد ارتفاع سن الزواج والتعامل مع المرأة علي أنها مصدرا لإثارة الفتنة وهو ما يدفع لاتجاه معاداة المرأة وجعلها فريسة للإيذاء البدني والنفسي موضحة أن معالجة الظاهرة تحتاج إلي معالجة الجذور الاجتماعية ووضع حلول لأزمات البطالة والعنوسة لدي الشباب والفتيات مع تغليظ العقوبة وتشديد الحملات الشعبية واستمرارها طوال الوقت ليس وقت الأعياد فقط. وتري ضرورة تعاون الفتيات للقضاء علي الظاهرة بالابلاغ في حالة تعرضهن للتحرش.. كما فعلت إحدي الفتيات منذ3 أعوام وكان لها السبق في تصعيد القضية. وفي تحليل للظاهرة من الناحية الاجتماعية.. توضح الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن هناك مطالب بتصعيد الظاهرة دوليا.. موضحة أن ظاهرة التحرش لا تحدث بشكل ملحوظ إلا في الإجازات ويحدث تحرش جماعي من قبل أطفال تحت سن ال18 ويكون غالبا ليس بالغرض الجنسي, ولكن بغرض الترفيه خاصة وأنه يحدث في وضح النهار وبأماكن عامة. وترجع أسباب الظاهرة لعدم قدرة الشباب المادية علي التنزه ويعتبرونه نوعا من اللعب.. قائلة إن الظاهرة لا تحتاج إلي قانون لأنه يمكن اساءة استغلاله بتلفيق التهمة, ولكن يجب ملء فراغ الشباب خاصة في الإجازات الطويلة, كما تفعل كثير من الدول بتخفيض قيمة تذكرة المواصلات والسينمات والمتنزهات وتنظيم رحلات ترفيهية بأسعار زهيدة. ومن جانبه قال الدكتور عبدالله شحاتة أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية.. إن هذا السلوك غير المقبول اجتماعيا, حيث تبين أن السبب الرئيسي هو غياب الوازع الديني والأخلاقي.. بالإضافة إلي الضغوط الحياتية اليومية التي يتعرض لها المواطن. كما يضيف الدكتور عبدالله.. أن القضاء علي ظاهرة البلطجة والتحرش تستلزم ضرورة الشفافية المطلقة ليشعر المواطن بالأسباب الحقيقية لوجود بعض الأزمات الحياتية اليومية, بالإضافة إلي زيادة الوعي لدي المواطنين والتأكيد علي دور المواطن في الحفاظ علي مكتسبات الثورة وتحقيق أهدافها علي المدي البعيد والقريب إلي جانب تنمية الوازع الديني الداخلي لدي المواطن لكي يمنع نفسه من ارتكاب سلوكيات غير مقبولة.