تحولت مقابر قري ومدن سوهاج إلي حالة يرثي لها بعد أن حاصرتها القمامة وأصبحت مأوي للكلاب والقطط الضالة والخارجين علي القانون وتجار المخدرات والأعمال المنافية للآداب, كما أصبح الحصول علي مقبرة بمثابة حلم مستحيل بالنسبة للفقراء والبسطاء الذين لا يملكون قوت يومهم في ظل ارتفاع أسعار الجبانات. وقال سمير عبد الحكيم عمدة قرية الديابات بمركز اخميم إن مقابر القرية امتلأت بالأموات, وكان لابد من البحث عن مكان لإقامة مقابر جديدة مطالبا بمكان قريب من مقابر القرية لدفن الموتي, وعرضنا الأمر علي جميع المسئولين والجهات, وعند الحصول علي مطالبنا فوجئنا بأن المنطقة أثرية, ولا تصلح لإقامة مقابر عليها حسب قولهم مطالبا بسرعة إنهاء جميع الأمور الخاصة لأهالي القرية. وأضاف نشأت حسين محمد من أهالي قرية المحامدة بمركز سوهاج تعاني مقابر قرية المحامدة البحرية من عدم وجود سور خارجي يحمي المقابر من الكلاب والقطط التي توجد بها خاصة في الفترة الليلية, كما أن هناك من يتخذها مخابيء وخاصة ممن عليهم ثأر, وهذا يثير حفيظة أهالي القرية. وقال فراج محمود طما: أراضي المقابر بحيازتنا مختلفة من ناحية الموقع حيث يرتفع سعر الأرض الموجودة علي ناصية الشوارع, كما أن المقابر تفتقد إلي وجود كهرباء أو ماء وغياب الأمن من المنطقة حيث أنها تمتلئ بالخارجين علي القانون, وأصحاب السوابق وقيام الصبية باستغلالها في الأعمال المنافية للآداب. وأشار علي خلف من ابناء المحافظة إلي أن الأموات لهم حرمة يجب احترامها فلا يصح أن نسير علي القبور باقدامنا, قائلا: مقابر سوهاج عندما ننظر إليها نجدها ملتحمة مع بعضها, موضحا أنها مظلمة والأرض بها مليئة بما يعوق حركة السائرين أثناء تشييع الجنازات. وأكد أحمد فراج مواطن أن معظم مقابر سوهاج التحمت بمنازل الأهالي ولم تعد هناك مسافات بينهما, مما يهدد السلامة البيئية لقاطني تلك القري لذا نطالب المسئولين بسرعة توفير أماكن بديلة للمقابر بعيدا عن التكتلات السكنية. وعبر عبد المتعال محمود, عن إستيائه من عدم اهتمام الوحدات المحلية بالمقابر وتنظيفها بشكل دوري مما يشوه شكلها, ويجعلها مليئة بالقمامة والطوب والحجارة, الطرق المؤدية إليها غير مهيأة تماما, بالإضافة إلي افتقادها لأعمدة الإنارة مما يزيد الأمر سوءا.