وانج يي ل بلينكن: على أمريكا عدم التدخل في شؤون الصين الداخلية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء    توقعات مخيبة للأمال لشركة إنتل في البورصة الأمريكية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 17 مسجداً جديداً    مسؤول أمريكي: واشنطن تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    بداية موجة شتوية، درجات الحرارة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024 في مصر    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    إسرائيل تدرس اتفاقا محدودا بشأن المحتجزين مقابل عودة الفلسطينيين لشمال غزة    جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة للحرب على غزة    900 مليون جنيه|الداخلية تكشف أضخم عملية غسيل أموال في البلاد.. التفاصيل    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    شعبة أسماك بورسعيد: المقاطعة ظلمت البائع الغلبان.. وأصحاب المزارع يبيعون إنتاجهم لمحافظات أخرى    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    «جريمة عابرة للحدود».. نص تحقيقات النيابة مع المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة    ماجد المصري عن مشاركته في احتفالية عيد تحرير سيناء: من أجمل لحظات عمري    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    أحمد سليمان يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    عيار 21 يسجل هذا الرقم.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 26 أبريل بالصاغة بعد آخر انخفاض    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    القومي للأجور: قرار الحد الأدنى سيطبق على 95% من المنشآت في مصر    مصدر نهر النيل.. أمطار أعلى من معدلاتها على بحيرة فيكتوريا    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التحرش الجنسي من الشوارع والأتوبيسات إلي المدارس والملاجئ
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 09 - 05 - 2010

التحرش الجنسي في قاهرة 2010 مشكلة خطيرة وظاهرة معقدة وسأفجر معك القضية من جذورها. حاول أن تنظر معي للشوارع، للمقاهي، للميادين والأتوبيسات والأهم والأخطر الآن في المدارس والملاجئ ودور الرعاية!! حاول أن تنظر لما يفعله هذا الرجل بعينيه!.. حتي هذا الطفل الذي لا يزيد عمره علي 12 سنة تحول لمشكلة وهو يعاكس امرأة.. هل يكتفي بالكلام.. أبدًا.. هو - يريد المزيد والمزيد.. يحاول أن يمد يده ليكمل مشوارا طويلا من التحرش في القاهرة بدأ بنظرة أحياناً وصفير وكلمة ثم تطور لمعاكسة تليفونية فيما بعد وتطور أكثر وأكثر مع النت وغياب الوازع الديني وأيضًا البطالة.. الكلام ليس من عندي الكلام موثق في دراسة ميدانية أجراها المركز المصري لحقوق المرأة عن تطور التحرش.. مشكلة ولكن ماذا عن المرأة ؟
يتناثر شعرها مع هبات النسيم فيزيد ذلك من شعورها بزهو جمالها! تمشي وكأنها ترقص! كل هذه الكنوز من الجمال أمام راكب دراجة! يتمني هذا الرجل أن يبطئ من حركة الدراجة أن يتملكها!! مازالت المرأة تمشي مشيتها الراقصة وتتيه بقوامها المتكبر المتجبر، تمشي بمنتهي الأنوثة وأقصي درجات الدلال فيتهافت عليها راكبو الدراجات والسيارات والمارة ويهمس لها العجوز في نهر الطريق: أدفع نصف عمري من أجل ابتسامة والنصف الآخر من أجل قبلة مجرد قبلة صحيح رجل لا يحترم عمره لكن المرأة تبتسم. .خطأ.. لماذا؟ لأن هذه الابتسامة جعلت العجوز يتصور أنه دنجوان عصره فإذا به يعود إلي أساليب البصبصة في العصر الحجري.. يخرج لسانه ويتلاعب بحاجبيه: «إيه يا راجل إنت ده» سؤال وجهته المرأة للعجوز في دوران شبرا.. في قلب القاهرة؟!
إدمان
ستجد معني المأساة في الشكوي المستمرة والمتكررة لأغلب النساء في قاهرة 2010 أية شكوي؟
مهما فعلنا.. ومهما لبسنا ومهما تحجبنا لا مفر من تعرضنا للتحرشات والمضايقات والمعاكسات في شوارع القاهرة والمحافظات أيضًا إنها شكوي كثير من النساء والغريب أن مسألة التحرشات والمعاكسات تحولت بالنسبة للكثير من الرجال إلي نوع من العادة وشيء أقرب للإدمان.. مشكلة ومن حقك أن تسأل عن مدي خطورة هذه المشكلة وعن الأسباب التي تدفع الكثير من الرجال للتحرش بالنساء وإطلاق التعليقات النابية والأفعال الخادشة للحياء والقيام بحركات ضارة جدًا بالعفة.. إشارات مكشوفة.. من حقك أن تسأل عن الظاهرة ومن حقك أيضًا أن تعرف أن عدد قضايا التحرش الجنسي في شوارع القاهرة والأخطر في مدارسها وأتوبيساتها ووصل إلي محافظاتها المختلفة قد ارتفع جدًا.
لكن ما السبب؟ ما الذي يدفع الرجال والشباب إلي ممارسة التحرش؟! ما الذي يدفع مدرس محترما إلي ممارسة فعل شائن مع تلميذة لم تتعد الثامنة؟!
تلميذة
وما الذي يدفع آخر أكثر احتراماً - المفروض - أن يتحرش بصبي صغير في ثانية إعدادي؟
- طبعاً لا تصدقني.. مدرس يتحرش بتلميذة وآخر يتحرش بتلميذ؟! بالتأكيد هناك خطأ.. قد يكون الأمر لا يتعدي «التجريس» أو الفضيحة للمدرس أو خلافات مدرسين علي دروس خصوصية مثلاً.. قد يكون، ولكن ماذا تقول لو علمت أن واقعتين محددتين في الأسبوع الماضي وحده اضطر معهما وزير التربية والتعليم د. أحمد زكي بدر لنقل اثنين من المدرسين، لأعمال إدارية بعد أن ثبت التحرش!!
مازلت لا تصدق.. إذن اقرأ التفاصيل:الأول مدرس رياضيات بمدرسة عمر بن الخطاب بكفر الدوار وتم نقله إلي وظيفة إدارية بإدارة دمنهور التعليمية بعد ما تبين وثبت قيامه بلمس مناطق حساسة من أجساد تلميذات الصف الثاني الابتدائي.. لا تعود بعينيك لتتأكد.. نعم الصف الثاني الابتدائي.. علي الأكثر عمرهن لا يتعدي 8 سنوات!!
الوزير نفسه قرر أيضاً في نفس اليوم نقل مدرس رياضيات.. لاحظ أن المدرسين يدرسان نفس المادة وإن كان بينهما لا يقل عن 150 كيلو مترا علي الأقل فالمدرس الثاني يعمل في مدرسة شبرا الإعدادية بنين بإدارة روض الفرج.. وتم نقله إلي وظيفة إدارية في إدارة السيدة زينب التعليمية وخصم 5 أيام من راتبه.. ماذا فعل المدرس المحترم؟! تمالك نفسك وأنت تقرأ.. والكلام بحسب التحقيقات التي أجرتها الشئون القانونية بالوزارة المنوط بها التربية قبل التعليم.. الأستاذ المحترم جداً كان يقوم بوضع يده علي مناطق حساسة من أجساد تلاميذه الذكور وتقبيلهم بطريقة شاذة ويجبرهم علي الجلوس علي رجليه!!
ملاجئ
هل تريد المزيد من التفاصيل حول أخلاق المدرسين؟ صدقوني لن ننتهي.. سواء حدثت في الشوارع أو الاتوبيسات أو المدارس أو حتي الملاجئ نعم الملاجئ ودور الرعاية للصغار.. ويكفي أن تعرف أن تحقيقات إدارية موسعة يتم إجراؤها الآن أنت تقرأ عن تحرشات في جمعية «الطفولة السعيدة» بالسيدة زينب وأن وزارتي التربية والتعليم والتضامن الاجتماعي شكلتا لجاناً مشتركة لبحث حالات التحرش!!
ما العمل؟!
- الإجابة التقليدية جاهزة.. الضحية هي الملامة.. البنت السبب.. مظهرها.. لبسها.. طريقة مشيتها.. استجابتها للتحرش بقصد أو بدون قصد .. قد يكون كل هذا صحيحاً.. لكن كيف تفسر أن التحرش وصل للصغار والمحجبات والمنتقبات أيضاً!! ففي دراسة أعدها المركز القومي لحقوق المرأة علي ما يقرب من ألف امرأة مصرية ونفس العدد من الرجال المصريين وما يقرب من 100 سيدة أجنبية اعترف 62% من الرجال بأنهم مارسوا التحرش الجنسي بينما قالت 83% ولاحظ أن نصفهن علي الأقل محجبات إنهن تعرضن للتحرش!!
كل ساعتين
ودراسة أخري أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة تقول إن 20 ألف حالة اغتصاب وتحرش جنسي ترتكب في مصر سنوياً.. أي أن هناك حالة اغتصاب وتحرش كل ساعتين تقريباً!!
إذن ما هو السبب.. البعض يري أن غياب الوازع الديني هو المسئول عن تلك الظاهرة.. وهو رأي يحتاج إلي الكثير من التمحيص والفحص والبحث فمصر تشهد موجة من التدين لم تشهدها من قبل في تاريخها المعاصر - حتي لو كان تديناً شكلياً - وحتي إن قال معهد أبحاث في أمريكا هو معهد «جالوب» إن مصر تعتبر الأكثر تديناً في العالم!!
بمناسبة التدين.. ماذا يقول الدين عن التحرش.. هل أقول لكم مفاجأة.. لا عقوبة علي «الفعل»: التحرش ليس له عقوبة في الإسلام ولا المسيحية!! قبل أن تتهموني بأي اتهامات الكلام ليس من عندي.. القول لأستاذ محترم بحق هو الدكتور محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق في جامعة الأزهر.
تعذيرية
ماذا قال الرجل.. أولاً عرف التحرش بأنه إتيان الرجل أمراً سواء بالقول أو الفعل تجاه امرأة، بصورة تخدش حياءها.. والعقوبة يا مولانا سألته؟ فقال الرجل الذي يشغل عضواً بمجمع البحوث الإسلامية: عقوبات التحرش «تعذيرية» لم يحددها الشرع وترك أمر تقنينها وتصنيفها للمحاكم والمجتمع.. وهي ليست كالعقوبات المعروفة كالقصاص والحدود!!
هل عدم وجود عقوبة في الشريعة علي التحرش.. غل يد الأوقاف مثلاً.. أبداً.. الوزارة المستنيرة والتي يرأسها مستنير محترم هو د. محمود حمدي زقزوق وجه الائمة أكثر من مرة للتحدث عن التحرش الجنسي في 50 ألف مسجد هي المساجد التابعة للدولة .. ولم يكتف الرجل بذلك بل إن المؤسسة الدينية طبعت ووزعت كتيبا عدد صفحاته 36 صفحة يحذر من الظاهرة وتم توزيعه علي 50 ألف مسجد.
فما العمل؟ البعض يري أن تغليظ وتشديد العقوبات أمر كفيل باجتثاث ظاهرة التحرش الجنسي من الجذور.. علي الأقل هذه الظاهرة ستتراجع كثيراً مع تغليظ وتشديد العقوبات وتعريف واضح للتحرش فالقانون يصنف الفعل علي أنه «هتك عرض» فالتحرش ليس له تعريف ولا عقوبة!!
عقوبة المتحرش إذن متهم رئيسي في زيادة الظاهرة؟! فالعقوبة ليست رادعة.. مؤخراً وزارة العدل وافقت علي اقتراح مشروع قانون مقدم من النائبة جورجيت قلليني عضو مجلس الشعب بإضافة 3 مواد إلي قانون العقوبات تتصدي لظاهرة التحرش وأعلن المستشار أحمد شريف عضو لجنة التشريع بالوزارة أمام اجتماع للجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب برئاسة المستشار محمد جويلي رئيس اللجنة أن الاقتراح المقدم من النائبة مطابق للدستور وقال إن جريمة التحرش المطلوب إضافتها تختلف عن جريمة هتك العرض.
عقوبات
ما هذه التعديلات؟ تتضمن التعديلات التي قدمتها النائبة جورجيت قلليني في محاولة لاجتثات الظاهرة أو تقليصها علي أقل تقدير توقيع عقوبة الحبس لمدة سنة وغرامة لا تتجاوز 200 جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين علي كل من تحرش بغيره من الجنس الآخر دون إرادته سواء وقع التحرش باللمس أو الملاحظة اللفظية أو عبر التليفونات الثابتة أو المحمول أو الاتصالات الإلكترونية «الإنترنت» وتسري العقوبة علي المتهم في حالة ثبوت تلفظه بعبارات أو تلميحات أو ارتكاب ما يمثل صوراً خادشة للحياء هل هذا يكفي؟! أبداً هناك تغليظات أهم.
كما يعاقب القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه لكل من تحرش بطفل أو وقع التحرش ممن له سلطة علي المتحرش به أو وقع من الأصول أو من الفروع المقصود هنا الأقارب.
وتزيد العقوبة إلي الحبس لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات إذا وقع التحرش من أكثر من شخص أو إذا كان المجني عليه معاقاً ذهنياً أو بدنياً أو مريضاً نفسياً.
أسباب
هل مازلت تسأل عن أسباب ظاهرة التحرش الجنسي ،لماذا لا تسأل هذا السؤال للنساء؟ أنا سألت هذا السؤال بالإنابة عنك! إجابة أكثر النساء عن هذا السؤال تتلخص في أن الرجال الذين يرتكبون التحرش بالأفعال أو الأقوال هم من الرجال المنحلين والفاسدين أخلاقياً ثم أنهم رجال يعانون من إحباطات جنسية يعانون من حالة فراغ جنسي أو عدم إشباع للرغبات الجنسية هذا هو الرأي الغالب عند المرأة المصرية تعال معي لتسمع رأي المرأة الأجنبية؟
ماذا تقول؟ المرأة الأجنبية تري أن العلة أو السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة التحرش الجنسي في شوارع القاهرة يكمن في الثقافة المصرية ذاتها وعزت المرأة الأجنبية زيادة التحرش في المجتمعات العربية عموماً إلي أنها نتاج الفهم المغلوط لطبيعة المرأة التي تحصرها في ركن الجسد الذي خصص «للمتعة فقط» هذا حديث لا تنقصه الصراحة ورأي لا أستطيع ولا تستطيع مصادرته ولكن الصراحة والإنصاف والعدل عناصر لن تكتمل إلا بسماع رأي السادة الرجال أليس كذلك؟
إذا ما رأي السادة الرجال في شوارع القاهرة؟ بعض الرجال اعترفوا لي بأنهم من مدمني التحرش بالنساء في شوارع القاهرة ولكنهم لم ينسوا أن يؤكدوا لي أنهم يعتبرون في أعماق نفوسهم أية امرأة تستجيب للغزل في الشارع أو تستقبل أقوالهم وإشاراتهم بقبول حسن هي امرأة منحلة .. امرأة سهلة والرجال في أغلبهم لا يميلون لهذا النوع السهل من النساء فالرجال يعشقون النوع السهل الممتنع ما علينا فلنسمع بقية آراء السادة الرجال وكلهم بلا فخر من مرتكبي أفعال وأقوال التحرش بالنساء في شوارع القاهرة هل تسمع معي رأي هذا الرجل لن أقل لك اسمه المهم ما يقوله يقول هذا الرجال أنه يرتكب بالفعل الغزل في الشوارع ولكن من أجل البحث عن صديقة أو صديقات أو حتي زوجة إنه لم يتزوج حتي الآن ويريد أن يتزوج من الشارع!
تقليد
وجهة نظر لا أستطيع ولا تستطيع مصادرتها!! لكنها وجهة نظر تستحق العرض علي الطبيب النفسي صحيح ما رأي الطب النفسي في ظاهرة التحرش الجنسي لئن سألت طبيباً نفسياً في قامة وحجم وشهرة د.يحيي الرخاوي لقال لك إن ظاهرة التحرش الجنسي نادرة في قري مصر وبلدانها الصغيرة أما في القاهرة والمدن الكبيرة بالمحافظات المكتظة بالبشر والأشياء فالظاهرة تستشري وتستفحل، لقد تحول الشارع إلي ساحة للتحرشات والمعاكسات وأحياناً ملتقي للعشاق والحقيقة أن التحرش الشفوي أو التحرش بالأقوال هو شكل جديد لتقليد قديم راسخ في الضمير والوجدان القاهري والمصري والعربي إنه الغزل.. تقاليد الغزل قديمة وعريقة في الوجدان العربي ككل.
ومن ثم لن يكون غريبا القول بإن إشارات وحركات الرجال للنساء في الشوارع هي في جوهرها مقترحات غير ظاهرة وآمال دفينة بلقاءات موعودة مع نساء لا سبيل للتواصل معهن إلا في الشوارع وعلي الملأ وأمام العيون الجاحظة والنفوس المتطفلة نعم! عندما تكون عضوية النادي باهظة الثمن والدخول للديسكو مستحيلا للشاب المطحون فماذا يبقي غير النت والشارع؟ الشارع هو المتنفس الوحيد لأغلب شباب القاهرة وفي الشوارع يكون البحث عن الحلم الضائع فتاة!
الاتوبيس
والآن ما رأيك في الأتوبيس؟ آه ثم آه مما يحدث في الأتوبيس! ففي الأتوبيس لا موضوع ولا موقع للتحرش الشفوي أو التحرش بالأقوال، ولكن في الأتوبيس كما في المدارس والملاجئ التحرش بالأطفال وهنا يكون موضع الخطر ومكمن الحرج.
هنا يكون التحرش من النوع ثقيل العيار وكما تتذكر وأتذكر الكثير من حوادث التحرش الجنسي المبكية المضحكة في أتوبيسات القاهرة ولكن الأمر أحيانا ينطوي علي عقد نفسية! عقدة الأتوبيس وكم شهدت وتشهد عيادات الأطباء النفسيين الكثير من الاعترافات المذهلة لمرضي بهذه العقدة، مرضي لا يستطيعون أبدا التحكم في رغباتهم أو مقاومة نزواتهم في الاحتكاك بالنساء داخل الأتوبيس أو عربات المترو حرام بالتأكيد حرام.. حرام يحدث داخل الأوتوبيسات ولكن الغريب حقا أنك ستسمع بعض مدمني التحرش بالنساء داخل الأتوبيسات المزدحمة بأن ما يفعلونه بالنساء وفي النساء حرام، حرام.
ألم أقل لك منذ البداية أن الظاهرة ليست سهلة وأن المسألة معقدة والقضية تنطوي علي عقد نفسية ومفارقات؟ ألم أقل لك ذلك؟!
اعترافات
ألم أقل لك منذ البداية أن الظاهرة ليست سهلة وأن المسألة معقدة والقضية تنطوي علي مفارقات، حسنا.. اسمع معي اعترافات هذا المتحرش العريق عمره لا يزيد علي أربعة وثلاثين عاما وإياك أن تسألني عن اسمه لأن الستر مطلوب جدا في هذه الحالات.
المهم ما يقوله وسنجد هذا المتحرش العريق يقول إن التحرش بالنساء في رأيه يتنافي تماما مع الدين والأخلاق والضمير والتقاليد.. جميل جدا لماذا إذن تفعل ما تفعله؟! بصراحة عندما أجد فتاة جميلة أو امرأة فاتنة أنسي نفسي ولا أستطيع التحكم في تصرفاتي، هذا ما يقوله صاحبنا المتحرش العريق، فهو ضعيف الإرادة أمام الفتنة والجمال، ولكن ماذا تفعل وماذا عن شعورك إن لم تستجب الفتاة لتحرشاتك وأفعالك السوداء؟
سألته وأجابني إجابة صريحة جدا، قال إنه يشعر حينئذ بمنتهي الذل والهوان، قال لي: نحن الرجال نشعر وقتها بمنتهي الضعف فقلت له تحدث عن نفسك فقط!
آه يا ضعيف الإرادة.. لكني لا أعتزم القسوة ولا أحب تقمص شخصية الحكيم ولكني أريد الحقيقة كما هي أين الحقيقة؟ فالحقيقة لها أوجه متعددة ومن بين هذه الأوجه أن القاهرة الآن لم تعد القاهرة التي كانت فالتركيبة السكانية أو «الديموجرافية» للقاهرة الآن غريبة جدا ومتغيرة بشدة، حركة النزوح والهجرة مستمرة من الريف إلي القاهرة والبطالة تتصاعد وعدد العاطلين عن العمل يتزايدون والكثير من الرجال في القاهرة يصدق عليهم وصف «الإنسان الضائع» ولن أقول الإنسان الصايع، إنسان لا يعمل وجيبه خال من صنف العملة، والمرأة بالنسبة له حلم عزيز المنال والنت يقدم ولا يبخل.. يقدم أجمل النساء بضغطة زر تثيرك تشعلك ولا تطفئك تترك ساخنا وتمضي هل تندهش إذن إن وجدت هذا الإنسان الضائع يتسكع دون هدف في شوارع القاهرة؟ هل تندهش إن كان الهدف الوحيد لهذا الإنسان الضائع والصايع هو الفوز بلمسة أو حتي همسة للحلم العزيز المنال، الحلم امرأة جميلة! هل تريد أن تسمع رأي هذا الإنسان الضائع؟ من حق الإنسان الضائع والمحبط والصايع أن يتكلم ومن واجبي أن أنقل لك أقواله.
يقول أحد هؤلاء الشباب الضائع إن مشكلة التحرش الجنسي ترجع أساسا لوقت الفراغ الطويل!
اليوم كله فراغ بالنسبة لي ولغيري من الشباب ولو كنت أعمل أو أتحمل مسئولية حقيقية لما انهمكت في التحرش بالنساء، الحقيقة هذا الشاب يتحدث بحكمة، والحقيقة أيضا أن التركيبة أو «الديموجرافية» الجديدة للقاهرة مسئولة عن الكثير من بلاوي ومآسي التحرش الجنسي هذه التركيبة السكانية حملت معها ما يسميه خبراء وعلماء الاجتماع بالعقلية أو «بالذهنية الجديدة» كيف؟!
مسخ
إن كان التحرش الجنسي في شوارع القاهرة قد تحول إلي داء فالسبب أن القاهرة تحولت إلي مسخ غريب، الآن لا تعرف إن كانت القاهرة مدينة أم قرية كبيرة.. ريفًا أو حضرًا.. مولد وصاحبه غايب، وفي الموالد لا يتورع بعض الشباب الخايب والمحبط عن التحرش بالنساء. وبعيدًا عن الموالد فإن القاهرة الآن هي المستقر النهائي لسيل لا يتوقف من النازحين والمهاجرين من القري والريف، وبالنسبة لهؤلاء الإخوة القادمين من القري والريف فإن ملابس نساء القاهرة مختلفة كل الاختلاف عن مألوف ملابس النساء في الريف ومن هنا يبدأ هؤلاء النازخون من الريف في بناء تصورات خاطئة عن نساء القاهرة.. كثير منهم يعتقدون أن نساء القاهرة راغبات في التحرش وسعيدات جدًا بمن يتحرش بهن!!
بالطبع نظرة خاطئة والا فليشرح لي لم تحرش مدرس كفر الدوار بتلميذاته!! وتصور بعيد عن الحق ووسط الحقائق الضائعة والمفاهيم المغلوطة والتصورات الخاطئة ستجد أصوات النازحين من الريف تطالب نساء القاهرة بأن تغير مألوف عاداتهن في الأزياء والموضة، كأن المطلوب أن تتغير القاهرة من أجل النازحين، هذا ما يحدث فعلاً ومن هنا ستسمع ذلك الشاب القادم من الريف وهو يؤكد أن المرأة القاهرية هي المسئولة الأولي عن مشكلة التحرش الجنسي.
الخمسينات
أحدهم قال لي: لو تغطت المرأة ولو كان النقاب قبل الحساب ولو سترت فتنتها وأخفت جمالها لما حدث ما يحدث الآن في شوارع القاهرة! مشكلة! .. أين القاهرة الآن من قاهرة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات؟ القاهرة تغيرت تمامًا، ومع ذلك فإن البعض يؤكد أن مشكلة التحرش الجنسي قديمة وكانت ظاهرة أيضا في قاهرة الستينيات والسبعينيات، البعض يستعيد مشاهد التحرش حتي داخل الجامعات!! والبعض الآخر يربط بين مشكلة أو ظاهرة التحرش الجنسي في شوارع واتوبيسات ومدارس القاهرة وبين ما نسميه «بالثقافة الذكورية» السائدة في المجتمع المصري، كلام مثقفين! وهذا الكلام يعني بعيدًا عن المصطلحات المعقدة والكلمات الضخمة الفخمة أن الرجل مفضل علي المرأة من منظور تاريخي في المجتمع المصري وبالتالي فإن ممارسة الرجال للتحرش الجنسي بالنساء مظهر من مظاهر حرص الرجل المصري علي ممارسة سلطته علي المرأة والانتقاص من حقوقها وإهدار حريتها في سبيل أن يثبت لنفسه أنه الأكثر قوة وسلطة ونفوذا.. كلام مثقفين لكن كلام المثقفين لن يحل المشكلة، فالمشكلة معقدة جدًا.. هل يعني ذلك أن الحل الأمني مطلوب؟ بصراحة الحل الأمني حتي الآن غير ناجح، ولكن لا أحد يستطيع أن يلوم رجل الشرطة لأن المشكلة بصراحة شديدة اعقد وأكبر واعتي من إمكانيات رجل الشرطة ومن الحل الأمني!
مثقفون
ولماذا لا تساعد النساء الشرطة؟ كيف؟
مثلا تجنب ارتداء الملابس الصارخة جدًا، ومثلاً بإبلاغ الشرطة عن المتحرشين بهن من الرجال، بالمناسبة أغلب من يبلغ الشرطة عن هذه التحرشات من النساء المنتميات للشريحة العليا من الطبقات الوسطي: كلام مثقفين تاني.. لكن هذه هي الحقيقة وتذكروا معي نهي رشدي التي أصرت علي أن تأخذ حقها فذهبت للقسم ولاقت الأمرين حتي تم سجن المتحرش بها وبعض المثقفين يطالب المرأة في القاهرة بأن تصبح أكثر خشونة مع الرجل الذي يتحرش بها والبعض الآخر يدعو لتغليظ العقوبات في جرائم التحرش الجنسي والبعض أيضا يطالب بحل مشكلة البطالة بينما لم أصادف مثقفًا يطالب بتغيير «العقلية والتركيبة الذهنية المصرية».
وهناك من يدعو بعبارات غامضة لعودة الأخلاق: ألم أقل لك منذ البداية أن الظاهرة خطيرة والمشكلة معقدة، عندك حل؟ حاول.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.