وفي رأيي لابد بعد وضع الدستور الجديد أو المعدل أن يكون هناك استفتاء شعبي عليه وعلي بنوده.. ليكون دستورا ملزما للجميع.. في لحظة تاريخية من عمر مصر.. بدأت انتخابات رئاسة الجمهورية وسنري بعد أيام علي الأكثر من هو رئيس مصر المنتخب؟ لقد تغيرت مصر من دولة فاسدة دكتاتورية إلي دولة ديمقراطية حديثة بانتخاباتها البرلمانية.. وكذلك الرئاسية بشهادة العالم كله. نجحت الثورة العظيمة بمساندة الشعب المصري والجيش المصري والشرطة حين وقفنا جميعا يدا واحدة. لكن يوجد للثورة بعض أعدائها الذين حاولوا طوال الوقت إفساد فرحتنا.. وإفساد تذوقنا للحياة الديمقراطية التي من المستحيل أن ننعم بديمقراطية أوروبية في يوم وليلة مثل الدول الأوروبية.. لأن هذه الدول عانت كثيرا وعملت كثيرا للوصول لهدفهم.. أقصد الديمقراطية السليمة المبنية علي أساس قوي وليس علي أساس هش.. ولولا ذلك لوقع البناء كله علي أصحابه. لقد أوفي المجلس العسكري حامي الثورة بكل ما وعد به.. وتحقيق أماني الشعب المصري من انتخابات نزيهة وشريفة وقوية شهد العالم كله بها. كما قام رجال الشرطة بحماية الوطن من الداخل ومطاردة اللصوص وتجار المخدرات ومهربي الأسلحة مع كل الظروف والمناخ الصعب الذي عملوا فيه.. واستشهاد كم كبير منهم لحماية الوطن والمواطنين. وأقول كلمة حق: لولا طول بال وصبر الجيش والشرطة علي المخالفات اليومية.. والاعتصامات المستمرة.. وقطع الطرق.. وتهريب الأسلحة المستمر بكميات رهيبة.. ولولا يقظة الجيش والشرطة لدمرت مصر من الداخل ونحن نتفرج عليها. فأهلا بالرئيس الجديد مهما تكن هويته.. وأتمني له التوفيق لأنه سيتسلم عهدة ثقيلة.. ومشكلات كثيرة في الداخل والخارج.. ومن غير المعقول أن ننتظر حل كل هذه المشكلات.. وأولها المشكلة الكبري البطالة والاقتصاد والزراعة والسياحة والتأمين الصحي والمعاشات والتعليم.. يعني بالعربي الفصيح بناء مؤسسات قوية لدولة ضعيفة ومنهارة.. لكن بشعبها وجيشها الوطني ورجال الشرطة والقضاء الشريف سيمكن حل كل هذه المشكلات والنهوض بمصر واقتصادها لنراها قريبا في مقدمة الدول العربية كعادتها.. ونصل إلي بر الأمان. ولابد للرئيس القادم مهما تكن هويته أن يكون رئيسا لكل المصريين.. وأن يتعاون مع الجيش والشرطة والبرلمان وجميع مؤسسات الدولة لمصلحة مصر وشعبها بكل توجهاته.. وأن يركز علي إدارة شئون البلاد بالطرق القانونية والعلمية لكي تنهض مصر. ولابد أن تدعم مؤسسات الدولة الرئيس الجديد مهما تكن هويته.. لأنه بدون هذا التعاون والتفاهم سيعمل الرئيس في دائرة مغلقة يصعب حلها.. والخاسر الوحيد هي مصر وشعبها. لأن هدفنا البناء وكل يعمل في مجاله دون التدخل في الاختصاصات.. ولأن القضية الآن قضية وطن كبير بحجم مصر.. وليس حل قضية فردية أو فئة معينة فنحن نريد أن ننهض بمشكلات مصر كلها.. وقد مهد المجلس العسكري بالتعاون مع الداخلية والمؤسسات العالمية لحقوق الإنسان ومؤسسة كارتر لمراقبة الانتخابات لتكون شفافة ونزيهة بإشراف القضاء المصري المحترم. وبعد نجاح الرئيس المرتقب لابد أن نتأني ونعمل جميعا علي سن دستور جديد يوافق مصر أولا.. وتطلعات كل المصريين.. لأنه من غير المعقول أن نصدر دستورا جديدا كل يوم أو حسب الرئيس الجديد القادم بعد أربع سنوات. فليأخذ وقته ونحن عندنا دستور71 ممكن أن يسري أو يقوم مجلسا الشعب والشوري وفقهاء الدستور والقانون بتعديل بعض بنوده دون أي تعجل أو هرولة. وفي رأيي لابد بعد وضع الدستور الجديد أو المعدل أن يكون هناك استفتاء شعبي عليه وعلي بنوده.. ليكون دستورا ملزما للجميع.. وكذلك يرضي تطلعات الشعب المصري بأكمله ومؤسساته.. ولابد أن نبدأ بتغيير لهجة الحوار والتفاهم بيننا لنصل إلي ثقافة الحوار بدون تجريح وسباب وشتائم.. لأن هذا هو لب الديمقراطية بعينها.. وهو أدب الحوار. ولابد من الهدوء عندما تكون لنا مطالب فئوية.. لأن المشكلة الكل يعرف أن وضع البلد الاقتصادي سييء جدا ويحتاج منا كلنا إلي أن نعمل لإنقاذ هذا الوضع الاقتصادي المنهار.. والكل يعلم أن هناك بطالة بالملايين.. وأن المستثمرين قد هربوا وذهبوا لدول الجوار ومنها إسرائيل.. والكل يعلم أن السياحة ضعفت وقلت جدا لدرجة أن عمال السياحة وموظفيها أصبحوا من العاطلين.. وإسرائيل تصفق لنا وتشكرنا. إن الصورة للأسف سلبية.. وأحيانا سوداء.. وهذا يدعو الجميع أن نقف يدا واحدة.. وضميرا واحدا.. وشعبا واحدا لإنقاذ مصر وشعبها وشباب الثورة العظيم.. ويجب علينا جميعا الا ننصت للمؤامرات والشائعات والفتن.. لأن مصر أرض خصبة جدا لهذه الفتن والشائعات.. ولكني أقول بعد الثورة إن معظم الشباب والشعب المصري واع جدا لهذه الفتن والشائعات ولن ينصت إليها. إن الهدف هو العمل علي تحسين الأوضاع المعيشية في مصر.. والنهوض بالسياحة والاقتصاد والتعليم.. وهذا لا يأتي أبدا بدون الأمن والأمان.. والجميع يعلم أن عندنا كما كبيرا من الانفلات الأمني الصارخ الذي يقضي علي كل شيء في مصر.. ويمكن أن نرصد عددا من النقاط في واقعنا علي النحو التالي: (1) المظاهرات وقطع الطرق والمليونيات: لا يوجد بلد في العالم فيه هذا الكم من المليونيات التي أصبحت شبه يومية بدون سبب أو مطالب حقيقية.. لكن لاستغلال الوضع الأمني والضغط علي المجلس العسكري لتنفيذ مطالب حزبية وفئوية. والمطلوب من مجلسي الشعب والشوري أن يتفقا علي قانون للمظاهرات.. أقصد المكان والسبب والمطالب.. وتكون تحت حراسة الشرطة لتأمينها.. وذلك للحفاظ علي سلميتها.. والمظاهرات تكون معظم الوقت ليست لترويع الحاكم والمحكوم في الوقت نفسه.. لكن نجعلها قانونية بعد دراستها والرد علي المتظاهر أو المتظلم خلال فترة زمنية محددة. (2) التعاون مع الشرطة: وهي حامية الوطن من الداخل.. وفي غيابها شاهدنا اللصوص والاغتصابات اليومية.. ومطاردة تجار المخدرات الذين هم سبب في انحراف كم كبير من الشباب.. وهو ما يقضي علي مستقبل مصر ومستقبل أولادنا وأحفادنا. (3) العشوائيات: ومشكلاتها كثيرة تحتاج إلي تضافر الجميع في حلها.. وتحتاج لموارد مالية كبيرة.. ولا تأتي هذه الموارد من فراغ.. فيجب علي الجميع العمل لحل هذه المشكلة العويصة وإعطاء الحكومة فرصة العمل في هدوء لكي تركز علي حل المشكلات. (4) المرور: وتغليظ العقوبات لأنه لا يوجد مرور بدون أخلاقيات.. ولابد من احترام إرشادات الطريق.. وعدم التعدي علي الطريق أمام الغير.. وعدم السير في طرق عكسية.. وعدم الوقوف في الأماكن الممنوعة وتضييق الشارع.. وعدم احترام إشارات مرورية.. سواء للسيارات أو المشاة.. فإذا بدأنا بأنفسنا تكمل الشرطة عملها وفق القانون والقواعد المنظمة لمهامهم. أتمني من الرئيس القادم أن يحظي بحب كل المصريين مهما يكن انتماؤه الحزبي.. وأن نقف معه ونكون درعا له تحميه إلي أن نصل بمصر للأمن والأمان المنشود.. وأن يكون الرئيس القادم ذا حكمة وعلم وصدق.. وأن يتعاون مع كل مؤسسات الدولة لخير وضمان مستقبل مصر والمصريين. وأتمني أن يكون أول قرار للرئيس الجديد هدنة ووقف المظاهرات لمدة عام علي الأقل لأننا قمنا بمظاهرات واعتصامات وقطع طرق ومليونيات تغطي مائة عام.. فلنهدأ قليلا ونعطي المليونيات هدنة لسنة واحدة.. ومرحبا بالرئيس القادم لمصر الثورة.