علي مدي4 جلسات متتالية عقدت المحكمة جلسات سرية لسماع شهادة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وجلسة أخري لسماع شهادة اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق مدير جهاز المخابرات العامة السابق, كما استمعت الي شهادة وزيري الداخلية السابقين محمود وجدي ومنصور العيسوي, وبعد أن اختتمت المحكمة جلساتها بحكمها التاريخي كان لابد أن تنشر تلك الشهادات التي لعبت دورا هاما في تشكيل وجدان المحكمة. ** في جلسة24 سبتمبر2011 استمعت المحكمة إلي أقوال المشير طنطاوي, الذي قال إنه بصفته القائد العام للقوات المسلحة يشترك مع مجلس الوزراء والمخابرات العامة في الاجتماعات, التي تنعقد في الأحداث الطارئة, مثل ثورة25 يناير, حيث يكون دور القوات المسلحة المتابعة. وأضاف أن المخابرات الحربية توقعت حدوث ثورة25 يناير, وفي يوم22 يناير تم عقد اجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت, وكان يحضره حبيب العادلي وزير الداخلية في ذلك الوقت, ورئيس المخابرات العامة وقتها اللواء عمر سليمان, وكانت هناك توقعات بالأحداث, وتوصل الاجتماع إلي أن تستعد وزارة الداخلية لاحتمال حدوث مظاهرات كبيرة. وردا علي سؤال المحكمة: هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق المتهم الأول ما دار في ذلك الاجتماع؟.. أجاب المشير طنطاوي: الاجتماع حضره رئيس مجلس الوزراء وأعتقد أنه أبلغ مبارك, ونفي أن يكون مبارك عقد اجتماعا مباشرا معه منذ يوم25 يناير2011, وقال إنه في يوم28 من الشهر نفسه عندما أخذ أمرا من مبارك بنزول الجيش إلي الشارع كانت الاتصالات تتم بشكل مباشر مع الرئيس لتأمين الأهداف الحيوية ومساعدة الشرطة في تنفيذ مهامها. ووجهت المحكمة للمشير سؤالا حول وجود قناصة استعانت بهم الشرطة في يوم28 يناير2011, المعروف باسم جمعة الغضب, وما هي معلوماته عن المصابين والمتوفين في الثورة بالسلاح الناري والخرطوش؟.. فأجاب طنطاوي بأنه ليس لديه معلومات عن ذلك الأمر, مضيفا أنه لا يستطيع تحميل جهاز الشرطة المسئولية كاملة في حالات القتل, لأنه لم يعلم ماذا جري أثناء الاشتباكات, لأن هناك عناصر أخري خارجة علي القانون كان لها يد في الأحداث. وشهد المشير بأنه ليس لديه معلومات مؤكدة بإعطاء مبارك للعادلي أوامر باستخدام القوة مع المتظاهرين, لكن في اعتقاده الشخصي أن هذا لم يحدث, وأنه من حق رئيس الجمهورية أن يصدر أوامر وفقا لصلاحياته الدستورية للحفاظ علي سلامة وأمن الوطن, ومن المفترض أن كل مسئول يعلم مهامه جيدا ويقوم بتنفيذها. ووجه المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة سؤالا مباشرا للمشير عن مدي إمكانية تنفيذ أوامر رئيس الجمهورية مهما كانت العواقب؟.. فأجاب طنطاوي: بالطبع يتم النقاش في حالة صدور أوامر, وتتم مناقشة العواقب. وأكد طنطاوي للمحكمة أنه إذا كان الرئيس السابق أصدر أمرا بالتعامل مع المتظاهرين بالرصاص الحي فإنه يعتقد أن تكون المسئولية مشتركة مع باقي المسئولين عن التنفيذ, وأنه لا يستطيع الجزم بعلم مبارك بحالات الإصابات والوفيات, ويسأل في ذلك مساعدو الرئيس السابق, وأن مبارك تدخل لوقف نزيف الدماء, وأعطي أوامر بفتح باب التحقيق فيما حدث بميدان التحرير, وطلب رفع تقارير له عن سبب الأحداث والمسئول عنها. وعن مدي قدرة وزير الداخلية علي التصرف بشكل فردي, واتخاذ قرارات دون الرجوع للرئيس, قال المشير: وزير الداخلية في جميع الحالات يحيط رئيس الجمهورية بما حدث, وكيفية التعامل مع المظاهرات, و مش ممكن يكون رئيس الجمهورية ميعرفش اللي حصل ايه, لكن فض التظاهرات يتم بخطط معروفة لدي الوزارة, وإنه ليس لديه علم إذا كان العادلي اتخذ قرارا منفردا بفض التظاهرات. وسأل المستشار رفعت المشير طنطاوي سؤالا نصه: علي فرض أن تداعيات التظاهرات يوم جمعة الغضب وصلت إلي حد استخدام الشرطة آليات إطلاق المقذوفات النارية ودهس الثوار بالسيارات.. هل كان الأمر صادرا من وزير الداخلية ومساعديه بمفردهم؟.. فأجاب مقدرش أقدر اللي حصل بالظبط.