يأتي قرار الرئيس محمد مرسي بتعيين المستشار محمود مكي نائبا لرئيس الجمهورية,انتصارا جديدا للحق وتغليبا للشرعية وليصبح مكي أول نائب مدني لرئيس الجمهورية منذ قيام الجمهورية المصرية الأولي عام.1953 جاء القرار ردا لاعتبار علم من أعلام القانون والقضاء في العصر الحديث, وواحد ممن أخذوا علي عاتقهم كشف كل سلاسل التزوير التي حدثت في عهد النظام البائد, وكأن التاريخ لاينسي أن يرد جميل الذين قالوا كلمة حق في وقت صمتت فيه الألسنة عن الحديث. انتخابات مجلس الشعب2005 مزورة نطق المستشار محمود مكي بهذه الجملة والتي كانت الفتيل الذي أشعل به أحداث التنكيل وغضب النظام البائد ضد القضاة حتي وصل إلي سحل بعضهم بشوارع وسط العاصمة في مشهد تندرت عليه وسائل الإعلام العالمية ولكنه حفر اسم مكي في لوحة الوطنية بحروف مضيئة لوقوفه أمام نظام متغطرس متجبر حاول ذبحه بعد أن أحاله إلي المحاكمة التأديبية هو وزميله المستشار هشام البسطويسي لينتفض قضاة مصر الشرفاء حتي إرساء الديمقراطية ومساندتهم لإنجاح ثورة25 يناير بإشرافهم علي أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد. مكي هتف له أهالي الإسكندرية مطالبين بتعيينه محافظا لهم يحكمهم بعدله ونزاهته. ويعتبره الجميع أحد الملهمين الذين قالوا كلمة حق أمام سلطان جائر, ومن ولدت الثورة علي أيديهم هو والمستشار هشام بسطويسي نائب رئيس محكمة النقض لأنهما تسببا في أول اعتصام لنادي القضاة بعد قرار إحالتهما للمحكمة التاديبية بأمر من المستشار فتحي خليفة رئيس مجلس القضاء الأعلي في هذا الوقت بعد أن فضحا تزوير الانتخابات وبناء عليه قرر نادي القضاة برئاسة المستشار زكريا عبدالعزيز البدء في إضراب مفتوح عن الطعام والاعتصام داخل النادي ولم يفك نادي القضاة اعتصامه الا بعد أن اعتذر المستشار محمود أبو الليل راشد وزير العدل في هذا الوقت للقضاة, كما اكتفت المحكمة التأديبية بتوجيه اللوم لكل من بسطويسي ومحمود مكي. بدأ المستشار محمود مكي حياته القضائية بعد أن استقال من وظيفته بوزارة الداخلية حيث كان نقيبا في الأمن المركزي ثم التحق بالنيابة العامة وتدرج في مناصبه حتي وصل لنائب رئيس محكمة النقض. كان المستشار محمود مكي نائبا لرئيس محكمة النقض ورئيس لجنة متابعة الانتخابات في نادي القضاة, ومنسق حركة قضاة الاستقلال, كما قاد مظاهرات استقلال القضاء عام2006 حيث كان المستشار محمود مكي أحد منظميها والتي كانت تطالب بتعديل المادة76 من الدستور المصري ليصبح اختيار رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح. ومن المعروف أن مكي كان من أبرز المنادين باستقلال القضاء ونزع تبعيته عن السلطة التنفيذية فهو محسوب علي التيار الإصلاحي وأحيل إلي مجلس تأديبي لكشفه عن تجاوزات في انتخابات عام2005 وقضت المحكمة التأديبية التي أحيل إليها يوم الخميس18-5-2006 ببراءته. وأثناء محاكمته التأديبية في عام2005, تضامن عدد كبير من جماعة الإخوان معه أثناء المحاكمة, وتم قطع الطريق, وترافع عنه الدكتور سليم العوا وعدد كبير من المحامين, وحصل علي البراءة من تلك التهمة, وتمت إعارته لدولة الإمارات ومنها الكويت نائب رئيس محكمة النقض, وكانت ترددت أنباء مؤكدة بأنه رفض عرضا قدمته له الجماعة للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية الماضية. ولمكي قصة شهيرة نشرت عام2006 حيث فوجئ القضاة والجماهير الغفيرة المحتشدة أمام دار القضاء العالي بعد انتهاء الجلسة الأولي للمحاكمة التأديبية بالمستشار محمود مكي, أحد المحالين للتأديب, يندفع بسرعة نحو اللواء إسماعيل الشاعر, مدير أمن القاهرة, ويمسكه من يديه ويقول له بانفعال: إنت عارف عمر.. إنت فاكر واحد اسمه عمر, فرد عليه الشاعر: أيوه ده المرحوم ابني, رد عليه مكي: لو كنت فاكره صحيح اقرأ له الفاتحة وادعي له.. وبلاش اللي تعملوه في الشباب المعتصمين أمام النادي واللي سحلتوهم وضربتوهم.. وتذكر يا إسماعيل بيه انهم في عمر ابنك الله يرحمه. ومن أبرز تصريحات المستشار محمود مكي كانت بعد الحكم علي مبارك بالسجن المؤبد, حيث صرح المستشار محمود مكي بأن حجج القاضي للحكم علي مبارك ضعيفة والحكم متناقض فهو حكم علي من أعطوا الأوامر بالمؤبد, وفي نفس الوقت تمت تبرئته من نفذ الأوامر من لواءات الداخلية ولو تم نقض الحكم واستئنافه سيحصل مبارك علي البراءة., حسبما صرح بعد النطق بالحكم.