بعد أيام قليلة يطل علينا أول رئيس منتخب حر بعد عهد الملكية وثورة23 يوليو52 وثورة الشباب25 يناير2011. وللحق هذا عرس لكل المصريين بأن يأتي رئيس لمصر بالانتخاب المباشر بعد معاناة كبيرة وطويلة من الظلم والفساد. وأتمني من الرئيس الجديد أن يكون عادلا ومنصفا لكل المصريين وليس لفئة معينة أو لحزب مهما كانت انتماءاته الحزبية لأنه رئيس لكل المصريين وأملي أن نحتذي بالانتخابات الرئاسية الفرنسية وهي مثل طيب. ولابد من الرئيس الجديد بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة والوصول بمصر لبر الأمن والأمان الذي فقدناه بعد الثورة من المندسين والخارجين عن القانون, وذلك بالقضاء علي البلطجة وقطاع الطرق والمظاهرات الفئوية والقتل والاختطاف والحرائق المتعمدة وأن تكون المظاهرات مقننة كبقية الدول والشرطة هي التي تعطي التصريح أو ترفضه وهي التي تقوم بحراسة المظاهرات وتأمينها ومن يخرج عن مسار المظاهرة يحاكم قانونيا. والآن بعد أن أوفي المجلس العسكري بكل ما وعد به من انتخابات مجلس الشعب والآن رياسة الجمهورية علينا أن نبدأ بالعمل والإصلاح الاقتصادي والسياسي لبناء مصر بعد الثورة لنتصدر دول المنطقة بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والقضاء علي البطالة, وحتي يعود جيشنا العظيم الوفي مكانه بالخطوط الأمامية والحدودية ليحمي الوطن ويردع كل من يفكر أو تسول له نفسه الاعتداء علي مصر. وأتمني من مجلس الشعب وأعضائه الوقوف يدا واحدة مع الرئيس الجديد لمصلحة مصر ومصر فقط وعدم التسرع والتشدد ومغالبة المصلحة العامة للوطن ونسيان المصالح الفئوية وليعلم الجميع أن في انتظار الرئيس الجديد كم من المشاكل الاقتصادية والبطالة التي تتزايد وتتراكم منذ عدة سنوات ولا يمكن حلها في يوم واحد كما نريد دائما. وأطلب من مجلس الشعب المحترم سرعة سن قانون للاعتصامات والمظاهرات وقطع الطرق لأننا نطالب بالديمقراطية والحرية وننفيذها بهمجية وبلطجة كما حصل في العباسية ومحاولة اقتحام وزارة الدفاع لنكون أضحوكة للعالم كله حين يقال ان جيشنا الصابر العظيم لا يستطيع حماية مؤسسته العسكرية. وللأسف لم تكن مظاهراتنا سلمية مرة واحدة منذ أن بدأت الثورة فتارة نسعي لاقتحام الداخلية وأخري لاقتحام وزارة الدفاع وتقولون سلمية سلمية. ولابد بعد انتخاب رئيس الجمهورية أن يكون هناك احترام للقانون وتطبيقه علي الجميع فبدون قانون سنعيش في فوضي إلي أبد الأبدين. وأطالب بمنح الرئيس فرصة للعمل وهو الطريق الوحيد للإنتاج اقتصاديا وزراعيا وسياحيا.. هدنة بلا مظاهرات أو مطالب فئوية ولابد من جميع مؤسسات الدولة ان تتفاهم وتتكاتف يدا واحدة لننطلق إلي بر الأمان الذي يصبو إليه كل المصريين في الداخل والخارج. وحسنا كانت أولي انطلاقات مجلس الشعب بالموافقة علي تعديلات هيئة الشرطة والشرطة هي التي تشعرنا بالامن والأمان علي مدي عصور كثيرة وبدونها لا أمن ولا أمان. ولقد قامت الشرطة في الأيام الماضية بمصادرة كم كبير من الأسلحة الحديثة لاستخدامها ضد الوطن. وكذلك قامت الشرطة بمهاجمة أوكار المخدرات والمجرمين واللصوص في الأماكن الجبلية والوعرة واستشهد منهم عدد كبير في سبيل حمايتنا وحماية الوطن. وأقول قولة حق منذ تولي وزارة الجنزوري ووزير الداخلية النشط اللواء محمد إبراهيم وهما يعملان بكل حرفية ومهنية. والأمن تحسن كثيرا جدا ولكننا نريد المزيد وخاصة بعد حل مشاكل رجال الشرطة الشرفاء. وارجو من الاعلام العربي والاعلام المصري أن يكونا علي قدر من المسئولية والالتزام بالشرف المهني وعدم التحريض وصناعة الفتن التي يستفيد منها اعداء مصر في الخارج والداخل والبعد عن ترويج شائعات تزوير الانتخابات فذلك كلام يضر ولا ينفع فعلينا أن ننتظر ثلاثة أيام وأنا متأكد أن انتخابات رئيس الجمهورية ستكون هي الأحسن والأفضل منذ قامت الجمهورية الأولي وفي اعتقادي الشخصي ان هذه الانتخابات ستحظي بشهادة عالمية لشفافيتها ونزاهتها. ولابد بعد ذلك ان نقبل الرئيس القادم وننسي خلافاتنا وأن نقف مع الرئيس الجديد يدا واحدة لبناء مصر.. وهناك14000 قاض مصري محترم سيقومون بالاشراف علي هذه الانتخابات ونحن لدينا قضاء شريف شامخ مشهور له بالحيادية علي مر التاريخ وان لم نثق في القضاء فبمن نثق. وأتمني من الرئيس القادم أن يعطي شباب المستقبل شباب الثورة حقه في مؤسسات الدولة الحديثة بالحق والعلم والعدل لأنهم هم مستقبل مصر. وأطلب من مجلس الشعب أن يكون متعاونا مع الرئيس الجديد بالقانون ومع الدستورية العليا حتي تنهض مصر. ويأتي بعد ذلك الدستور الذي أتمني أن يكون دستورا لكل المصريين وليس لفئة معينة. وهذا يتطلب فقهاء دستوريين ومستشارين وعلماء قانونيين لهم الخبرة والحنكة ومعظم الدول العربية استعانت بالمصريين لكتابة دساتيرهم وبذلك نبعد عن التكويش علي كل مؤسسات الدولة لحزب أو فئة بعينها ونرجع للنظام القديم( الحزب الوطني). ونتكلم الآن عن القوات المسلحة وافتتاحها الطريق الجديد علي أعلي مستوي هندسي وطبقا للمواصفات العالمية لتسهيل المرور بجانب الطرق السريعة الموجودة سابقا. وكذلك زرع آلاف الأفدنة شرق العوينات في الوقت الذي تشهد البلاد الكثير من المشاكل والخروقات الأمنية. وتعمل القوات المسلحة في البناء الداخلي أيضا سواء بتشييد الطرق ورصفها وزراعة الأرض وهو مجهود تستحق عليه الثناء. وأخيرا لكل مرشحي الرئاسة التوفيق لقيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة ونترك النتيجة لصندوق الاقتراع ونقبل كما قبلنا من قبل نتيجة الانتخابات البرلمانية.